د.هجار عبدالله الشكاكي :
قبيل انعقاد مؤتمر القاهرة في اليومين الماضيين , وخلال انعقاده , برزت العديد من الاصوات المعارضة السورية وهي تتهجم على المؤتمر وعلى المؤتمرين باعتبارهم يتآمرون على الثورة السورية
, وبان المؤتمرين يريدون تمرير ورقة عمل او وثيقة تمهّد للتفاوض مع الحكومة السورية ونظام الاسد , وبان المؤتمر سيخرج بتوصيات لن تلبي طلبات الثائرين على الارض من حيث طلب التدخل العسكري ومناطق الحماية الجوية والممرات الامنة , وسمعنا من مشاهير المعارضة التلفزيونية على التلفزيونات و الاعلام الكثير من هذا الكلام , لدرجة وصلت الى تخوين الحاضرين , بكافة انتماءاتهم , وبعد ان تم تبويس اللحى بين الأجنحة المختلفة للمعارضة , والخروج بوثيقة فيها الكثير من التسويات (كما قال للعربية السيد ناصر عضو هيئة التنسيق ) وهذه التسويات حسب رأيه تم التعبير عنها بعبارات لغوية يفهم منها كل طرف ما يريده , وبعد الاتفاق على رفض اي تدخل خارجي وباي شكل من الاشكال , وبعد الاتفاق على التعاون مع سلطة الامر الواقع( يعني التعاون مع النظام الاسدي بعد سفر الاسد خارج سوريا وبلا محاسبة) وبعد الاتفاق على اضاعة فرصة تحقيق العدالة عبر محاكمة المجرمين و الفاسدين , استطاع الكثيرون من متسلقي الثورة السورية ان يخرجوا بوثيقة المؤتمر العتيد , و الاتفاق الاهم كان رفض الطلب الكوردي(الورقة الكوردية) من قبل جميع المؤتمرين , ولم يوافقوا حتى على تمرير تسوية لغوية , وهنا يمر على الانسان تساؤل لا بد منه , ما هو حجم تمثيل حزب الاحرار او هيئة التنسيق الوطنية او المالح او صبرا في الشارع السوري اذا تمت مقارنته مع تمثيل المجلس الوطني الكوردي او الشيخ الخزنوي او حزب ب ي د او تيار المستقبل الكوردي او تنسيقيات الشباب الكورد , هؤلاء يتحركون ضمن شعبهم ويطرحون رغبات وحقوق شعبهم وهم يمثلون مالا يقل عن مليونين من الكورد السوريين الذين يبلغ عددهم الكلي اربعة ملايين واكثر , وانا على قناعة تامة بان هيئة التنسيق والكثير من تيارات المعارضة السورية لاتستطيع ان تجعل الفي شخص يتظاهرون في الشارع , ومع ذلك فقد تم الاستماع لطلباتهم والتفاوض معهم وتعديل البيان بناء على اقتراحاتهم , تم تمرير الوثيقة وتم اعلانها , ولكن لم يذكروا لنا هل تم التصويت عليها ومن هو الشخص او الجهة المخولة باعلان الاتفاق عليها وما طريقة معرفة الموافقين من غير الموافقين , على العموم , بدأ المعارضون المستشرفون , خدم البعث الفاشي السابق و الراكبين ظهر الثورة السورية عبر دخولهم في المجلس الوطني السوري وغيرها من دكاكين وسوبرماكتات المعارضة , بدأ هؤلاء جميعا , يلقون باللوم على الكورد في فشل المعارضة بالتوحد ( على الرغم من انهم يقولون ان الوثيقة اعتمدت من كل المعارضة باستثناء الكورد) وبان طلبات الكورد ليست في اوانها , بينما الاشارة الى ان الشعب السوري جزء من الامة العربية , فهو اوانه , وذكر العروبة والعربية لمرات عديدة هو ازانه وذكر التركمان و الاشوريين هو اوانه , لوكن على الكورد ان يرضوا بان يقال لهم انكم موجودون على التراب السوري بفضل طيبة قلب القوميين العرب , ولو ان هؤلاء القوميين العرب ارادوا فانهم سيبيدونكم عن بكرة ابيكم , خمسون شخصا من المجلس الوطني رفضوا نتائج المؤتمر ولكنهم كلهم رفضوا ان ينسحب الكورد بل على الكورد حسب رايهم ان يوقعوا على الوثائق التي تلغي وجودهم كشعب على ارضه التاريخية .
ان كان المعارضون السوريون يريدون وحدة المعارضة السورية فعليهم ان يستمعوا الى صوت اربع ملايين كوردي , وليس الى صوت 200 شخص ينضوون في هيئة التنسيق ولا يمثلون ولا حتى واحدا بالالف من الشعب السوري . لقد كان مؤتمر المعارضة الاخير كسابقيه مؤتمرا لتمرير اجندات مخابرات تركيا وايران وروسيا واوربا ناهيك عن المخابرات السورية التي استطاعت ان توصل العديد من ناهبي محلات الكورد عام 2004 الى المجلس الوطني , مع العلم بان العديد من اعضاء المجلس الوطني السوري مازالوا يرسلون تقاريرهم الى فروع المخابرات , وينفذون الاجندات الخاصة لها , وهم يدفعون بالامور الى الحرب الاهلية بين الكورد و العرب وبين السنة و العلويين تنفيذا لاجندات النظام نفسه - هذا المؤتمر وغيره ولم ولن يعبر عن طموحات الشعب السوري حتى لو قبل الورقة الكوردية , لان المجتمعين فيه يبحثون عن طرق الوصول الى السلطة بعد بشار ولو كان ذلك بالاتفاق مع بقية المجرمين من النظام والسماح لهم بالخلاص من العقاب , بل واستلام مناصب حكومية , اليس هم سلطة الامر الواقع , وليس من دليل على تلوث يدهم بالدماء السورية , وكل ما يملكونه من اموال حصلوا عليها من التجارة بمحصول الذهب الذي تنتجه مزارعهم الخاصة , فاغلب مسؤولي النظام لديهم اشجار تثمر ذهبا , والمعراضون ايضا يبحثون عن زرع بعض الشجيرات هذه في مزارعهم القادمة
د.هجار عبدالله الشكاكي
5-7-2012
5-7-2012
تم النشر في 22,13 04|07|2012