كاردوخ ميردرويش : قبائل البختياري الكوردية اصالة البداوة الكوردية ومعشوقة كوردستان


كاردوخ ميردرويش : 

قبيلة البختياري هم إحدى القبائل الكوردية العريقة في كوردستان إيران وهم جزء من تشكيلة قبائل اللور الكوردية و لا زالت نسبة كبيرة من الكورد البختياريون يعيشون حياة البداوة, والترحال في حين ان الغالبية قد استقرت في حياة حضرية,و يتواجد الكورد البختياريون في مناطق كوردستان في غرب إيران وخصوصاً في شرق محافظة خوزستان ومحافظتي جهار محال بختياري وبوير احمد,


تتصف هذه القبائل الكوردية بالفروسية والشجاعة المنقطعة النظير والجود والكرم والاخلاق الحميدة منذ القدم.
هي إحدى محافظات إيران الاحدی والثلاثين. مركز المحافظة هي مدينة (شهر كورد)اي مدينة الكورد ويسكنها القبائل البختيارية من القومية الكوردية.
ويعتنق البختياريون حاليا الاسلام وهم على المذهب الشيعي الإثنا عشري, ولهم لهجتهم الخاصة والتي تسمى باللوریه البختيارية.
الكثير من العلماء الإثنوغرافيين يطابقون الكورد- البختياريين بـالكاسيين احد قبائل الكورد القدماء.
لقد سكن البختياريين في الأمكنة اللتي سكنت فيها القبائل الكاسية، وذلك حسب الشواهد التاريخية القديمة التي تعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد.
آران- هي منطقة سكنها أجداد البختياريين حسب رواية البختياريين أنفسهم.
الإسم الكوردي القديم آران يعني أرض شمال زاغروس، وسهول القفقاس حتى البحر الأسود. وحسب رواية البختياريين نزحت قبائل أجداد البختياريين من آران إلى الشرق إلى منطقة بالخا(باكتريا)، ومثل قبائل أخرى- في الغرب أسموا أنفسهم بختيار أي الآريين الغربيين.
تكلم المؤرخ الكوردي شرف خان بتليسي عن البختياريين كما يتكلم عن 28 ثمان وعشرين قبيلة كوردية نزحوا في القرن العاشر من منطقة حلب في سوريا إلى أرض زاغروس في خوزستان، ويوجد في صفوف البختياريين عدة عشائر كبيرة: زنكنة أسلي، كورد زنكنة، كلهور، لَكْ، هماوند، وآخيرن. قبائل الكاسيين- البختيار كانوا مربي خيول، في بداية الألف الثاني قبل الميلاد، ويشهد على ذلك بأنه في إقتحامهم الأول لميزوبوتاميا أثناء حكم الملك سامسويلون(1749- 1712 قبل الميلاد) من السلالة الملكية الأولى لبابل، مَثّل الكاسيون قوة حربية جبارة، وكان أساس جيشهم يتكون من مركبات حربية تجرها الأحصنة. الخيول وجيوش المركبات لم تكن معروفة في ميزوبوتاميا إلى أن إقتحمتها القبائل الكوردية الكاسية- البختيارية الآتية من آران شمال جبال زاغروس.
إن البختياريين هم أقدم شعب في أوائل آسيا والهضاب الجبلية الإيرانية، أما الفرس فقد جاؤوا إلى هذه الأرض في وقت متأخر جداً.
إن الكورد في فترة ظهور الأرمن على الساحة التاريخية في القرن السادس قبل الميلاد، كانوا يملكون ومنذ أكثر من ألفي عام دولتهم التي وضع أُسسها أجدادهم الهوريين- المانيين، تماما مثل الكورد- البختياريين الذين ملكوا مملكتهم الكاسية في بابل بوقت طويل جدا قبل تشكيل الإمبراطورية الفارسية- الأخمينية. إن الفرس لم يدركوا إمبراطورية الكاسيين- البختياري، ولذلك عندما أسسوا دولتهم الأخمينية إستنسخ الفرس قوانين المملكة الكوردية- البختيارية الميدية، تماما مثل الأرمن الذين في القرن الأول قبل الميلاد لم يدركوا الكاسيين ولا الهوريين- الماتينيين ولا مملكة الكورد الميديين لذلك إستنسخوا قوانين الدولة من الفرس الذين أخذوها من الكورد الميديين
قبائلالكورد اللور والبختيارية الذين يملكون مراعى مليئة بالماء والكلأ يقومون بتربية الخراف والماعز والبقر،ويعتبر الركن الأساسى لتربية الحيوانات بين القبائل يعتمد أساسا على تربية الماعز والخراف.
فقد كانت الأغنام الرئيسية فى معظم مناطق إيران هى الخراف والماعـز,حيث أن الخراف كانت تفضل فى معظم المناطق، والماعز فى المناطق الجافة جدا. كما أن هناك تنوعا آخر فى نوعية الحيوانات وهو يتصل بالنقل أى الجمال والحمير والجياد, فقد كان أهل القبائل اللورية يحافظون على الجياد من أجل الحرب والقتال، ثم إستخدمت بعد ذلك أكثر لإعتبارات شخصية. وتفيد الجياد بطبيعة الحال أثناء القتال والحروب ، وأثناء إحتفالات العرس، وعند تنقل النساء والأطفال.
ويطلق الكورد على الخيام إسم "رَش مال" (المنزل الأسود) او (كون) ,,و باللهجة اللورية كهگيلويه"بُهُون وتعني باللغة الكوردية البيت المنسوج.
وتتميز الأسرة التى تضم أبناء فى المجتمع القبلى بقيمة ومكانة خاصة وتفضل على الأسرة التى لم تنجب أبناء. ويكثر إنجاب الأطفال فى الأسرة بشكل عام.
تصنف بعض القبائل كما هو الحال فى البختيارية والقشقائية المشكلة من الطوائف والعشائر إلى خمس طبقات متباينة عن بعضها البعض، فهناك طبقة الحكام أو الخوانين، وطبقة العظماء أو رؤساء العشائر، وطبقة العُمَدْ، وطبقة عامة العشائر، وطبقة أشباه المطرودين، وهذه الطبقة الأخيرة لا تدخل ضمن أفراد القبيلة وهى أدنى الطبقات، ومنهم أصحاب الحرف كالحدادة والحلاقة وغير ذلك.
وتنقسم اللهجات الكوردية فى إيران إلى ثلاث مجموعات اللهجات الشمالية الغربية وتسمى الكرمانجية (كِرْمانجى) وهى منتشرة بين الكورد في آذربايجان الغربية وكوردستان وخراسان وبلوشستان،وغرب كوردستان ومجموعة اللهجات المركزية وتسمى السورانية (سورانى) وهى منتشرة بين الكورد في سنندج وجنوب آذربايجان الغربية، ومجموعة اللهجات الجنوبية المنتشرة بين الكورد في سنجابى وكرمانشاهى وكلهر واللور فى "پشت كوه" و"لك". ويمكن إعتبار اللهجات (الگورانية) التى تتحدث بها طائفة من كورد هاورامان فى مناطق جنوب كوردستان وغرب سنندج والكورد في شمال كرمانشاه لهجات مستقلة عن مجموعة اللهجات الكرمانجية والسورانية.
وتقسم اللهجة اللورية إلى مجموعتين من اللهجات، إحداهما اللهجات البختيارية والممسنية والكهگيلوية (المعروفة بإسم اللورية الصغرى). وتنسب لهجات اللور إلى مجموعة اللغات الإيرانية الجنوبية الغربية.
و قبائل اللور الأصلية او (الفيلية)، وهي القبائل الكوردية التي تقطن اليوم في الثلث الشمالي من إقليم لورستان، وتدخل بضمنها ، او في إقليمها قبائل( اللك) و(الكلهور) الكورديتين.
أما اللور الكبرى ، فهم قبائل البحتياري والكوهكلو والمامساني التي تقطن النصف الجنوبي من إقليم لورستان. وهذا يعني ان ( اللور) اسم لقبائل كوردية أعطت اسمها الى الإقليم الذي تقطنه ، فعرف الإقليم الجغرافي باسمها ، فأطلق عليه اسم (لورستان).
أما لقب ( الفيلية) ، فكان لقبا لجميع سكان القسم الشمالي من لورستان
لقد اشار العالم الشهير *كيرزن* الى ان اللور ينتمون الى نفس المجموعة الاثنية الكوردية الممتدة الى الشمال منهم. أما ريج ، فقد أكد انتماء القبائل البختيارية الى الشعب الكوردي بشكل صريح.
يتضح من كل ما تقدم ان جميع قبائل اللور الصغرى أو الفيلية، وقبائل اللور الكبرى –البختياري، والكوهكلو، والمامساني- تخضع للتسمية العامة- اللور-، وهي جميعا تنتمي تاريخيا وبشريا واصلا الى الأمة الكوردية.
أما المناطق الجغرافية التي تقطنها هذه القبائل الكوردية فيمكن تحديدها كما يلي:
1-إقليم الفيلية ،او اللور الصغرى: تمتد أراضيها لتشمل الجزء الشمالي من إقليم لورستان, وتعود إليها أراضي مناطق بيش كو، وبشتي كوه، وبالاكريوه. وتمتد هذه الأراضي من كرمنشاه شمالا حتى نهر دز جنوبا. وهذا النهر يعتبر ، بشكل عام،الحد الجغرافي الذي يفصل بين أراضي قبائل اللور الصغرى التي تقع الى الشمال منه، وأراضي قبائل اللور الكبرى التي تمتد الى الجنوب منه.وقد فصلت الحدود العراقية الإيرانية مناطق شاسعة من الأراضي الفيلية وأدخلتها ضمن أراضي الدولة العراقية ابتداء من مندلي وحتى خانقين، التي هي الموطن الأصلي *للكورد الفيلين* العراق الحالي.
2-إقليم اللور الكبرى:وتمتد أراضي هذه القبائل الكوردية في النصف الجنوبي من إقليم لورستان، اعتبارا من نهر دز شمالا وحتى مدينة كزيرون جنوبا ،وعلى طول امتداد جبال زاجروس، متضمنة أراضي قبائل البختياري والكوهكلو والماماستاي.
لقد تعرض الكورد الفيليون مثل باقي اخوتهم من ابناء الشعب الكوردي من نظام صدام لابشع انواع الابادة الجماعية والتطهير العرقي و المقابر الجماعية وجرت
حملات التهجير الاولى ضد الكورد الفيلية من طلائع النازية العربية الاولى بقيادة رشيد عالي الكيلاني حيث تم تسفير عشرات الالاف منهم بحجة انهم من التبعية الايرانية رغم انهم عراقيون ومن سكان ما يسمى بالعراق منذ الاف السنين ، و تصاعدت موجات التهجير والتسفير بعد ثورة تموز 1958 بسبب التوتر بين نظام الحكم في بغداد وطهران فكان الضحية هم المدنيون من الكورد اللوريين الفيليين.
وفي عام 1963 استلم النازيون العرب السلطة في بغداد وارتكبت من الحرس القومي جرائم بشعة ضد الكورد الفيلية وبخاصة ما عرف بجرائم حي الاكراد في بغداد والسبب في ذلك ان حي الاكراد كان معقلا للحركة الوطنية للحزب الديمقراطي الكردستاني وللحزب الشيوعي العراقي والمكان الذي يسكن فيه العديد من التجار الكورد,وهو ما شكل مصدر الخطر على نظام حكم الحرس القومي النازي في بغداد .
الا ان الفترة السوداء في تاريخ الكورد الفيلية هي منذ توقيع اتفاقية اذار عام 1970 وحتى عام 1988 حيث قام نظام البعث والنازية العربية بقيادة صدام بممارسة ابشع صنوف الاضطهاد والجرائم الدولية ضد شعب امن مسالم يحب الحياة والحرية فقد قامت السلطات بتهجير واخفاء مئات الالاف من البشر بلغ عددهم مايقارب مليون انسان دون ذنب سوى انهم من الكورد واغلبهم من اتباع المذهب الشيعي وهم يمسكون عصب الحياة التجارية في العراق ولهم دور كبير في الحركة الوطنية العراقية . كما صار العديد منهم حقولا للتجارب للاسلحة البيولوجية والكيماوية وفقا للوثائق التي تم العثور عليها ومنها ما قامت به الوحدة العسكرية رقم 5013 من الصنف الكيماوي من الحرس الجمهوري.

كاردوخ ميردرويش
25_4_2012


تم النشر في  16,16 25|04|2012



إقرأ أيضاً للكاتب 







أخبـــــــار الوطـــــن

بيـــانــــات و تــقــــاريـــــر