كاردوخ ميردرويش : تضحيات الشعب الكوردي العظيمة يسحقها الخونة بافعالهم اللئيمة!!؟؟


كاردوخ ميردرويش :

كلما اتذكر تضحيات الشعب الكوردي العظيمة وامكانات هذا الشعب المعروف بنضاله وطاقاته ومقاومته ضد اشرس وانجس الانظمة الاجرامية اللتي عرفتها البشرية,وخصوصا منذ سقوط النازية في الحرب
  العالمية الثانية عام 1945م وحتى يومنا هذا, حيث سطر الكورد اروع ملاحم البطولة في التضحية والفداء, ضد هذه الديكتاتوريات القذرة في سبيل نيل حقوقهم القومية والانسانية المشروعة,واثبت الكورد للعالم انهم شعب حي لايموت, وان قانون الحياة يقرر زوال الطغاة الى مزابل التاريخ وبقاء الشعوب حية ,و لن تزول عن وجه الارض ,و لان الكورد هم اصحاب حق مشروع و أستقروا على ارضهم منذ الاف السنين, وهم عاشوا وما زالوا يعيشون بكرامة و شموخ بفضل تضحياتهم العظيمة, ومقاومة الثوار البيشمركة والكيريلا الابطال الذين لن يسجدوا لطاغية او جلاد مهما كان الثمن , فهذا الشعب الذي انجب قادة عظماء لكوردستان صنعوا الحرية بنضالهم العظيم واصبحوا مدارس في الشجاعة والبطولة والاخلاق الرفيعة.

ان ما يؤلم في الامر افعال بعض الساسة الخونة من مرتزقة الكورد الممسوخين اللذين باعوا ضمائرهم وشرفهم للاعداء ويذكرونني بالخونة اللذين كانوا السبب في جميع مصائب الشعب الكوردي وسبب فشل ثوراتهم المجيدة عبر التاريخ مثل الخائن الكوردي عصمت إينونو الذراع الايمن لكمال آتاتورك المجرم,عندما قام بتنفيذ مشروع الصهر القومي ضد الشعب الكوردي المظلوم، وايضا كان اينونو نفسه مهندس معاهدة لوزان سنة (1923م)، والتي أسقطت حقوق الكورد الواردة في اتفاقية سيفر (1920م)، وأعادتهم ثانية إلى متاهات مشروع التتريك الطوراني. وقد استخدم عصمت إينونو بعض الخونة والاغبياء من زعماء العشائر الكوردية، حيث كان اينونو ممثل تركيا في محادثات لوزان، فاصطحب معه مرة النائب الكوردي عن(امد) ديار بكر (بيرينجي زاده فوزي بك)، وفي المرة الثانية النائب (زولفي زاده زولفي بك)، وأعلن الاثنان قائلين:" نحن والأتراك إخوة، لا توجد بيننا أية فروقات، ولا نرغب في الانفصال عنهم"!!!
وحذر عصمت إينونو الزعماء الكورد في تركيا قائلا: " لا يحق لغير الأمة التركية أن تطالب بأيّ حقوق إثنية أو قومية في هذه البلاد، فما من أمة أخرى، أو عنصر عرقي آخر، يملك مثل هذا الحق".
(جوناثان راندل: أمة في شقاق، ص 342).

ان من اكثر الامور غرابة في تاريخ جميع الثورات الكوردية العظيمة اللتي قدم فيها الكورد الغالي والنفيس في سبيل انجاحها, ومع ذلك فشلت في النهاية وتم سحقها بابشع الاساليب خسة ودنائة,حيث كانت الخيانة هي السبب الرئيسي في افشالها ,و لم تخلوا اي ثورة من هذه الثورات من الخيانة, فعلا انها احدى عجائب الدنيا!!!, او كما وصفها البعض لعنة القدر اللتي تلاحق الكورد دائما!؟
ومن بعض الامثلة القليلة على هذه الخيانات المشؤومة, كالتي أسقطت ثورة بدرخان بك,و الخيانة التي قضت على ثورة يزدان شير,و خيانة قاسم بك للشيخ سعيد پيران، واللذي وقع بسببه الشيخ سعيد مع (48) من كبار قادة الثورة الكوردية في الأسر على جسر فارتو، و تم إعدامهم جميعاً سنة (1925 م) على باب الجبل في امد(ديار بكر),و خيانة المدعو ريبر لعمه سيد رضا,و خيانة الكثير من زعماء القبائل للشهيد قاضي محمد رئيس جمهورية مهاباد 1946م واللتي دامت حوالي سنة واحدة وتم القضاء عليها من قبل الفرس واعدام القاضي محمد في ساحة (جوارجرا), وايضا الخيانات في انتفاضة جبل(اكري) ارارات التي كان يتزعمها القائد العظيم احسان نوري باشا ,والخيانات الكثيرة من الجحوش وغيرهم في ثورة البارزاني الخالد,و خيانات القروجيين (حماة القرى) من مرتزقة الكورد اللذين يتقدّمون الجيش التركي، للقضاء على الثوار الكيريلا حتى يومنا هذا.
لقد وقفت الخيانة دوما بالمرصاد امام جميع الثورات الكوردية ، فما من نكسة أو هزيمة حلت بتلك الثورات, إلا وكان الخونة هم السبب،سواء كانوا بالسر او بالعلن,بشكل مباشرة أو غير مباشر، وكان دائما للخونة من الحجج والذرائع التي يبررون بها خيانتهم, سواءا اكانت دينية او وطنية او شخصية او عشائرية ,او غيرها من المبررات الكثيرة اللتي لا تنتهي.......
ومع الاسف مازلنا نلاحظ البعض من تلك النماذج الخائنة في الثورة السورية, اللتي يشارك فيها الشعب الكوردي باقي ابناء الشعب السوري بشكل سلمي وحضاري,ويقدمون التضحيات الغالية في سبيل انجاحها, كي يحصلوا على حريتهم وحقوقهم المشروعة بعد كل هذه العذابات, مثل باقي الشعوب في هذه الثورة المباركة,ولكن البعض لا يروق لهم حصول الشعب الكوردي على حقوقه و يحوالون تنفيذ مخططات الاعداء الخبيثة وخلق فتن وصراع كوردي كوردي و يحاولون بشتى الوسائل تحويل مناطق الكورد الى ساحة لصراع مسلح وجرهم الى حرب طائفية غير متكافئة, و نتائجها ستكون كارثية على شعبنا الكوردي في غرب كوردستان.
ولكن ما يبعث الامل دائما في نفوس الشعب الكوردي هو اصرارهم في المضي قدما في سبيل نيل حريتهم, ولم يستطع العدو من كسر ارادتهم وعزيمتهم اللتي لا تقهر بولادة القادة العظماء اللذين يشعلون ثورة بعد ثورة ويلتف من حولهم احرار الشعب الكوردي الشرفاء, يناشدون حريتهم بكافة الوسائل المتاحة والمشروعة وفي اصعب الظروف, اللتي لا يتحملها اي شعب اخر غيرهم, ماضون في طريق النصر القادم لا محالة,و صاروا يلعبون دورا فاعلا ومؤثرا لصنع مستقبل فجر جديد لتاريخ امتهم العظيمة, اما الطغاة ومرتزقتهم من الخونة فهم الى مزابل التاريخ, وليتعظ الاعداء ومرتزقتهم,حيث لم تتمكن حملات الابادة للكورد من الانفال واستعمال السلاح الكيماوي والاختفاء القسري والتهجير وسياسة الارض المحروقة ان تزيل الشعب الكوردي العظيم من الوجود, بل صار أقوى من أي وقت مضى وسينال حريته عاجالا ام اجلا,اما بالنسبة للحجول واسيادهم فمصيرهم الزوال و الانقراض لا محالة, لانهم ليسوا اقوى من الديناصورات اللتي انتهت مدتهم و ظروف محيطهم الملائم للاستمرارية, لذلك انقرضوا الى غير رجعة بحكم الطبيعة اللتي لا ترحم احدا .

كاردوخ ميردرويش

تم النشر في 08,46 03|07|2012



أخبـــــــار الوطـــــن

بيـــانــــات و تــقــــاريـــــر