خالد ديريك : أنها(الحولة)وما أدراك ما الحولة‏


خالد ديريك :

قبل الأيام فارقتنا مجموعة من العصافير الجنة الحياة, تطايرت أرواحهم في السماء مع بركة الملائكة وعانقت الفضاء العالم الأخر وتدخلت بأذنه تعالى إلى جنات الخلد والفردوس ,نعم قبل الأيام
  قليلة حصلت مجزرة مذبحة في (الحولة) ضحيتها كان أكثر من مئة الشخص ومعظمهم كان من النساء والأطفال ,سجل أولئك العصافير ملحمة أخرى على صفحات الثورة السورية بكل ما تعنيه الكلمة من المعنى سجلوا على الجدران التاريخ السوري لا وبل العالمي بدماء زكية وبأجمل وأتقى العبارات سيظل هذه المجزرة في ذاكرة للأبد وللأجيال القادمة كلما تصفحوا تاريخ الثورة السورية ضد الطاغية لا بل أسطورة الشعب السوري الحديث ضد أعتى الديكتاتورية ,أسطورة لأنها أول مرة في تاريخ يواجه الشعب الأعزل أثقل وأضخم أنواع الأسلحة لقد أذهل الشعب السوري كل العالم في أسطورته هذا منذ منتصف أذار مارس 2011 ,نعم مجزرة (الحولة)زلزلت الأرض وأولا تحت أقدام المرتكبيها قبل الشرفاء لأن هذه المجزرة سيعجل كثيرا نهايتهم , هزت العالم بشعوبها وحكوماتها ومؤسساتها الحقوقية والأنسانية من الهول الفاجعة , ماجرى في الحولة تعدى كل صلة بالأنسانية لأن معظم الضحايا الأطفال ومنهم الرضع وتجاوزت العشرات وثانيا طريقة قتلهم البشعة بعد اطلاق الرصاص الحي على رؤوسهم تناوبوا واحدا تلو الأخر بقطع نصف العنق بالسلاح الأبيض في هذه الحالة المصاب يقاوم بكل القوة ويصبح كالدجاج المذبوح في المسالخ ينتفض ويرتجف بعدة الدقائق قبل أن تفارق الروح الجسد كيف يمكن للأنسان أن يتخيل ذلك المشهد هكذا مثلوا بأجسادهم وفشو غليلهم صحيح تعرض الشعب السوري إلى المجازر السابقة خلال هذه الثورة من الطغمة الظالمة , لكن ,لعل هذه المرة أبشع ما يكون لأن المعلومات الأتية من هناك تؤكد إن معظم الشبيحة هم من القرى المجاورة للحولة ومن طائفة النظام هل هذا دليل على أن الحرب الأهلية بدأت أو بات بين القوسين أم هذا حقدهم القديم الجديد على أهل السنة و برغم ذلك نحن ضد الطائفية ونحمل النظام المسؤولية الكاملة عن فعلته هذا, هذه المجزرة حصلت بوجود المراقبيت الدوليين وعلى مرأى ومسمع العالم صحيح سمعنا تصريحات قوية من مختلف العواصم القرار وربما هذه أول المرة يطبقون بعض تصريحاتهم وخاصة عندما طرد أكثر من العشرة الدول سفراء النظام من العواصمهم والأن نأمل منهم أن يترجم باقي تصريحاتهم إلى خطوات العملية قبل أرتكاب النظام مزيد من المجازر وقبل أن يستشري رائحة حرب الأهلية لأن الذخيرة والسلاح مازال تأتي للنظام من الدول المعروفة وعبر مياه الأقليمية من الدول الأخرى وحتى بطرق البرية من الدول الأخرى إن لم يتوقف كل دعم اللوجستي والسياسي والأقتصادي والعسكري عن النظام فيجب أن نتوقع المزيد من المصائب والكوارث والمحن ودليل على ذلك القصف مازال مستمرا ودماء مهدورا والأعتقالات متواصلا والتعذيب أكثر إنتاجا أي ماكينة العفلقية مازال يعمل بكل قواه بجدارة وبصدارة, فإلى متى


خالد ديريك
تم النشر في  00,04 03|06|2012









أخبـــــــار الوطـــــن

بيـــانــــات و تــقــــاريـــــر