عمر بكري :
كشف رجل الدين الراديكالي عمر بكري الممنوع من العودة الى بريطانيا بدعوى "تمجيده الارهاب" ان تنظيم القاعدة يخطط لشن حرب ضد النظام السوري.
وقال بكري في حديث لصحيفة الديلي تلغراف من مقره في لبنان ان جماعات سلفية بينها تنظيم القاعدة وجماعة "الغرباء" التي يتزعمها بكري نفسه والممنوعة معه في بريطانيا، مستعدة لمساعدة "الأشقاء المسلمين" بحملة من الهجمات الانتحارية ضد نظام بشار الأسد.واضاف بكري انه "بعمليتين أو ثلاث عمليات يستطيع تنظيم القاعدة ان يحمل حزب البعث على الفرار" وان تنظيم القاعدة يمكن بعمليات انتحارية ان يستهدف البرلمان حين يكون البعثيون مجتمعين فيه حيث سيفجر الانتحاري نفسه قائلا "ربي استقبلني في رحابك، ربي ها أنا مسرع اليك"، على حد تعبيره.
وتابع بكري قائلا ان عناصر القاعدة "اذكياء جدا، يستطيعون ان يصنعوا اسلحة متعددة من لا شيء. فهم يستطيعون ان يدخلوا أي مطبخ ويصنعوا بيتزا مفخخة لذيذة ويقدموها طازجة".
وقال بكري الذي اثار ضجة بعد تفجيرات 2005 في لندن عندما اتهم الحكومة البريطانية والبريطانيين بالمسؤولية عنها، ان موجة الثورات الديمقراطية التي اجتاحت المنطقة العربية منذ العام الماضي "انتصار للقاعدة".
واضاف "ان غليان العالم العربي وتفكيك الأنظمة السلطوية واجهزتها الأمنية الغاشمة منح الجماعات السلفية متنفسا وان آلاف المعتقلين الاسلاميين الذين أُفرج عنهم في تونس ومصر وليبيا بعد سقوط الأنظمة الاستبدادية كانوا جاهزين لتجنيدهم في هذه الجماعات".
ويقول مراقبون ان من الصعب تقدير نفوذ بكري في الأوساط ولكن كلماته تردد اقوال زعيم القاعدة الجديد أيمن الظواهري. ففي شريط "فجر النصر الوشيك" الذي سُجل بمناسبة الذكرى العاشرة لهجمات 11 ايلول/سبتمبر قال الظواهري "ان الزلزال العربي الجبار المبارك جاء ليقلب حسابات اميركا رأسا على عقب".
ودأب النظام السوري على اتهام جماعات اسلامية "ارهابية" متطرفة بالوقوف وراء الانتفاضة المستمرة منذ نحو 11 شهرا في سوريا ولكن بكري قال في حديثه لصحيفة الديلي تلغراف "ان تنظيم القاعدة ما زال ينتظر نداء السوريين قبل ان يتدخل"، وشجب بازدراء دعوات المعارضة الديمقراطية الى تدخل المجتمع الدولي "والغرب الكافر" لحماية المحتجين السلميين.
وأوضح بكري قائلا "أنا اول من يدعو الى الجهاد في سوريا ولكن حاليا لا وجود للقاعدة في سوريا. وإذا ظل السوريون يطلبون الحرية، أو الديمقراطية فليحاولوا أخذها، والتمتع بها، بل اجلبوا حتى ماردونا ومايكل جاكسون، ولكن إذا أردتم ان تدعونا فقولوا "يا رب عونك" وسيأتي اخوتكم المسلمون، ونرسل اليكم اسودا".
وقال بكري ان من المرجح ان يتدخل تنظيم القاعدة في سوريا إذا لم تتدخل الجيوش الغربية، وإذا تقاعست القوات الأجنبية عن اقامة "منطقة آمنة" في سوريا للمساعدة على اسقاط الدكتاتور بالطرق السلمية. ولكن بكري حذر الغرب من التمادي أو البقاء في المنطقة. وقال "ان القاعدة يقضون وقتا ممتعا، ويأخذون استراحة، بتناول كيت كات، هذا ما يفعله تنظيم القاعدة لأنه إذا وضع أحد أصبع على شعوبنا في المستقبل فاننا سنرد، ونحن لدينا الرجال ولدينا القوة".
وكان الجهاديون اعتبروا منذ فترة طويلة ان غزو الجيوش البريطانية والاميركية للعراق وافغانستان وبلاد اسلامية أخرى مبرر لتنفيذ هجمات ارهابية في اوروبا والولايات المتحدة. وبنظر بكري فان التحالف المصلحي مع الغرب في الوضع الراهن هو بداية "صدام حضارات"، صراع من أجل السيطرة على المنطقة.
وقال "ان مشكلتكم (مشكلة الغرب) الآن هي انكم ستواجهون ذات يوم قوة عظمى اسمها الدولة الاسلامية. وإذا اردتم ان تتعاملوا مع هذه الدولة، معاملة الند للند، السيد للسيد فلا ضير. ولكن تعاملوا معهم كما تعاملتهم في السابق، معاملة السيد والعبد، وستواجهون الدمار".
وشكا بكري من منعه من دخول بريطانيا. وقال "شعرتُ بأنهم خياطون يفصلون القوانين فقط لطردي. مارسوا علي ضغوطا هائلة، واراد جهاز الاستخبارات الداخلية أم 5 ان اصدر فتاوى تعلن ان القوات البريطانية والاميركية قوات صديقة، لمنع المسلمين البريطانيين من الذهاب الى افغانستان ومقاتلتها".
وعندما مُنع بكري الذي سمى مولوده الجديد اسامة بن لادن، من القاء خطب دينية قال ان "العيش بين الكفار" اصبح متعذرا. وما زال بكري تحت المراقبة وممنوع من مغادرة لبنان لمدة 30 عاما، نزولا عند مشيئة بريطانيا، على ما يُفترض.
عبدالاله مجيد : ايلاف