كاردوخ ميردرويش : ملكة الثعابين في الميثولوجيا الكوردية


كاردوخ ميردرويش :

من المعروف منذ القدم وحتى يومنا هذا وجود الثعابين السامة بكثرة في أرض كوردستان، و تجلب الكثير من المعاناة والخوف للسكان . وعندما يصادف الكوردي ثعبانا يبدأ بقراءة ( هافوروما ميري مارا ) أي, أنادي أمير الثعابين لاتعرضني للعدوان. 
ان الكورد الأزيديون يحترمون ويقدسون في عبادتهم الثعبان ويسمونه “شاه مار “. في المعتقدات الكوردية، وفي الكتاب الزرادشتي (افيستا) ذكر عن هروب 500 شاب إلى الجبال هربا من ظلم ثعبان- أزدهاك الذي يأكل البشر، و “ أزدهاك “ باللغة الكوردية تعني (الثعبان, التنين) الملك الظالم الذي قتله كاوا الحداد وأنقذ الشعب الكوردي من ظلمه.
إن كلمة (سومر) شومر في اللغة الكوردية هي “ شاه مار “ أو “ شامار “ وتعني “ ملكة الثعابين “.
يؤكد العالم الكوردي الكبير غالياموف أن: “ إسم الإله الكوردي الثعبان شاه مار يتطابق مع إسم سومر.
إن قسماً من تسميات المدن والجبال الكوردية مرتبط بالثعبان (مار).
مثال على ذلك، ماري (ثعابين)، ماراش- مرعش(موطن الثعابين، أو حرفياً “ الثعبان المطحنة “)، ساماري (الثعابين الكلبية)، ماردين (الثعبان المجنون)، ماراند(موطن الثعابين)، جبل أورامار(مكان الثعابين) وغيرها من الاسماء الكثيرة...
وكتب مؤرخ القرن السادس أغافي عن عبادي الشمس المسمى (القضاء على الظلم ), عندما يضعون سحرا فإن الكثير من الثعابين المقتولة، وحيوانات أخرى نادرة تعيش في الصحراء تعود لها الحياة كمثال على الخير، وهم يؤمنون بأنهم يقومون بهذا العمل الخيري المستحب لإله الخير هذه العادة موجودة حاليا عند الكورد وبشكل عيد يسمى جذن تولان(تول هلدان). هذا العيد معروف بين الكورد العلويين(زازا) والكورد الأزيديين بإسم “روجي زيار” “ جماي” وهو يجسد إستئصال الشر، التطهر من الخباثة، التخلص من القيود وإنتزاع الحرية.
وفي الكتاب المقدس يتم ذكر عبادة الثعبان عند اليهود، بالإسم الكوردي نخوشتان- مريض باللغة(الكوردية).
“ وأرسل الله إلى الشعب ثعابين سامة، وقد أشفقت على الشعب، بعد أن مات الكثير من بني إسرائيل.
وجاء الشعب إلى موسى وقال: لقد أذنبنا عندما تكلمنا ضد الرب وضدك، إطلب الصفح من الله لكي يخرج الثعابين منا. وصلى موسى لأجل الشعب، وقال الرب لموسى: إصنع لنفسك ثعبانا وضعه على الراية وإنظر إليه كالملسوع، عندها سيتحول إلى ثعبان حي. وصنع موسى ثعبانا من النحاس ووضعه على الراية ونظر إليه كالملسوع فأصبح الثعبان حياً.
و في الملحمة الهندية مخابخارات إسم نخوشتان(نخوشا) يعود للملك الإلهي المتحول إلى ثعبان لمدة ألف عام, نخوشا وحسب التقاليد الهندية كان الملك الخرافي للسلالة القمرية، وحفيد بورورافاسي، إبن بودخا وإيدي، إبنة مان فيفاسفانت.
ومازلت صورة ملكة الثعابين اللتي كانت تنقشه امهاتنا وجداتنا على القماش الابيض بالالوان الجميلة, تزين جدران بيوتنا حتى يومنا هذا.


كاردوخ ميردرويش
20.6.2012

تم النشر في 14,21 20|06|2012






أخبـــــــار الوطـــــن

بيـــانــــات و تــقــــاريـــــر