الصفحات

فضائية كلى كوردستان في حوارمع السيد نشأت محمد السكرتير العام لحزب الوفاق الكوردستاني- سوريا


 س1- يقوم المراقبون الدوليون حاليا بمهامهم في سوريا باعداد متزايدة، ماهو نتيجة تنفيذ مهامهم في رايك؟

ج1- تنحصر مهمة المراقبين في متابعة ومراقبة تنفيذ خطة كوفي عنان المبعوث الاممي وهي مراقبة وقف العنف والقتل وانسحاب القوات العسكرية من الشوارع، اطلاق سراح المعتقلين.... اي ان يحل وينعم المواطن السوري بالسلم والامان. ان هذه الخطة تواجه الكثير من العوائق والعراقيل الجادة فهي لم تتمكن حتى الآن من ايقاف العنف والقتل في البلاد، لذا نعتقد بأنها لن تكون قادرة على تحقيق الاهداف التي بعث من اجلها المراقبون.

س2- هل انتم مع الرأي القائل بأن خطة كوفي عنان قد فشلت أو ولدت ميتة؟


ج2- منذ ان رحب النظام السوري نظريا بخطة كوفي عنان بلغ عدد الضحايا 1000 شهيداً، ومنذ وصول المراقبين بتاريخ 15 – 16 من الشهر الجاري وصل عدد الضحايا الى 362 شهيداً، والعنف مستمر وبشدة، وهذا يشير الى ان هذه الخطة فشلت ولم تحقق النتائج حتى الآن.

س3- صرحت روسيا بأنه يحق للنظام السوري ان يدافع عن نفسه من الارهاب، وبالتالي وصفت القوى المعارضة الموقف الروسي بأنها في خندق واحد مع النظام، كيف تقيم هذين الموقفين؟

ج3- على روسيا والحكومة الروسية ان تفرق بين المطاليب المشروعة للشعب السوري وبين الذين يستغلون ثورة الشعب في ارتكاب اعمال نرفضها جميعا، وان وجدت مجموعات مسلحة فهي من صنع النظام نفسه لتشويه وافراغ الثورة من مضمونها الحقيقي، او هي من صنع بعض الجهات المضادة لثورة الشعب السوري. ان وصف روسيا لكل ما يجري ولما يعاني منه الشعب السوري بالارهاب خاطىء، لان الامور مختلفة جدا على ارض الواقع، كما ان روسيا تستغل ورقة "مجموعات ارهابية!" كحجة في يدها فهي قبل سبعة او تسعة  اشهر كانت تصرح بذلك ايضا، على الرغم  من عدم وجود الجيش الحر وقتها، ولم تكن هناك اية مظاهر تسلح بل كانت المظاهرات سلمية  والجماهير لا تملك سوى صوتها.

س4- اعطت فرنسا فرصة للنظام السوري حتى 5 / ايار، ماذا تستطيع ان تفعل فرنسا بعد المدة التي حددتها؟

ج4-  عندما بدأ المجتمع الدولي بالتدخل في الوضع السوري بدأ  كخطوة اولى بفرض العقوبات الاقتصادية، هذه العقوبات لم تشكل الاثر الكبير على النظام بل كانت ذات اثر في درجة معينة بسبب قيام روسيا والصين وايران وبعض الدول الاقليمية الاخرى بتقديم المساعدة والمساندة للنظام خارج اطار القرارات التي اصدرت على النظام. والخطوة الثانية جاءت حول فرض العزلة السياسية من خلال ممارسة الضغوطات الدبلوماسية على النظام وهذه الخطوة ايضا لم تكن ذو اثر كبير بسبب عدم قطع روسيا والصين والدول المساندة علاقاتها مع النظام السوري. وهذا ما ينطبق على خطة كوفي عنان، فمثلا نسمع بعض التصريحات من ممثلي الولايات المتحدة الاميريكية ومن ممثلي فرنسا بعدم نجاح خطة كوفي عنان، على الرغم من انهم كانوا يعرفون مسبقا ومنذ اليوم الاول بأن هذه الخطة لن تضيف شيئا جديدا، ولن تتمكن من تحقيق اهدافها، كما انهم يصرحون بمزيد من دراسة الاوضاع في سوريا، حسب رأيي ان فرنسا وحتى الولايات المتحدة الامريكية غير قادرين في الوقت الراهن على فعل شيء جاد- ربما يفرضون المزيد من العقوبات الاقتصادية- بسبب انشغالهما بقضاياهما الداخلية وبالانتخابات الرئاسية.

س5- هل يمكن ان يتم التدخل العسكري على سوريا؟

ج5- ان التدخل العسكري يتطلب الكثير من الجهد والدراسة والدقة، لان الوضع السوري لا يشبه الوضع الليبي، بسبب انقسام الموقف الدولي حول مصير النظام السوري، هذا الانقسام يعيد الى الاذهان بوادرتحول العالم الى نظام القطبين وان كانت غير متبلورة تماما، فروسيا والصين تحتفظان بدورهما من حيث ابراز واستخدام قوتهما، فمركز القرار العالمي لم يعد محصورا بـ الولايات المتحدة الامريكية و حلفائها الاوروبين، بل هناك روسيا و الصين، لذا ان التدخل العسكري في الوقت الراهن سيؤدي الى اندلاع حرب اقليمية ، وهم غير جاهزين لهذه الحرب حاليا.

س6- هناك آراء تشير الى ان سوريا تتجه نحو الانقسام، كيف ترى ذلك؟

ج6- ان كافة القوى المعارضة بمختلف توجهاتها لا تسعى الى تقسيم سوريا. تفرض التركيبة القومية والطائفية والدينية للمجتمع السوري تبني النظام الفيدرالي في البلاد كنموذج يلبي طموحات مختلف مكونات الشعب السوري، لو تبنت القوى المعارضة مشروع الفيدرالية كنظام لما وصلت الامور الى هذا الحد من التعقيد، و لنالت دعم ومساندة الدول الاوروبية وامريكا وحتى روسيا ربما لكانت مواقفها ليست كما هي عليها اليوم، لان النظام الفيدرالي يحقق التلاحم و الشراكة والتعايش السلمي بين كافة مكونات المجتمع السوري، دون ان يتحكم طائفة معينة بكل السلطات في البلاد.

س7- بصدد وضع مشروع الفيدرالية لبناء سوريا الجديدة، ماذا يتطلب من الكورد القيام به؟ ما هي الامور التي ستواجههم؟

ج7- ان النظام السياسي الذي يجب ان يبنى - بعد تضحيات الآلاف من خيرة ابناء سوريا- ان يكون متطابقا مع تركيبة المجتمع السوري، لانه لا يتشكل من قومية واحدة، ولا من طائفة واحدة ولا من مذهب أودين واحد، لذا لا يمكن ان تحكم قومية واحدة او طائفة واحدة في البلاد، لا بد من المشاركة الحقيقية في ظل نظام فيدرالي. و نحن الكورد جزء رئيسي واساسي من المكون الوطني للمجتمع السوري، وان الشعب الكوردي له خصائص قومية تميزه عن باقي  المكونات الاخرى في البلاد، فهو يعيش تاريخيا على بقعة جغرافية تسمى كوردستان، فقد تم الحاق هذا الجزء – غربي كوردستان-  بسوريا بدون ارادة الشعب السوري وبدون ارادة الشعب الكوردي، فقد تم الالحاق نتيجة اتفاقات دولية كاتفاق لوزان. ان الحل الانسب للقضية الكوردية في سوريا هو بناء نظام فيدرالي، لذا يتطلب من الكورد ان يحضروا انفسهم لهذه المرحلة، وان حدث وحكم طرف معين او طائفة معينة البلاد، لا يعني نهاية المطاف بل ان النضال سيستمر حتى يتحقق الفيدرالية في البلاد وتنعم كل قومية و طائفة بالعيش الكريم في مناطقها و تدير شؤونها بأنفسها في ظل حكومة الشراكة الوطنية.

س8- الجميع يتحسب في سوريا ويجهز نفسه للمستقبل؟ كيف يجهز الكورد أنفسهم للمستقبل؟

ج8- ان سوريا تتجه نحو تصعيد الاقتتال الداخلي، على الرغم من ان الثورة منذ انطلاقتها كانت واضحة الاهداف والشعارات وهي الحرية والكرامة للسوريين جميعا، دون الانحياز لطائفة معينة، مع الاسف الشديد استغل النظام وبعض القوى السياسية الورقة الطائفية – علوية، سنية –. نحن الكورد لسنا طرفاً في هذا الصراع ولن نسعى لدعم طائفة على حساب طائفة آخرى، بل سندعو وسنلتزم بالمطالب المشروعة للشعب السوري بمختلف مكوناته واطيافه الوطنية، ونحن الكورد سنسعى من اجل حقوقنا الوطنية وسنلتزم بسياسة التعايش السلمي بين جميع المكونات وسنكون واضحين في مطالبنا القومية.

 س9- ستعقد قوى المعارضة مؤتمرها في القاهرة، ماذا يطلب من الكورد ان يقولوه؟

ج9-  الشعب السوري برمته يعاني الكثير من النظام الاستبدادي وهو قد انتفض مطالباً بالحرية والكرامة، والشعب الكوردي يعاني منذ خمسين عاما من سياسات النظام في انكار وجوده كشعب وكثقافة وكحضارة، وكذلك يعاني من تصرف بعض اطراف المعارضة التي تتهرب من قبول حقيقة القضية الكوردية في سوريا،  لذا يتطلب من الكورد الاستمرار في ثورتهم بطابعهم وبخصوصيتهم وبسياستهم الكوردية في هذا الوقت الحساس والدقيق من مرحلة الثورة الشاملة في البلاد، كما عليهم ان يدعوا الى حقوقهم القومية بكل شفافية ووضوح من خلال ممارسة سياسة واضحة بعيدا عن الضبابية والمساومات التي لا تخدم قضية شعبنا في سوريا، وان لايكون مشاركة الكورد في الاجتماعات والمؤتمرات التي تعقد كسوريين فقط، وانما كشعب يتميز بخصائصه القومية وانعكاس ذلك في العلاقات الدولية والاقليمية فهذا يشكل خطوة نحو تحقيق ما يخدم القضية الكوردية في سوريا.

29 /  4  / 2012



تم النشر في  11,00 01|05|2012