مسامير و مزامير :
يا سادة القرار والحوار, ويا قادة التي لا تحميهم الأفراد ولا الأسوار, يا من ضاعوا وضيعوا الآخرين عن المسار, وفرقتهم الأفكار وزادهم الشجار. قولوا لنا ما فعلتم وما صنعتم بأيديكم حتى الآن
كفوا عن كبريائكم الفارغة, وعن لهاثكم لمناصبكم الغير نافعة, وتنازلوا لبعضكم قليلٍ, لا أحد فيكم يملك الحقيقة الدامغة فالكل يكمل بعضه, وعلى كل منكم أن يعرف حده, جميعكم لا تتميزون عن بعضكم قيد نملة, لا في فكركم ولا في ممارساتكم ولا في دعواتكم, باستثناء أسماءكم التي تختلف على منشوراتكم فقط, فنحن لا يفرقنا الفكر ولا الطبقية ولا المنهج, كلنا مظلومين ومضطهدين, سجننا واحد وجلادنا واحد, لغتنا واحدة وأهدافنا واحدة, إلا أنتم يا أصحاب الضمائر ودعاة الخلاص, أنتم الوحيدون الذين تختلف عندكم المقاييس, فقدراتكم الشخصية وحالاتكم النفسية وإمكانياتكم الذهنية وضعفكم التنظيمي, تتنوع في مقاييسكم الذاتية, وتزيد من مرضكم النرجسي, وهذا هو السبب في تمسككم بما أنتم فيه من الإحباط والفشل والتراجع, خوفاً من العمل الجدي الذي سيزيح الفاشل والمحبط, وسيبدل كل شيئاً تبديلاً, واضح للكل بأنكم لا تجتمعون معاً إلا إذا كان الخطر يحدق بموقعكم, ولا تتفاهمون إلا إذا كانت الجماهير متفاهمة على تغيركم أو تبديلكم أو تصحيحكم, فبأي تطويرٍ تفكرون وبأي ديمقراطية تدعون ولأي وحدة تسعون, همكم هو بقائكم ولو كان على حساب شعبكم, فالكثيرون منكم ظهروا فجأةً وتسلقوا بالفراغ الحزبي حين كانوا يختبئون في يوم الواجب, ويسعون خلف الوظائف والمكاسب و(يتكولكون) لغيرهم بتحقير الذات, وكثيرون تركوا شعبهم يوم كان بحاجتهم, وسافروا كي يستلذوا بغربتهم, ويغتنون ويعيشون في الرفاهية, حتى أن يبتعدوا عن ما كان يقع على عاتقهم من واجبٍ ليرفعوا عن شعبهم الظلم والأضطهاد الموجود, أما اليوم نراهم يحومون حول العواصم ويتظاهرون بأنهم المسئولين الأوائل عن شعبهم, وإذا نزع عنهم هذه الصفة فسيتقاعسون عن الواجب وسيتحججون بألف سبب ٍوسبب, وسيديرون ظهورهم مرة أخرى كما داروه من القبل.
فمن المسئول على ذلك, أليسوا أنتم يا سادة القرار, أليسوا أنتم من يأتون بالدببة إلى كرومكم ومن ثم تشتكون, فلو كنتم مخلصين ووفيين لعهودكم, لتوحدتم وتفاهمتم أقل ما يمكن حول ما يجمعكم من البرامج والأهداف التي هي منسوخة من بعضها أصلاً, بدلا ً من أن تكونوا عشرات التنظيمات الهزيلة التي لا معنى لها سوى البعثرة في الجهود والقوى, ولا يستفيد منها أحد سوى أصحاب الغايات من طرفٍ والسلطة من طرفٍ آخر, أليس من الأجدر لو كنتم تجمعون المناضلين والمثقفين الذين لهم تجاربهم وقدراتهم ومكانتهم الاجتماعية في مؤتمركم بدلاً أن تجلبوا وتجمعوا من حولكم أشخاصاً ليس لهم أية علاقة بالسياسة ولا بالثقافة ولا حتى يعرفون شيئاً عن التنظيمات وليست لديهم أية معلومة عن واقعهم سوى إنهم خلقوا أكراداً, فأتيتم بهم ليكونوا شهود الزور لكم أثناء التصويت وأحجار الشطرنج بأيديكم, ضد بعضكم البعض, أليس من العار أن ننسى أهدافنا ومطالبنا التي ضحوا من أجلها عشرات الشهداء, ونجابه أنفسنا لنلوي أدرع بعضنا البعض, والعالم يتآكل من حولنا وسوريا تتعقد أزمتها, ونحن غير مبالين بذلك, بل من المهم هو كيف نخذل الطرف الآخر, الذي يعتبر هو الخصم الأول قبل السلطة لأنه المنافس في العمل التنظيمي, وتنتظرون الفرج والقدر والإملاءات, دون أن تشاركوا وتتحركوا بين الجماهير وتقودونها, وهذا هو ما تريدونه وما تطلبونه لأنه يزيد ببقائكم وينعشكم في خمولكم, وأني متأكد جدا ًمن إنكم لا تملكون القدرة على الحركة أكثر مما أنتم فيه الآن, لأن ذلك سيضر بمصالحكم الحزبية والشخصية, فليرحم الله الشعب والقضية في ظل قيادات ٍمن أمثالكم .....
المسامير والمزامير
تم النشر في 02,31 03|06|2012
إقرأ أيضاً لـ المسامير والمزامير