كاردوخ ميردرويش : غرب كوردستان عبر التاريخ


كاردوخ ميردرويش : 

لقد مرت غرب كوردستان كغيرها من اجزاء كوردستان الاخرى المغتصبة بدون اي وجه حق في مراحل تاريخية مهمة,و متميزة تستحق الوقوف عند كل مرحلة منها طويلا, ولكننا سنختصر المقالة ونتحدث هنا عن غرب كوردستان (كوردستان سوريا) لان هذا ما يعنينا في هذا الوقت اللتي تمر بها البلاد نحو تغييرات جذرية,و ردا على تصريحات بعض العنصريين المتتالية من اعداء الشعب الكوردي محاولين نفي تاريخ الكورد وحضارتهم
لغايات معروفة للجميع ولتكملة المشاريع العنصرية اللتي بداها اسلافهم بحق هذا الشعب العريق والمالك الاصلي لهذه الارض الطيبة,,,,,,,,,
لقد اسس الكورد حضارات عريقة وامبراطوريات قوية عبر التاريخ لم تكن لها مثيل, وتمد عمرها لالاف السنين, وحتى الان لم تثبت اي اكتشافات اثرية عن اي شعب سكن المنطقة, واستقر فيها قبل الشعب الكوردي ,ومن هذه الحضارات الكوردية القديمة (العيلاميين و الهوريين و الكوتيين والكاردوخيين و الميتانيين و التشوريين والسوبارتيين والهيتيين والسوئيين)........ وتمتد تاريخ بعضها حسب الشواهد والمكتشفات الاثرية الى اكثر من عشرة الاف عام قبل الميلاد.
لقد تعرضت كوردستان الى غزوات كثيرة و سيطرت عليها أمبرطوريات عدة كالآشوريين، والرومان, والأراميين،واخرها الغزوات العربية الإسلامية الاستيطانية و العثمانيين الغزاة اللذين فتكوا بالمنطقة قرابة الخمسة قرون من الزمن اذاقوا فيها الويلات لجميع شعوب المنطقة ومنهم الكورد.

كيف يمكن لاي غازي, او مستعمر لارض الكورد أن يدعي ملكيته لكوردستان؟؟ ان الكورد هم اقدم شعوب المنطقة, والمالكين الاصليين لها,وان سيطرة أمبرطوريات وشعوب غازية,و غريبة عن الكورد وعن ارضهم وثقافتهم وتاريخهم لا يعطيهم الحق بملكية ارض الكورد مهما
طال بقاء الغازين عليها أم قصرت، فالكثير من الدول أصبحت مستعمرات لدول استعمارية،ولكنهم في النهاية تحرروا من الاستعمار, وظلمهم,وكذلك للشعب الكوردي كامل الحق في التحرر من الاستعمار بكافة الطرق والوسائل المشروعة,فلقد تواجدوا على هذه الأرض منذ عصور غابرة وما زالوا متواجدين فيها، وقبل أن يتواجد عليها احد غيرهم.

أن الكورد في كوردستان سوريا حاليا ايضا, وبعد كل هذا الاستعمار البغيض, والاستيطانات الغير مشروعة,والمشاريع العنصرية الممنهجة بحقهم كالتعريب, والتهجير القسري والتجريد من الجنسة والملاحقات الدائمة والسجون والتعذيب,مازالو يعيشون كأغلبية سكانية ضمن حدود الدولة السورية اللتي تاسست لاحقا في عشرينيات القرن الماضي, بعد أن رسمت حدودها مع الدولة التركية، والتي تمتد من الحدود الشرقية الشمالية لسوريا والموازية لكوردستان الجنوبية الواقعة ضمن حدود ما يسمى بالعراق اليوم، و تمتد نحو الجنوب الشرقي ضمن حدود الجزيرة الكوردية، وتمتد ايضا بموازاة حدود كوردستان الشمالية الواقعة ضمن حدود ما يسمى بتركيا اليوم, و حتى كامل محافظة الجزيرة والمناطق الشمالية من محافظتي الرقة وحلب.
ولم يتم تحديد حدود سوريا و تركيا السياسية حتى بعد الثورة العربية الكبرى, وتم تاجيلها من قبل العثمانيين شأنها شأن كامل بلاد الشام.
و تم رسم الحدود، بين سوريا وتركيا لأول مرة في إطار معاهدة (سيفر ) بين الحلفاء وتركيا عام 1920، التي حلت اتفاقية لندن 1915، واتفاقية سايكس ـ بيكو عام 1916، وأخذ بهذا الاتفاق الثلاثي، الذي عقد بين الحلفاء ( فرنسا، وبريطانيا، وايطاليا ).
ووبعدها تم وضع أول دستور جمهوري لسوريا عام 1930 في ظل الاحتلال الفرنسي.
وهذا يؤكد أن كوردستان سوريا هي امتداد طبيعي لأراضي كوردستان المقسمة والواقعة ضمن الحدود الحالية بين( تركيا,إيران,العراق, سوريا )، ويمتد قسم منها بين أزربيجان وأرمينيا. حيث جرى تقسيم كوردستان بين الدول المجاورة والمحيطة بها على مراحل تاريخية متفرقة,و رسمت حدود تلك الدول لتضم أراض من كوردستان إليها دون أن يراعى مصالح الشعب الكوردي,و رغما عن ارادتهم بدون أي حق قانوني أم شرعي.
وبقيت هناك إمارات كوردية متعددة ضمن الحدود المختلفة تحكم من قبل أبناء الشعب الكوردي لفترات ما بعد ترسيم الحدود. كالامارة(الشدادية,والحسنوية,والمروانية,والشهرمانية,والاردلانية
,والبابانية,والسورانية,والبهدينانية,والزندية,وامارة بوتان)
ان المنطقة الواقعة بين نهري دجلة والفرات تعتبر امتداداً شمالياً للجزيرة الكوردية العليا في غرب كوردستان(كوردستان سوريا) و حتى جبال كوردستان الى جبال طوروس و تفصلها عن حوض مالاطيه، التي كانت أكبر الثغور في أعالي الفرات.
لقد استوطن الاشوريون اللذين فروا من العراق بالمحاذاة من نهر الخابور في العشرينيات من القرن الماضي, وأستوطنوا في ذلك الشريط من قبل الفرنسيين، كما هاجرت أعداد من الأخوة المسيحيين من مناطق كوردستان الشمالية لأسباب اقتصادية, و عقائدية هربا من بطش وظلم الاتراك،وكانو يعلنون انتمائهم للقومية الكوردية حتى في بدايات نشوء الدولة السورية, وكانوا يتكلمون الكوردية بطلاقة, ويناضلون الى جنب اخوتهم الكورد لنيل الحكم الذاتي والتحرر من الظلم, وسكنوا مناطق ديريك وعامودا وقامشلو وغيرها، ثم انتشروا في ما بعد في مناطق الحسكة وحلب, ثم هاجر اعداد كبيرة منهم إلى لبنان وأوربا .
لقد تعرضت بعدها المناطق الكوردية الى التعريب الممنهج من قبل الحكومة السورية عن طريق تنفيذ مشروع عنصري سمي بالحزام العربي السيء الصيت, وتم جلب العرب من المناطق الاخرى, و توطينهم في الشريط الحدودي الشمالي لمحافظة الحسكة حتى مناطق تل أبيض،
عام 1962 تلك المناطق الممتدة من حدود كوردستان الجنوبية وبالموازاة
لحدود كوردستان الشمالية بعمق 10ـ15 كيلومتر وطول 375 كيلومتراً.
لقد كانت ولاية الموصل تضم أراضي الجزيرة الكوردية الممتدة بين نهري دجلة والفرات, و ولاية دياربكر التي كانت تضم أراضي الجزيرة الكوردية الواقعة الآن ضمن حدود سوريا,و اقتطعت فيما بعد من ولاية دياربكر من جهة و من ولاية الموصل من جهة أخرى,بموجب معاهدة (سايكس بيكو) لتدخل ضمن الحدود السياسية السورية بعد عام 1923م .
فغرب كوردستان(كوردستان سوريا)حسب جميع الدراسات, والشواهد, والخرائط القديمة, وحتى الخرائط العثمانية نفسها تؤكد انها اراضي كوردية صرفة قبل وبعد نشوء هذه الدول اللتي تسمى اليوم (بسوريا والعراق وتركيا) وستبقى كوردية الى الابد شاء الحاقدون ام ابوا.....

ان الخارطة اعلاه الموجود في المعجم الجغرافي السوري للدراسات العسكرية تظهر المناطق الكوردية في غرب كوردستان كوحدة جغرافية متكاملة ولا تفصلها عن شقيقاتها في الاجزاء الاخرى من كوردستان سوى الاسلاك اللعينة اللتي وضعت بعد ترسيم الحدود المصطنعة وتمزيق ارض كوردستان الى اجزاء يتكالب عليها اعداء الشعب الكوردي.

كاردوخ ميردرويش
22_4_2012



تم النشر في  18,39 22|04|2012


إقرأ أيضاً للكاتب






أخبـــــــار الوطـــــن

بيـــانــــات و تــقــــاريـــــر