عبدالعزيزالتمو : الى ابطال جيشنا الحر


عبدالعزيزالتمو :


سوف يقول التاريخ ربما يوما أن ظاهرة الجيش السوري الحر هي أنبل ما أفرزته الثورة السورية، حيث يفضل - وفضل كل فرد فيه أن يتعرض لخطر الموت بل يفضل أن يموت هو فعلا، على أن يكون السبب في موت طفل سوري أو شيخ أو امرأة أو رجل مسالم.
لقد آن الأوان اليوم ودفعا لأية أخطار مستقبلية محتملة، أن يكون للجيش الحر في الداخل قيادة مركزية... واحدة، وأن يكون له مثل هذه القيادة المركزية في الخارج، وأن يتم التنسيق التدقيق وعلى أعلى مستوى بين هاتين القيادتين، على أن يراعى في كل ذلك 'التراتبية العسكرية' وقيم الجندية الحقيقية في الإنضباط والتضحية والشرف العسكري.' وبكلمة اخرى فإن الصورة التي يتعين على الجيش الحر أن يقدمها عن نفسه يجب أن تكون الصورة النقيض للجيش الإنكشاري التابع للنظام والمؤلف اليوم بشكل رئيسي من برابرة جدد تغذيهم عصبياتهم القبلية، ومن الآلاف من عناصر الأخطبوط الأمني الرهيب الذي أنشب براثنه على مدى عقود إستبدادا وفسادا في جسد المجتمع السوري الجريح وأخيرا وليس آخراً، من الآلاف من الشبيحة المرتزقة، لطخة العار المشينة في التاريخ السوري الحديث.' لقد برز مع بدء الثورة معارضون جدد حقيقيون إلى جانب المعارضين التقليديين الصادقين، لكن مع هؤلاء برز في مقدمة المسرح أحيانا بهلوانات ومشعوذون وباعة أوهام وأحلام وأشخاص ليسوا أكثر من 'بالونات إعلامية منفوخة' لا تمثل في الشارع السوري أي وزن حقيقي أو رصيد شعبي. والأخطر من كل ذلك وجود جيش صغير من المرتزقة يحاولون كسب المال على ظهر الثورة وبإسم الثورة لكل حرب ضحاياها: 'ضحايا الحروب' لكن لكل حرب كذلك تجارها: أثرياء الحروب ويبدو وأن 'الحرب السورية' ليست أستثناء في هذا المجال. إن عملية فرز حقيقي في المعارضة لا بد أن تتم الآن وقبل فوات الأوان. ولا بد من التوصل على مستوى الداخل كما على مستوى الخارج إلى تشكيل قيادة مركزية موحدة 'نوع من الجبهة' تمثل أمام الرأي العام السوري والدولي الغطاء السياسي الحقيقي للثورة السورية. إن الصوت بلا صدى هو كمن يصرخ في البرية وإذا كان الحراك الشعبي مع الجيش الحر هو صوت الشعب السوري الحي، فإن المعارضة عليها أن تكون الصدى الصادق لذلك الصوت الهادر وحين يتساوق الصدى مع الصوت، تصبح الرسالة واضحة للعالم أجمع، تصبح الرساله مبلغة بأمانة. إذا كان البعض وصف الثورة الدائرة حاليا في سوريا 'بالمعجزة السورية' ورآى فيها البعض الآخر 'عجيبة ثامنة' سوف تضاف مستقبلا إلى عجائب الدنيا السبع فإن مهمة أخيرة لا تزال بإنتظار الثوار السوريين، وربما تكون الأصعب وهذه تتطلب عبقرية خاصة. إن عبقرية الشعب السوري سوف تتجلى بشكل كامل، فيما إذا تمكن في النهاية، من دفع منظومة الفساد والإستبداد والإرتداد في سوريا وحدها نحو الهاوية وإنقاذ سوريا الوطن والشعب والتاريخ والمستقبل.

عبدالعزيزالتمو

17/7/2012

 
 
 

أخبـــــــار الوطـــــن

بيـــانــــات و تــقــــاريـــــر