أحمــد قاســم :
من المؤسف جداً أن يدور المجتمع الدولي في دائرة صنع لنفسه وأغلق كل الأبواب من حوله بشكل مفتعل، وترك الشعب السوري الأعزل في مواجهة القتل والتدمير الذي ينتهجه النظام لقمع ثورة الحرية والكرامة في سوريا.
بعد كل هذا الفشل الذي لحق بالمجتمع الدولي ومبعوثه كوفي انان من فرض الحل السلمي على النظام، يأتي مجلس الأمن ليؤكد ثانية على أن مبادرة وخطة أنان خير وسيلة للوصول الى الحل السلمي والسياسي في سوريا، في حين أن النظام لايتورع لشيء سوى لغريزته التسلطية والإجرامية تجاه هذا الشعب الأعزل. وأن البحث عن وسائل من شأنها دفع خطة أنان نحو عملية التنفيذ إنه درب من الخيال وذر الرماد في العيون ازاء ما ترتكب من مجازر بحق أناس ابرياء يحتمون بين جدران منازلهم ليروا بأن الجدران أيضاً عاجزة لحمايتهم عند مواجهة القصف بالصواريخ والمدافع الثقيلة. إذا ، الى أين ستذهب سوريا وسط هذا العجز المفتعل من قبل المجتمع الدولي؟
أعتقد أن ما يبرره مجلس الأمن على انه عاجز لاتخاذ موقف أممي في الوقت الذي تصر فيه روسيا والصين على أنهما ستستعملان حق النقض أمام أي قرار من شأنه أن يسمح من خلاله التدخل الدولي بأي شكل من الأشكال، إنه مبرر لا معنى له في ظروف مثل هكذا ظرف تمر به سوريا وسط بحر من الدماء، وان تعنت روسيا والصين أيضا ليس مقبولاً لا قانونياً ولا أخلاقياً بعد مرور اربعة عشر شهر من القتل الممنهج والقمع المنظم والإرهاب المفتعل من قبل شبيحة وعصابات النظام. وعلى المجتمع الدولي ان يوقف روسيا والصين عند حدود تنتهك فيه كل الأخلاقيات الإنسانية، وتفتقد إنسانية الإنسان أنبل وأسمى معانيها جراء ما ترتكب من الجرائم في سوريا على أيدي تلك العصابات المحسوبة على النظام. حيث أن الثورة تفقد صبرها تجاه مراوغات المجتمع الدولي وتفتقد ثقتها بالتحرك الأممي تجاه مآسي شعبها التواق الى الحرية والكرامة. وخوفنا كل الخوف أن يكون رد فعل الثورة تجاه العجز الأممي لردع النظام عن العنف، أن تتحول الحالة الثورية إلى حراك طائفي شعبوي وتشعل حرباً أهلية ، حينها ستفلت المبادرة من أيدي الجميع وستتوسع مناطق التفجير لتجاوز كل الحدود التي لم نتصورها حتى الآن، عند ذلك قد يفتقد المجتمع الدولي مصداقيته لدى الشعوب، وسيكون ذلك مأساة تدوم لسنين عديدة.
أعتقد أن ما يبرره مجلس الأمن على انه عاجز لاتخاذ موقف أممي في الوقت الذي تصر فيه روسيا والصين على أنهما ستستعملان حق النقض أمام أي قرار من شأنه أن يسمح من خلاله التدخل الدولي بأي شكل من الأشكال، إنه مبرر لا معنى له في ظروف مثل هكذا ظرف تمر به سوريا وسط بحر من الدماء، وان تعنت روسيا والصين أيضا ليس مقبولاً لا قانونياً ولا أخلاقياً بعد مرور اربعة عشر شهر من القتل الممنهج والقمع المنظم والإرهاب المفتعل من قبل شبيحة وعصابات النظام. وعلى المجتمع الدولي ان يوقف روسيا والصين عند حدود تنتهك فيه كل الأخلاقيات الإنسانية، وتفتقد إنسانية الإنسان أنبل وأسمى معانيها جراء ما ترتكب من الجرائم في سوريا على أيدي تلك العصابات المحسوبة على النظام. حيث أن الثورة تفقد صبرها تجاه مراوغات المجتمع الدولي وتفتقد ثقتها بالتحرك الأممي تجاه مآسي شعبها التواق الى الحرية والكرامة. وخوفنا كل الخوف أن يكون رد فعل الثورة تجاه العجز الأممي لردع النظام عن العنف، أن تتحول الحالة الثورية إلى حراك طائفي شعبوي وتشعل حرباً أهلية ، حينها ستفلت المبادرة من أيدي الجميع وستتوسع مناطق التفجير لتجاوز كل الحدود التي لم نتصورها حتى الآن، عند ذلك قد يفتقد المجتمع الدولي مصداقيته لدى الشعوب، وسيكون ذلك مأساة تدوم لسنين عديدة.
إن بؤرة حرب طائفي تشتعل من تحت الرماد. وإذا كانت لم تشتعل حتى الآن، فلا يعني ذلك من أننا بأمان، وأن مثل ذلك الحرب ليس له مؤشرات الإشتعال حتى الآن..أعتقد أننا مخطئون جداً، في الوقت الذي يدفع النظام المشهد باتجاه إندلاع حروب أهلية وطائفية لإنقاذ نفسه وفرض حلول وفقاً لمصالح بقائه..وأن ما تطرحها روسيا من رؤى وحلول، وتمسكها بخطة أنان ليس إلا محاولة كسب وقت لحين اشتعال حروب أهلية وخلق فوضى وفقدان الأمن والأمل لدى الشعب السوري، ومن ثم وضعه تحت أمر الواقع وفرض حلول استسلامية على الثورة من أجل وقفها ومن ثم قمعها بأساليب بوليسية وعصاباتية، وهذا ما ترفضها الثورة والشعب السوري معاً.
أعتقد أن امتناع المجتمع الدولي من التدخل بأي شكل من الأشكال لوقف العنف، هو من صالح النظام ويدفع في الوقت نفسه الحالة السورية نحو الاقتتال الداخلي والأهلي والطائفي..وأنه لابديل عن التدخل الدولي العاجل سوى الفوضى والحروب الأهلية والطائفية، وهذا ما ستجعل المنطقة بأكملها أمام عاصفة من اللهيب قد تشتعل المنطقة بأكملها. عند ذلك سيتحمل المجتمع الدولي نتائج ما سيترتب عليه من مسؤوليات أخلاقية وإنسانية، وعندها أيضاً ستفتقد كافة المنظمات الأممية معنى وجودها..
أحمــــــــد قاســــــــــم
الكاتب والسياسي الكوردي السوري 9\6\2012
الكاتب والسياسي الكوردي السوري 9\6\2012
تم النشر في 12,00 09|06|2012