طه الحامد : في انتظار صحوة الشباب الكوردي



طه الحامد : 



ان ما يحصل في الساحة الكودية السورية من مشاحنات وعمليات تشبيح سياسي ومسلح احيانا بين الاطراف له امتداد اقليمي صريح وان كان احيانا غير مرئي وجزء اساسي منه هو صراع بالنيابة بين

  الموالون للرئيس مسعود البرزاني من جهة وبين طرف مدعوم من الطالباني
حيث هذا الاخير يستخدم جماعة ب ي د ومسلحيه في قنديل كا وراق ضغط واحتياط استراتيجي يستخدم في الصراع الحزبي والنفوذ في الاقليم وتعويض عن ما خسره جماعته من نفوذ
وسوريا يقدم بعض هذا السلاح خدمة مجانية لاجندات ليس للكورد فيها ناقة ولا جمل لان اعداء الكورد الاساسيين ليسوا مجهولي الاقامة والعناوين فالسلاح الذي بقى اخرسا ومتخاذلا اتجاه الشوفينيين والمؤسسات الامنية التي اهانت واذلت الشعب الكوردي يرفع راسه الان ويوجه الى صدور الاحرار والثائرين الكورد بينما اعدائنا الحقيقيون متفرغون لابادة اخوتنا في الوطن السوري بئس هذا السلاح الذي يقاتل بالوكالة عن اعداء الحرية والديمقراطية في المناطق الكوردية
وبئس الحركة التي ربطت مصيرها منذ تاسيسها مع الولاءات الحزبية خارج النطاق السوري وأصبحت اسيرة تجاذبات ومصالح الاخرين

فلا يخفي على احد ان غالبية الحركة الكوردية احتمت بعباءات الرموز الكوردية سواء العباءة البرزانية اوالطالبانية وأخيراً الابوجية ورغم محاولة تبرير ذلك تحت شعارات قومية التي كانت جاذبة للكثيرين الا انها في حقيقة الامر لم تكن الا وقودا في محركات تلك القوى ومشاريعها الضيقة ودليل ذلك انها فشلت في تأسيس زعامات محلية خاصة بها وبقيت ماكينتها الحزبية تفرخ بشكل متوالي مجموعة تلو الاخرى تطلق على نفسها اسم حزب وهي بالحقيقة لا ترتقي الى مصاف جمعية او فريق كرة قدم
ونتيجة رهن قراراتها بالولاءات السابقة اتسمت سياساتها اتجاه النظام الحاكم في سوريا بالانتهازية واحيانا بالانبطاحية وكانت تهادن النظام وتغازله عندما تكون علاقات تلك الزعامات جيدة مع عائلة الأسد وحكمهم وتثور عليهم عندما تتغير معادلة التحالفات
ورغم هذا الطابع السائد في صفوف الحركة الا انه برزت استثناءات حيث تاسست تيارات كوردية سورية تبنت سياسات خاصة بعيدة عن تلك الولاءات وحاولت بناء جسور تشاركية متينة مع المعارضة السورية واحدثت حراكا حقيقيا داخليا و خارجيا احرجت النظام في محطات عديدة وبرزت شخصيات تصدرت هذا المشهد بنجاح ولكنها حوربت بضراوة من القيادات التقليدية ولم تلق ترحابا من القوى الكوردستانية الاساسية حتى انهم كانوا غير مرحب بهم في الاقليم من الحزبين الحاكمين قبل اندلاع الثورة وكذلك تعرضوا الى تشبيح واغتيال من مسلحي طرف اخر،
والآن اشتدت ضراوة الصراع بين تلك الاطراف على من يستحوذ الساحة الكوردية السورية وجعلها منطقة نفوذ حزبي، فتكاثرت الزيارات والمؤتمرات والتسابق على زيارة الاقليم لكسب ود هذا الطرف او ذاك
ومع الاسف ان جوهر هذا الحراك والنشاط ليس الوطن الحلم كوردستان والحقوق المشروعة للشعب الكوردي بقدر ما هو البحث عن المصالح الحزبية والشخصية الضيقة.

وإذا كان المشهد يبدو الى الآن بهذا الشكل المأسوي فان نجاح الثورة كفيلة بإعادة رسم معالم الخريطة الكوردية واستلام شبابها الثائر زمام المبادرة ووضع المشروع الكوردي على السكة الصحيحة وغربلة الحراك بشكل نهضوي يعيد الى الشعب الكوردي شخصيته الوطنية التي لن يستطيع احد مصادرتها والاتجار بها بعد اليوم.


طه الحامد

تم النشر في 23,22 30|06|2012






أخبـــــــار الوطـــــن

بيـــانــــات و تــقــــاريـــــر