أحمــد قاســــم : لقاء دولي في جنيف توقعات منخفضة ونتائج مخيبة للآمال


أحمــد قاســــم :
    
 كوفي أنان أراد إنقاذ خطته بطلبه لإنعقاد إجتماع دولي في جنيف يوم 30\6\2012 لدعم مبادرته من خلال إيجاد صيغة للضغط على النظام السوري لوقف العنف والإلتزام بتطبيق خطة أنان المؤلفة من ستة

  نقاط بأولوياتها التسلسلية بدءً من واحد وإنتهاءً بالبند السادس.
 اعتقد أن ما تدور في الأروقة الدولية لا تتجاوز العجز الذي أصاب المجتمع الدولي جراء الموقف الروسي الداعم للنظام في دمشق. وأن ما تقدم بها أنان للمجتمع الدولي من تصورات تخيب الآمال، في الوقت الذي يعلن الرئيس السوري حكومة حرب مع الشعب السوري، وأن روسيا ستساند هذه الحكومة من خلال دعمها لبشار الأسد. فما سينتج هذا الإجتماع أكثر مما أنتج في لقاءات مجلس الأمن الذي عجز في كل مرة إتخاذ قرار يدين العنف المتصاعد من قبل النظام ضد الشعب السوري؟. وأن ما تدور من تحركات دبلوماسية بين الدول بغياب المعارضة السورية سوف لا تنتج ما هو لصالح الشعب السوري، حيث أن كل الحوارات تتجه نحو توافق دولي لتحقيق مصالح الدول النافذة في المنطقة بعيدة كل البعد عن تحقيق مصالح الشعب السوري في اسقاط النظام والحصول على حقه في تقرير مصيره بنفسه. ومنذ اكثر من سنة تتحرك روسيا باتجاه فرض عملية التحاور بين النظام والمعارضة. وأن روسيا ترفض رفضاً قاطعاً عملية إسقاط النظام من خلال دعمها للأسد لوجستيا وسياسيا ودبلوماسياً . وأن روسيا لاتغير موقفها جوهرياً تجاه الأسد مهما بلغ النظام من حدته ضد الشعب السوري.
من المعلوم أن أي توافق دولي يجب أن توافق عليه الدول الخمسة الدئمة العضوية في المجلس الأمن، وأن اي رفض من قبل اية دولة على أي توافق سياسي نحو ايجاد مخرج سلمي للازمة السورية، ستبوء بالفشل وإجهاض ذلك التوافق. ومن المؤكد أن روسيا ستلعب دوراً اساسياً لفشل الإجتماع أو اتخاذ قرار هش لا يتجاوز نشفان الحبر على الورق ودفع العملية التفاوضية والدبلوماسية الدولية نحو العجز المنظم مرة أخرى. وبالتالي دفع المجتمع الدولي نحو قبول التفاوض مع النظام السوري وإجهاض الثورة بشكل أو بآخر، وإلا سيتوجه النظام السوري نحو اندلاع حروب طائفية وأهلية لتتجاوز لهيبها حدود دولة سوريا وإشعال المنطقة بشكل أو بآخر تنفيذاً لتهديدات الأسد المتكررة.
أعتقد جازماً أن سقف الآمال لنتائج اجتماع جنيف السبت القادم ستكون أخفض من المنخفض، حيث أن العملية برمتها تدور حول كيفية الإنتهاء من مبادرة أنان وصياغة البديل  الأكثر هشاشة بضغط روسي . وأن مايبحث الآن قبيل انعقاد الإجتماع هو صياغة مسودة توافقية خالية من الإقرار لرحيل الأسد والتوجه نحو تشكيل حكومة إنتقالية، بل، وحسب رغبات روسيا عليهم أن يتوجهوا نحو ايجاد صيغة توافقية يقبلها النظام السوري أولاً، وأن طرح أية حكومة إنتقالية يجب أن تكون بقيادة الأسد، هذا ما ترغبها روسيا وتلعب هذا الدور بشكل نشط وبإصرار. وهنا يحق لنا أن نتسائل: حتى إذا توافقت الدول على الطرح الروسي، أين سيكون دور المعارضة في تلك، والأبعد من ذلك، أين دور الثورة من ذلك التوافق الإفتراضي حسب رغبة روسيا؟ أعتقد أن الإجتماع سوف لن ينتج أي قرار من شأنه ردع النظام من إستعمال العنف ضد الشعب السوري. وأن خيبة الأمل التي ستصاب بها الدول المشاركة في ذلك اللقاء في جنيف، يجب أن تدفع تلك الدول باتجاه إيجاد مخرج بمعزل عن روسيا، في الوقت الذي أصبحت روسيا شريكاً حقيقياً لقتل وإبادة الشعب السوري.

            أحمـــــــد قاســـــــم
 الكاتب والسياسي الكردي السوري   28\6\2012
 
تم النشر في 10,57 28|06|2012







أخبـــــــار الوطـــــن

بيـــانــــات و تــقــــاريـــــر