د.هجار عبد الله الشكاكي : من يسيطر على سوريا بعد الأسد

د.هجار عبد الله الشكاكي :

هناك العديد من التيارات السياسية التي ركبت ظهر الثورة بلا وجه حق
المشكلة ليست هنا , لان المشكلة الحقيقية تكمن في ان هذه التيارات المعارضة التي ركبت ظهر
  الثورة وصارت تبحث لها عن جزء من الكعكة بأي وسيلة كانت , اتجهت منذ بدايات الثورة السورية إلى تشكيل فصائل مسلحة ومجموعات قتالية , تراوحت بين الصغيرة والكبيرة , وسواء أكان تشكيل هذه المجموعات المقاتلة , كانت مهنية أم هاوية , عفوية , فإنها في نهاية الأمر , لا تشكل بمجموعها خطا وطنيا , أو حاملا حقيقيا لهموم الشعب السوري الثائر , وتتراوح أهداف هذه المجموعات بين الانتقام من عصابات الأسد و الشبيحة , إلى مجموعات تقاتل من اجل فكر سياسي محدد , مثل , بعض الكتائب و الهيئات التابعة للإخوان المسلمين أو للتيار السلفي , و مجموعات مقاتلة تحمل الفكر العروبي الناصري القوموي وبعضها يحمل فكر البعث العربي الاشتراكي بشقه الثاني , الصدامي العفلقي , وهذه المجموعات المقاتلة والتي تدّعي زورا أنها تابعة للجيش السوري الحر , إلا أنها في حقيقة الأمر , تدّعي ذلك من اجل غايات محددة يمكن إجمالها في النقاط التالية :
1- ان إعلانها لتابعيتها للجيش الحر يسبغ عليها صبغة وطنية سورية , وبالتالي فإنها تعتبر من المرحب بهم بين الشعب السوري الثائر بعمومه . 2- تحت غطاء الجيش الحر يتم انضمام العديد من الجنود وصغار الضباط المنشقين عن الجيش إضافة إلى العديد من الشباب السوري الثائر الذي يتطوع للقتال ضد النظام. 3- يمكنها ذلك من الحصول على بعض الأسلحة المهربة ويسمح لها ذلك بطلب التسليح من قيادات المجالس العسكرية في الخارج والداخل ان أمكن ذلك . زهي خلال مرور الوقت تقوم بزرع فكر أيديولوجي أو تبعية سياسية أو شخصية داخل المجموعات المقاتلة , بحيث يتم قيادتها عبر ضباط ميدانيين هم القادة العلنيون , بينما القيادة الحقيقية و السياسية تكون بيد أشخاص أو مجموعات دينية أو حزبية أو عشائرية أو مناطقية , .
كل الفرقاء السياسيين في سوريا يدركون ان سوريا ستذهب إلى الفوضى في حال استمرار العصابة الاسدية بمشروعها التدميري الطائفي الفاشي , وفي أحسن الأحوال , في حال تطبيق الخطة اليمنية , وهو ما يتم التهليل له , فان من يصنع الفرق ويكسب الحوار سيكون في النهاية ذلك الطرف الذي يمتلك اكبر قوة عسكرية على الأرض .
الإخوان المسلمون يسيطرون وبشكل واضح على عدة كتائب كبيرة وهي , أي الكتائب , تخضع مباشرة إلى المكتب العسكري لجماعة الإخوان عبر هيئة إغاثة المدنيين , إضافة إلى الكثير من السلاح و الأموال التي يتم تهريبها عبر تركيا والأردن , حيث يتم إيصال هذه الأسلحة و الأموال إلى الجماعات المقاتلة التابعة للإخوان المسلمين , بما فيها رواتب شهرية . وفي الشهرين الأخيرين بدأت تظهر على الأرض السورية مجموعات عسكرية تابعة لعشائر عربية محددة أو تابعة لأشخاص محددين , على الرغم من إعلان هذه الكتائب أنها جزء من الجيش السوري الحر .
في القريب العاجل وبمجرد سقوط النظام , بهروب الأسد أو تنازله عن الحكم أو مقتله , فان المجموعات العسكرية ستبدأ بفرض سيطرتها على الكثير من المناطق السورية بالقوة العسكرية المباشرة , وسيقوم الكثير منها بخدمة رجالات العشائر أو الأعمال أو التيارات السياسية , تلك اللحظة ستكون بداية الحرب الأهلية , التي ستكون بين السنة أنفسهم وبين السنة و الطوائف الأخرى وبين العرب و الكورد , الأحداث التي تدور في ليبيا تدعم وجهة النظر هذه و فمازالت الكتائب الليبية التي ساهمت بإسقاط القذافي , تتصارع فيما بينها وتقتل بعضها , بل وتتحدى المجلس الانتقالي الليبي وسلطة الدولة .
هناك كتائب تابعة لاتحاد العشائر العربية تقوم بتجنيد الكثير من الشباب , ويتم زرع أفكار شوفينية في عقولهم , مستغلين عواطفهم , بحيث تقوم عقيدة هذه المجموعات على ضرورة السيطرة العسكرية على المناطق الكوردية خلال أسبوعين أو ثلاثة , مع فرض الأمر الواقع بالاستيلاء على البيوت و الأراضي الزراعية وتهجير الكورد من القرى القريبة من مناطق العشائر العربية هذه , ويتزعم هذه المجموعات بعض من شيوخ العشائر وأولادهم و الذين كانوا موالين للنظام ويتلقون منه الكثير من الأموال وبعضهم ترشح لعضوية مجلس الشعب السوري في الانتخابات الأخيرة ولم يتم تزكيته من قبل فروع الأمن رغم انه بقي ينبح باسم الأسد و العروبة طوال سنة كاملة , وبين لحظة وضحاها صار الموالون لهذا الشيخ ثوارا وكوّنوا كتائب باسم الجيش الحر , والطامة الكبرى هي الكتائب التي تتبع الإخوان المسلمين و السلفيين ,
سؤال يطرح نفسه , من سيحمي الدروز و العلويين والكورد وبقية السوريين السنة الذين لا يؤمنون بالعنف , ولا ينتمون لتيار سياسي أو ايديولجي محدد , هل عليهم تشكيل كتائبهم الخاصة أم الرضوخ لسلطة القوة ؟
مازرعه الفكر البعثي القومجي الفاشي في عقول ثلاثة أجيال من السوريين لا يمكن ان ينتهي بين لحظة وضحاها , والسوريون سيدفعون ثمنا اكبر بكثير من الثمن الذي قد يدفعونه في حال التدخل العسكري المباشر , والأيام ستثبت الكثير من وجهات النظر هذه
و في النهاية اقول لكل السوريين الذين يبحثون عن سوريا حرة وتنمية ممتازة وحياة ثقافية وفكرية تشابه احلامنا , أقول لهم , كونوا صمام الامان لسوريا عبر فضح الانتهازيين ومتسلقي الثورة , وزرع ونشر وعي حقيقي بانسانية الانسان وليس بهيميته او قطيعيته (من القطيع) .
الدرزي السوري اقرب اليك من السلفي المصري او الاخواني السوداني , والكوردي السوري اقرب اليك من العربي الموريتاني , والسوري الحر افضل لك من سوري يعبد الهه والهه هواه وسيد جماعته .


د.هجار عبد الله الشكاكي
3-6-2012

تم النشر في 20,29 04|06|2012




أخبـــــــار الوطـــــن

بيـــانــــات و تــقــــاريـــــر