فادي كورجو : شباب الثورة السورية يقتدى بهم و بإصرارهم على موقفهم من حريتهم

alt
فادي كورجو :

اليوم و أنا أحضر اجتماع موسع مع الشباب الدنماركي من كل اختصاص و مجال في إحدى مراكز التجمع الأسبوعي في كوبنهاغن حيث كان النقاش و غرض الاجتماع عن محاولة العمل لوضع خطط


 مهمة حقا في تطوير الدولة و تحديثها و ترقيتها إلى أكثر مما هي عليه علما هؤلاء الشباب ليسوا وزراء أو داخل الحكومة أو مناصريها لا و ليسوا علماء أو عباقرة أو ليسوا مكلفين حتى بهذا الاجتماع أنهم شباب الدنمارك الذي يصنع المستقبل و الحياة الجميلة هم الشباب الذي يعزز مفاهيم الإنسانية و يقوي تلك المفاهيم الفكرية و الدنيوية التي لا نعلم عنها إلا في قصصهم و كتابتهم إلا في بلدانهم و مع حكوماتهم و معارضتهم و مجتمعاتهم
استمعت إليهم حصة جيدة من الوقت لإنها عادتي فكما كان يعتقد أبي و علي أن أعتقد كما هو يرى إنه الصحيح (( يا ابني لما بتكون بين الناس اشتري و لا تبيع )) أي استمع و لا تتكلم
على كل و من دون إطالة كان كل من الشباب المختص قادما و معه خطة عمل عما سوف يكون أفضل للدنمارك إن تم العمل على هذا الأساس أو ذاك و طبعا النقاش مفتوح يعني ( مافي حدا يقلك هادا اختصاصي لما احكي اسكووووت ) على العكس كانت كل خطة أو فكرة قابلة للنقاش إلى أبعد حدود يستطيع كل شخص تجاوزه و عندما حان دوري و انا لست دنماركيا و لكن كنت بينهم لأنهم شعروا أني ربما أستطيع أن أطرح أو أقدم أي فكرة مهما كان حجمها تفيد البلد و المستقبل و هنا أنا أقصد تمام فتح المجال لي (( كم كان ذلك عظيما )) ثم طرحت انا فكرتي التي نالت إعجابهم و كانت الثانية من بين الخطط
لقد أحسست بنفسي و لو أول مرة أني كشاب أستطيع أن أتمرد على معتقدات أبي و عائلتي و قبيلتي و حتى على سلطتي لأن التحدث بمواضيع الدولة هذا خط أحمر في بلادنا هذا هو بالتحديد خط الدفاع التي تحتمي به السلطات في أوطاننا
على كل تم التحديد لتاريخ معين لدعوة شخصيات من السلطة و مؤسساتها لحضور الاجتماع الذي سوف يعرض كل شخص فكرته و خطته لمناقشتها و من ثم إن كانت فعلا تخدم الدنمارك فهي محط اهتمام و دراسة و من ثم تنفيذ (( مو مثل التنفيذ اللي عنا لالا لا تخافوا هون التنفيذ على قدر العزم و الشغل و هون الناس أهل العزم و الشغل و عنا كمان أهل العزم و الشغل بس الفرق أنو هون المشروع اللي بدون يساووه يعني بدون يخلصووه بس عنا لما في مشروع بدون يساووه ماحدا غير الله وحده سبحانه و تعالى بيعرف إيماد بدون يخلصوه ))
بعد أن انتهى الاجتماع خرجت لكي أدخن و أصفن قليلا بهذه الأحداث الغير عادية في حياتي و اعتقد في حياة الشباب في وطني بشكل عام خرجت حيث كانت الخطة أن أدخن و أصفن قليلا و أن أعود للداخل و لكني صفنت طويلا و طويلا و أنا أسمع أصواتهم التي كانت حيوية و نشاط لخدمة بلدهم لخدمة مستقبل أجيالهم
سرحت كثيرا و بعيدا جدا إلى أبعد نقطة يستطيع أن يتخيلها المرء و فكرت :
هنا الشباب يفكر و يخطط و الحكومة و مؤسساتها تنفذ و المجتمع يتقبل و يتطور
هناك في اوطاننا و إلى اليوم الحكومة تخرب و تدمر و مؤسساتها هي راقصة بارعة فهي تجيد الرقص على وتر و انغام الدولة أما عن المجتمع فهو أعظم مما نتخيل ولكنه و للمصيبة و الكارثة أسير عدة امور أماتته سريريا حيث لم يتطور أو يتحدث و لاحتى قيد أنملة
رجعت إلى الداخل و حدث هذا معي :
العظيم هنا هو الامل و العز بشباب وطني في نهاية الوداع عندما اقترب الكل مني و أصبحنا على شكل حلقة واحدة تشعر من خلالها بهيكل واحد و قوة واحدة و بصوت واحد قالوا جميعا :
  سوف نعمل معا من أجل الدنمارك بإصرار و عزيمة كما يفعل هناك العظماء و الشجعان و الثوار الأبطال في  سوريا لبلدهم




أخبـــــــار الوطـــــن

بيـــانــــات و تــقــــاريـــــر