
كاردوخ ميردرويش :
لاتقبلوا بحقوق المواطنة ايها الكورد, بعد كل هذه التضحيات والمعاناة, لانها تلغى بجرة قلم في ظل الاستعمار,ولا تثقوا بمن يروج لها كائنا من كان, فهذا ما تعلمناه من تجاربنا الاليمة, وليست نصيحة من محب,او حاقد.
ومع ذلك شارك الكورد في جميع الثورات السورية المناهضة للاستعمار الفرنسي مشاركة فعالة ، كما و شارك بعض الكورد في بدايات تاسيس الدولة السورية في حكم البلاد في فترات مختلفة,,, ليس هذا فحسب بل تنازل الرئيس الكوردي شكري القوتلي عن منصبه للرئيس جمال عبد الناصر ليصبح رئيسا للقطرين السوري والمصري ويتحول الدولتان إلى, ( الجمهورية العربية المتحدة ) وبذلك فرض اسم العروبة كليا على القطرين سـوريا ومصر وذلك بشكل قانوني لأول مرّة في تاريخ البلاد,وكل ماقدمه الكورد ومازالوا يقدمونه لم يشفع لهم .
مع العلم ان مساحة غرب كوردستان الملحقة بسـوريا حوالي عشرين ألف كم مربع ، أي اكثر من 18% ويمكن اكثر لان الاحصائات غير دقيقة, من المساحة الكلية لسـوريا ، وتمتد حدود غرب كوردستان على طول الحدود السورية - التركية من الشمال ، بمحاذاة كوردستان الجنوبية من جهة الشرق.
والقسم الشرقي سهلي يعتمدون على الزراعة البعلية بالرغم من مرور نهر الفرات ( ينبع من كوردستان الشمالية) ونهري الخابور و جق جق ، مع محاذاة نهر دجلة اللذي ينبع أيضا من (كوردستان الشمالية) في أقصى الشمال الشرقي عند قرية أرزة.
و قسمها الغربي فهو جبلي ( كرداغ - جبل الأكراد ) عاصمته مدينة عفرين ذات البناء الحجري ، وهي السـوق الأساسي لقرى الجبل ، وفيها قبر النبي هوري ، و عفرين مدينة هورية كوردية قديمة ، يمر فيها نهر عفرين ، وتشتهر بزراعة الزيتون ، وزيت الزيتون الكوردي ، والرمان ،و الأشجار المثمرة الأخرى.
وتعتبر منطقة رجّو في جبل الأكراد مركز استخراج الحديد الأول في سوريا.
كما توجد جالية كوردية كبيرة في العاصمة دمشق تقطن الحي المعروف باسمها ( حي الأكراد ) وفي ناحية النشابية من غوطة دمشق، اضافة للحزام العمالي حول المدينة نتيجة لوفود الباحثين عن العمل( منطقة زور آفا ) كما يتواجد الكورد ايضا في حماه، حمص، الساحل، درعا وقلعة الحصن اللتي بناها الكورد انفسهم, وحتى قضاء قرقخان في لواء اسكندرون كوردي صرف ، ويتجاوز عدد الكورد في لواء اسكندرون اكثر من 40% من السكان الى جانب العرب يوم الاستفتاء قبل سلخه عن سوريا عام 1937 م .
ومع كل هذا تعرض الشعب الكوردي الى القهر القومي والطبقي ولم تنفعهم لا المواطنة ولا الوطن لانهم بدون وطن وسيادة على ارضهم.
وعلى الرغم من انهم قاموا ويقومون بواجباتهم تجاه الوطن السوري, فان الأنظمة المتوالية على الحكم, لم تعترف بوجودهم لا تحريريا ولا شفهيا، بل ألغت وجودهم رسميا ولأول مرّة في مسوّدة الدستور التي نشرتها الصحافة السورية في 2161953 م، في عهد الدكتاتور العقيد أديب الشيشكلي حيث ورد ما يلي:
ان الرئيس الذي ينتخبه الشعب بانتخاب سري متكافئ يجب أن يكون سوري المولد ، يساعده وزراء يعينهم يكونون مسؤولين أمامه وليس أمام البرلمان. "وذكرت المادة الأولى " بأن سوريا جمهورية عربية ذات سيادة ، وقد حذف منها ما يتعلق بالبرلمانية من نص الدستور، وصدر في عهده سيل من المراسيم أمرت بتسمية أسماء عربية صرفة على الفنادق والمقاهي ودور السينما، وأن تكون اللغة العربية هي اللغة المسموح بها في الاجتماعات والمهرجانات والاحتفالات. وقد تولى بعد ذلك سيل من المراسيم والقوانين الاستثنائية الظالمة في ظل الحكومات المتعاقبة حتى أصبحت تسمية الطفل الكوردي خاضعة لقرارات أجهزة الأمن والمخابرات.
وفي في عهد الانفصال بين (سوريا) و (مصر) الذي ساد فيه حكم حزب الشعب برئاسة الدكتور ناظم القدسي أصدرت الحكومة بتاريخ 2381963 م قانون الإحصاء الاستثنائي رقم (93) والخاص بالكورد في محافظة الحسكة الذي جرد بموجبه (120) ألف مواطن كوردي وبجرة قلم من الجنسية السورية، وبإلغاء حق المواطنة حرم ( اللامواطن) من حق العمل، ومن حق الدفاع عن الوطن و أداء الخدمة العسكرية، وحق الانتفاع من الحصول على قطعة أرض من الإصلاح الزراعي، وحتى من حق الزواج حيث لا يسجل زواج الأجانب في دوائر الأحوال المدنية، وقد خلف هذا القرار آلاف الأطفال بدون جنسية أيضا حتى وصل عدد الأجانب الى حدود 500 ألف مواطن كوردي مع ان الكثيرين منهم ادوا الخدمة الالزامية!!!! ولم ينجوا من هذا المرسوم حتى العميد الركن السابق الكوردي الاصل توفيق نظام الدين والذي شغل منصب قائد أركان الجيش!!!و ذهل عندما أبلغ بأنه أجنبي ..
وفي كانون الأول عام 1963 م قدم الملازم محمد طلب هلال دراسة عنصرية حاقدة خاصة عن الكورد, وكيفية إذابتهم في البوتقة العربية ، وقدمها للهيئات العليا في الدولة.
كما سبق وتقدم الحزب السوري القومي الاجتماعي كتابا حول تهجير الكورد من كوردستان العراقية نحو الجنوب واسكان عرب أقحاح بدلا عنهم.فتبنت الحكومة السورية مثل تلك الاقتراحات.
و الخامس من تشرين الثاني عام 1966 م فرضت السلطة حزاما بطول 375 كم وبعرض 10.15 كم ، بمحاذاة الحدود السورية - التركية - والعراقية ، وقد رحل حوالي 150 ألف مواطن كردي من 332 قرية وتم اسكان عرب أقحاح بدلا عنهم بهدف تغيير ديموغرافي للمنطقة الكوردية في سوريا . وقد تم ذلك بمباركة من أحزاب الجبهة الوطنية التي اعتبرته تطبيقا لنظام مزارع الدولة الاشتراكي ..!!
وزاد العداء للكورد حتى وصل بهم الامر الى تسميتهم ( اسرائيل الثانية) ، وقد تقدم المدعو محمود سمعان عام 1980 م برسالة الى مكتب القصر الجمهوري يطلب فيها من السلطات ازالة والغاء كل ما يهم الكورد أو يتعلق بهم كقبر السلطان صلاح الدين الأيوبي ، وأسماء مناضلين دخلوا التاريخ الوطني لسوريا .
ولم تنته الجرائم الممنهجة والمراسيم العنصرية بحق الكورد من حرق الاطفال في سينما عامودا 1960 وسجن الحسكة 1993 وانتفاضة اذار 2004 وغيرها من الممارسات الشوفينية حتى يومنا هذا.....
فاي مواطنة هذه اللتي ينادي البعض بها؟؟؟!!! واية حقوق للمواطنة ستتحقق لشعب اصيل يعيش على ارضه التاريخية وهذا الشعب بدون وطن ويرزخ تحت ظل الاحتلال؟؟؟!!!
اي مفهوم او نظام لن ينجح, لمعالجة هكذا قضايا, الا الفيدرالية الاتحادية اللتي اثبتت نجاحها قديما وحديثا في جميع الدول المتقدمة والمتحضرة, واي مفاهيم اخرى باسم المواطنة, او الدولة المدنية يمكن ازالتها مستقبلا باي جرة قلم و باي مرسوم عنصري بغيض تزيد الامور سوءا وتعقيدا اكثر من ذي قبل....
كاردوخ ميردرويش
24_4_2012
تم النشر في 11,24 24|04|2012
إقرأ أيضاً للكاتب





