طه الحامد : دور P Y D ومؤسساتها بين الاتهام بالتشبيح والحقيقة


طه الحامد :

تدور في المناطق الكوردية هذه الايام، موجة من الاحتقانات ينسبها البعض الى pyd الوريث الشرعي لجناح حزب العمال الكوردستاني في غرب كوردستان،ويلوح في الافق الخوف من ان
  المرحلة السوداء من العلاقة الكوردية -الكوردية تعيد نفسها من جديد، بكل آلامها وانتكاساتها، والتي انهكت كاهل السياسيين الكورد في العقد الماضي ، وأدخلت الحركة الكوردية في دوامة خطيرة ،لم تتعافى منها الى الآن .

وهنا لسنا في وارد التخوين لأي طرف لصالح آخر، بقدر ما نريد أن نضع يدنا على الجرح ومحاولة مداواته .

لاشك إن المسيرة الثورية لحزب العمال الكوردستاني، وقائده عبدالله أوجلان كانت ولم تزل محل نقاش وجدل في الساحة الأقليمية والدولية، لما أحدث من انقلاب ثوري في ذهنية غالبية عظمى من الشعب الكوردي ، وخاصة في كوردستان تركيا وعلى كافة الاصعدة الثقافية والسياسية والعسكرية، وبفضلهم ادخلت قضية الشعب الكوردي في تركيا في صلب اهتمامات الرأي العام ،سواء من ناحية كسب التأييد العارم لقضيته العادلة أو الأنجازات الهامة التي تحققت على الأرض ،ولكن في جانب آخر ساهموا من خلال ممارسات غير موفقة في الصاق تهمة الارهاب على بعض أعمالهم

لقد ترك حزب العمال الكوردستاني تراثا نضاليا غزيرا ,طرز بدماء آلاف الشهداء ,وساهم في بناء مؤسسات إعلامية ضخمة ,وبناء كوادر نضالية نشيطة مفعمة بالحيوية والنشاط ,وأسس تنظيما حديديا مركزيا ,وميزانية ضخمة تضاهي ميزانيات دول ذات سيادة ,وشبكة علاقات ضخمة كسبت ود الكثيرين لصالح قضية الشعب الكوردي .وفي جانب اخر ساهم في بعض المحطات الاساسية بتنشئة ثقافة اقصائية تخوينية عنفية اتجاه المكونات الاخرى للحركة الكوردية في سوريا تحت مبررات صحيحة او خاطئة ولكن كان لها تداعيات خطيرة على السلم الاهلي في المجتمع الكوردي وتركت اثارا سلبية ما زلنا نعاني من تبعاتها

اننا نتطلع الى الأخوة في حزب الأتحاد الديمقراطي الكوردي ,استثمار الميراث النضالي للحزب وقائده في خدمة قضية تحرر الشعب الكوردي , وحمايته من خلال وضع كل إمكانياته الاقتصادية والبشرية والعسكرية على المسار الصحيح ,لاننا امام استحقاقات تاريخية ومصيرية لا يفيد فيها التحزب والبحث عن السيطرة هنا او هناك ,بل يجب ان تكون تلك الامكانيات موجهة الى صدور أعداء القضية الكوردية .والابتعاد عن السياسة التخوينية والاستعلائية او محاولة انتاج دكتاتورية حزبية لن تجر على الشعب الكوردي سوى الويلات

نحن ندرك إن سقوط النظام سيترك فراغا في المناطق الكوردية ,ويجب سد هذا الفراغ من خلال تأسيس المؤسسات ,واللجان الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والادارية ,لتسيير مناطقنا والحفاظ على الارواح والممتلكات , ولكن يجب أن لاتخرج الامور من نصابها وتسلك بعض المجموعات طرق ميليشاوية, وانتقامية ضد اخوتهم المخالفين لهم بالرأي والإنتماء الحزبي ,وأي سلوك من هذا النوع يضع صاحبه أمام مسائلة تاريخية .ومن الافضل ان يتم ادراة هذه اللجان والمؤسسات من قبل ائئتلاف يضم كل مكونات الحركة الكوردية في القسم السوري من كوردستان

إن الإخلاص لروح الشهداء ،ولقيم الثورة الكوردية على مر التاريخ يلزم كل الأطراف التمسك بالوحدة الوطنية الكوردية ,والحفاظ على الدم الكوردي وتحريم الاقتتال الداخلي مهما كانت الدوافع ،والبحث عن المشتركات ونبذ الخلافات عبر حوار عقلاني ينجز مشروعا وطنيا ,مرتكزه الاول حق تقرير المصير، ومرجعية واحدة ، متفق عليها دون اقصاء والغاء ، والتوجه الى المستقبل القادم بروح وطنية خالصة.

ان حزب الاتحاد الديمقراطي ومجلس الشعب في غرب كوردستان مدعوان اليوم , الى الاجابة عن التساؤلات المشروعة للجماهير الكوردية ,حول بعض الممارسات التشبيحية التي توجه فيها اصابع الاتهام الى كوادرهم ,وتحديدطبيعة العلاقات مع النظام الايل الى السقوط وموقع الحزب من الثورة السورية والحركة الكوردية بشكل قاطع .



طه الحامد
تم النشر في  23,00 09|06|2012





أخبـــــــار الوطـــــن

بيـــانــــات و تــقــــاريـــــر