عبدالعزيزالتمو :
سلوك الاسد في الايام الاخيرة يذكرنا بسلوك القذافي قبل سقوطه، وهو يتضمن محاولات باعثة على الشفقة للبث للشعب وللعالم بان الامور تحت السيطرة، وها نحن ننهي قمع الثورة وكل شيء يعود
العامل الاول هو الدعم الروسي، والذي كان يحتاج الى أن يثبت أنه خلافا للأمريكيين بانه مخلص للمخلصين له ولا يهجرهم او يخونهم.
العامل الثاني هو أنه ليس لدى سوريا نفط كاف يدفع اوروبا والعالم الغربي الى تدخل أكثر فعالية.
العامل الثالث هو أن اوباما يوجد في ذروة حملته الانتخابية ولا يرغب في أن يتهم بمزيد من المغامرة.
وهكذا يجد نفسه الشعب السوري يذبح في كل يوم من جديد في غياب المخلص وفيغياب العدل العالمي. رغم كل المحاولات لتحديد موعد سقوط الجزار في دمشق ، ولكن واضح أنه ومؤيديه يعيشون على زمن الوقت بدل الضائع. فالاقتصاد السوري تدمر على نحو شبه تام ولم يعد بوسعه أن يتحمل كلفة جيشه الكبير. الحصاد الدموي الذي أصاب عشرات الاف العائلات،اراد منه النظام تحويل الصراع من وطني الى شخصي وشامل. وسيسعى طالبو الثأر ليس فقط الى طلب رأس الاسد، وعائلته وباقي المتورطين بسفك دماء السوريين بل وايضا الى حسابهم مع الجهات التي ساعدت على بقاء النظام: روسيا، ايران وحزب الله. الاسد يصمد بفضل شريحة القيادة المقربة منه للجيش والاجهزة القمعية، التي تواصل القتال لانها تعرف ما ينتظرها. المشكلة المركزية للاسد هي أن جيشه الذي يعد 300 الف جندي يكلف مالا كثيرا، وبالتأكيد في زمن القتال، ومن غير الممكن تجنيد المقدرات لتمويله على مدى الزمن. كان ينبغي مع تسلم بوتين مهام منصبه كرئيس، ان يفهم جدا بان الاسد ليس ذخرا بل عبئا. هكذا أيضا ايران، التي توجد في أزمة متزايدة عقب العقوبات الدولية التي تحدث أصداء داخلية وتردٍ في الأمن في الجمهورية الاسلامية. الأسد نفسه بالطبع لن يمول استمرار القتال من ماله الشخصي الذي سرقه، وكذا محاولات تسريع بيع النفط في صفقات الدفع النقدي لن يشتري التمويل اللازم له رغم المحاولات الحثيثة لبيع النفط لكل من يرغب في السوق الحرة. في الوقع الاقتصادي الذي انخفض فيه انتاج النفط بنحو 40 في المائة، احتياطي العملة الصعبة ينقص حين سحبت نحو نصف الايداعات البنكية حتى الان الى خارج الدولة، من المتوقع ان ينهار الاقتصاد السوري قريبا. ان السؤال المقلق حقا لا يقل عن توقيت انهيار النظام هو ما ينتظر سوريا
في اليوم التالي. من حيث المبنى الداخلي، فان الوضع ليس مشجعا تماما. صحيح أنه يوجد في سوريا قدرعالي من الوطنية، ولكن المشكوك فيه أن يكون كافيا كي يوحد، مثلا، يعدُّ الكورد السوريون .. من أكثر فئات المجتمع السوري تعرضاً للظلم والحيف على يد النظام الأسدي .. ففضلاً عن الاضطهاد وقمع الحريات التي يعاني منها سائر مكونات الشعب .. ينفرد الكرد بمعاناتهم الخاصة .. التي تمثلت في حرمان الآلاف منهم من أبسط حقوقهم في الوجود الاعتباري ومنعهم من الحصول على الجنسية السورية سنوات طويلة -قبل أن يكون منحها لهم أولى ثمرات الثورة السورية المباركة - كما حاول النظام طويلاً طمس الهوية الكردية وعمل على إلغائها .. لدرجة أنه غير أسماء القرى الكوردية إلى أسماء عربية .. ناهيك عن حرمانهم من الاحتفال رسميا بعيد النيروز .. والسياسات العنصرية التي طبقت بحقهم كالحزام العربي الذي اراد منه التغيير الديمغرافي للجغرافية الكوردية وسياسات التعريب التي طبقها النظام الاسدي على مدى عقود. على أمل أن يحل النظام الجديد على الوطن وقد تخلص من ربقة الطغاة .. ونال جميع السوريين حقوقهم الإنسانية كاملة في سوريا الحرة الموحدة مااشبه اليوم بالبارحة كان القذافي يستعرض عضلاته في الساحة الخضراء وسيف الاسلام يصيح طز بالمحكمة الدولية ، واليوم نشاهد بشا رالأسد يستعرض في مجلس شبيحته نشوة الانتصار بتدميره حصون الثورة السورية وقتل شبيحته
لاطفال الحولة الابرياء.
عبدالعزيزالتمو 4/6/2012
تم النشر في 11,19 0|0|2012