جان كورد :
في برنامج "الشارع العربي" مع زينة يازجي على تلفزيون دبي العاشرة والنصف مساء بتوقيت الإمارات، أجاب الأستاذ رياض الشقفة، المراقب العام لحركة الإخوان المسلمين السوريين، عن
في برنامج "الشارع العربي" مع زينة يازجي على تلفزيون دبي العاشرة والنصف مساء بتوقيت الإمارات، أجاب الأستاذ رياض الشقفة، المراقب العام لحركة الإخوان المسلمين السوريين، عن
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=feXuK97sEwo#
الذي يقلقني أكثر من هذا الجواب عما يتعلق بلواء اسكندرون هو ما يجيب عنه السيد رياض الشقفة بصدد القضية الكوردية في سوريا، فهو يقول بأن غالبية "الأكراد" لايريدون الحكم الذاتي ولايطالبون به، وهو مع منح الكورد حقوقهم ضمن "الوطن الواحد!"، ونسي بأنه بصدد "لواء الاسكندرون" لم يعترف بالحدود المصطنعة استعمارياً بين تركيا وسوريا، ولذا لم يجد حرجاً في التخلي عن "جزءٍ من الوطن". فكما يبدو "الوطن موجود" حين تكون هناك قضية كوردية، وغير مهم في وجوده وحدوده عندما يتعلق الأمر بغير الكورد. ولا أدري هل ينطلق الأستاذ رياض الشقفة في اجاباته من قاعدة شرعية أم أنه يحسب حسابات مكيافيلية، أو يمارس "التقية" فلا يقول الحقيقة، وهو في زعامة حركة الإخوان المسلمين؟
كيف ينسى السيد الشقفة أن أهم أسباب انسحاب ممثلي الكورد وأحزابهم من المجلس الوطني السوري الذي حزبه طرف أساسي فيه، كان رفض المجلس لمطالبتهم ب"إدارة ذاتية" للشعب الكوردي في سوريا المستقبل، فيقول بأن غالبية الكورد لاتطلب شيئاً من هذا النوع؟ وادعاؤه أن سبب رفضه منح الكورد حكماً ذاتياً هو عدم وجود منطقة متماسكة ديموغرافياً للكورد في سوريا يتناقض تماماً من واقع وجود أكثر من منطقة سورية بغالبية كوردية صارخة، وفي الوقت ذاته فإن السيد رياض الشقفة مع اقامة دولة فلسطينية من منطقتين متباعدتين ومنفصلتين جغرافياً، هما (الضفة الغربية) و (قطاع غزة)، فلماذا يحق للفلسطينيين اقامة دولة دون وجود هكذا منطقة متصلة ولايحق للكورد حتى (حكم ذاتي) في وضع شبيه بوضع الفلسطينيين؟
هل صحيح أن مجموعة من الأحزاب الكوردية اليسارية قد خرجت من المجلس الوطني السوري؟ أم أنه لا يعلم حقيقة أن هذه الأحزاب تمثل غالبية التنظيمات السياسية الكوردية، وأن معلوماته ضئيلة جداً عن الواقع السياسي لثاني أهم مكون اثني في بلاده؟ أم يعلم الحقيقة ولايقولها؟...
وقوله بأن غالبية الكورد السوريين لاتطالب ب"حكم ذاتي" يتعارض مع حقيقة أن الكورد في العديد من مظاهراتهم الكبيرة يرفعون لافتات تطالب بالفيدرالية ومنها ما يقول "لابديل عن الفيدرالية". فلماذا تقزيم حق شعب ومطالبته بهذا الحق من قبل المراقب العام للإخوان المسلمين؟ هل هذا يستند إلى ثوابت شرعية أم أنه ذات الفكر العروبي العنصري المستعد للتضحية بحق الشعب الكوردي في إدارة ذاته ضمن حدود سوريا المستقبل مقابل التضحية ب"جزء من الوطن" من أجل مصالح سياسية تاكتيكية ووقتية مع دول الجيران؟ ونحن واثقون من أن ليس هناك أي سند شرعي لرفضهم إدارة أو حكم الكورد لأنفسهم، على أرض وطنهم "التاريخي"، الذي اعترف به الإخوان في وثيقة هامة لهم، أو لحرمانهم مما يطالبون به، حتى وإن كان توحيداً لوطنهم وأمتهم، فتوحيد الكورد وتحرير كوردستان لايمكن أن يكون عملاً منافياً للدين...فإن كانت وحدة شعبٍ من الشعوب جريمة أو كفراً، فلماذا وحدة الترك أو العرب ليست كذلك؟
كان الأجدر بالمراقب العام لحركة دينية شهيرة عدم تسخير العقيدة لمصالح سياسية وحزبية، ففي ذلك ضرر كبير لحركته وللعقيدة التي يؤمن منتسبوها بها، وسيخسرون مزيداً من الأصوات الانتخابية بين أبناء وبنات الشعب الكوردي، بل وتأييد الأمة الكوردستانية، التي في غالبيتها على ذات العقيدة حتى اليوم.
كنا نأمل في أن يقول السيد الشقفة كلاماً كهذا، عوضاً عن متابعة انتهاج سياسة الانكار البعثية – الأسدية للحق القومي الكوردي:"نعم، للأمة الكوردية حق الحرية والوحدة فهي أمة جارة ومؤمنة ومظلومة، ولكننا نحب أن نعيش نحن والكورد السوريون معاً في هذا الوطن المشترك، على أساس العدل في الحقوق والواجبات!!!" فلماذا يستطيع قول هكذا كلام إنسان يساري مثل الدكتور اسماعيل بشكجي التركي، وهو مستعد لدخول السجن بسبب ذلك لسنوات طويلة، ولايستطيع زعيم إسلامي كبير بحجم السيد الشقفة قول كلام حق وجميل وجاذب؟
الذي نعلمه يا أستاذ رياض الشقفة هو أن الغصب حرام، وحتى الصلاة على أرضٍ مغتصبة لاتجوز شرعاً، فكيف بانكار أن أرض الكورد التي يعيشون عليها ملكهم قبل غيرهم، وهم أحق من سواهم بإدارة أنفسهم عليها... وأنت بنفسك قلت بأن الحدود في المنطقة مصطنعة لدى جوابك عن موضوع "لواء الاسكندرون"، أم أن إسلامكم في حركة الإخوان المسلمين غير الإسلام الذي تعلمه الكورد في كوردستان؟
جان كورد
13.06.2012
تم النشر في 16,00 14|06|2012