عمر مهدين أحمد : إستيقظ الكورد قبل نداء الشيخ


عمر مهدين أحمد : 

رداً على نداء عميد الركن مصطفى الشيخ  

هل ينتظر الكوردي من أي مكوّن في الوطن شهادة حسن سيرة و السلوك ؟ . هل على الكوردي دائماً و أبداً أن يعطي ما بحوزته من زاد و ملاذ لعرب الغمر كي يثبت للعالم إن الكوردي ليس إنفصالي و ليس بخائن و ليس عدو الله !!؟ " التهمة الأزلية الملصقة بالكوردي " . إلى متى يا عرب و تستخفون بعقل الكوردي و تحسسونه بأنه مكون من كتلة لحمية ينقصها جرعات وطنية دينية ثقافية ... ؟ .
من لا يريد أن يتابع ما يجري على الساحة الكوردية من ديريك حتى عفرين من مظاهرات و إحتجاجات و مسيرات ليلية و نهارية على مدار الإسبوع لأجل إخوانهم في حمص و درعا و كل المحافظات سورية , يكون هذا الشخص أعمى البصر و البصيرة .
 من يرى شهداء الكورد قبل الثورة بعقود و في الثورة , مجرد أرقام يكون شريك لبشار الأسد في إقصاء الكورد بل يزيد على بشار في إستخفاف بعدد شهداء الكورد و مركزهم . 
و من يستمع لكلام العميد مصطفى الشيخ , يعتقد بأن الكورد من طلبوا من المعارضات العربية في المجلس الوطني السوري أن يترأس المجلس " الكوردي عبد الباسط سيدا " على أن ينخرطوا في المظاهرات . السؤال الغير المهم كم عدد من يمثلهم السيد  سيدا  من الكورد ؟ , كي يتبجح الشيخ و يقول : " إن تولي الكوردي عبد الباسط سيدا الرئاسة يجب أن ينعكس إجابياً على مشاركة الكورد في الثورة " .
عجيب أمر المعارضات العربية , من جهة لا يعترفون بالكوردي و يشبهونه بالمهاجر تارتاً و إنفصالي تارتاً أخرى و من جهة أُخرى يطلبون منه أن ينضم إلى بما يسمى بالجيش الحر !! " كيف لإنفصالي و مهاجر يدافع عن أرض ليست له !؟ " , إما المعارضات العربية غبية أو إما الشباب الكوردي من يلهث ورائكم هم أغبياء , أو إنكم تعتبرون أنفسكم أذكياء و تتذاكون على الكورد و ترونهم على إنهم أغبياء .
كيف لكم و الطلب من الكوردي أن يؤازركم و أنتم من إختطفتم تسعة جنود من كوباني بتاريخ 14|01|2012  و لم يخلى سبيلهم إلا و دفعوا الفيدية و تراوحت تلك الأرقام بين مئة و خمسون ألف ل.س إلى ثلاث مائة ألف ل.س ؟ . و بتاريخ 01|02|2012 تم قصف حافلة أيضاً لكوباني بقذيفة آر بي جى من قبل جيشكم العتيد في منطقة جسر الشغور , و في الإسبوع المنصرم حاولت مجموعة من الجيش الحر الإستلاء على شاحنة محملة بالقناني الغاز متجهة من حلب إلى كوباني , إلى أن ساثق الشاحنة إتصل هاتفياً بالجان الشعبية في منطقة كوباني حيث آزرهم الجان الشعبية و تم خلاص الشاحنة و سائقها من بين يدي تلك المجموعة , " أتمنى من القارئ الكريم أن لا يتهمني بالكذب و النفاق فأنا من كوباني و أعني ما أقوله " .
المبكي المضحك في الأمر إن العميد الركن مصطفى الشيخ يتحدث عن حزب العمال الكوردستاني و يتهمه بالعمالة و يأتمر بأمر النظام السوري , السؤال للعميد مصطفى الشيخ كم من عناصر من الحزب العمال الكوردستاني تعذب و قتل تحت يديك عندما كنت ضابط أمن في المنطقة الشمالية للجيش العربي السوري ؟؟ .
ففي إتهام مصطفى الشيخ للعمال الكوردستاني هو يقتل ثلاثة عصافير بحجرٍ واحد , أولاً هو يخدم أقاويل قناة الدنيا في نشرات الأخبارية للقناة في الآونة الأخيرة صارت قناة الدنيا تنقل أخبار العمال الكوردستاني في صراعهم مع الفاشية التركية " يعني مصطفى الشيخ يتفق و يأكد ما تنقله الدنيا , أي يتفق الشيخ مع الدنيا للتضليل و الفتنة على إن العمال الكوردستاني مع النظام السوري " . العصفور الثاني كذب و إتهامات الشيخ  بعمالة الكوردستاني للنظام السوري يأتي ليرضي بها سيده في تركيا الخليفة أردوغان في تشويه صورة العمال الكوردستاني في الساحة الكوردية السورية . و العصفور الثالث  المهم و الأخطر هو إن إتهامات الشيخ للكوردستاني بالعمالة للنظام السوري هي فتنة بحد ذاته بين الكورد , و هذه الفتنة يا مصطفى الشيخ يخدم بشار الأسد و أنت تعرف هذا الشيء أكثر مني .
كل ما ذكر أعلاه و الكثير منها لم يذكر في كيفية التعامل مع مكون مهم كمكون الكوردي في سوريا , يستنتج منه ثلاثة نقاط رئيسية و هي :
1- هذا النداء و بهذا الإسلوب الفتنوي لا يخدم إلا مصالح بشار الأسد .
2- هذا التدخل السافر من قبل مصطفى الشيخ لشؤون الداخلية للكورد و إتهام العمال الكوردستاني بتهة العمالة للنظام لا يخدم أحداً سوى أسياده في تركيا و بشار الأسد في تشويه صورة حزب العمال الكوردستاني الذي ناضل من أجل الحرية و الكرامة , الذي كنت تعيش دونهما في سوريا يا سيد مصطفى الشيخ .
3- هذا النداء و بهذا الإسلوب في التلويح بالتهديد و الوعيد للشعب الكوردي كي يكونوا شركاء , لا يخدم أحد لا الثورة و لا الكورد و لا العرب , اللهم يخدم كل من هو ضد الثورة .  
و خلاصة الكلام على مثل هذه الأساليب المتناقضة لبعضها البعض في كل حوارات و بيانات المعارضات العربية في محاولتهم الحثيثة لجر الكورد إلى صفهم , إن الإنضمامات أو التوافق لا تبدأ بالإنكار و التهميش و الإقصاء و لا حتى بالتهديد بالطلب , بل تبدأ بالمبادرة ثم التقارب ثم التفاهم بالمنطق و العقل و الحق الحق ثم الحق .
و لسوء حظك يا عميد مصطفى الشيخ إستيقظ الكورد .


عمر مهدين أحمد
تم النشر في  01,44 21|06|2012




أخبـــــــار الوطـــــن

بيـــانــــات و تــقــــاريـــــر