كاردوخ ميردرويش : معبد زرادشت و تخت سليمان وجنات عدن في كوردستان


كاردوخ ميردرويش : 
 
تتكون المناطق الكوردية في ايران ( كوردستان ايران ) من أربع محافظات رئيسية في غرب ايران وهي :
(أذربيجان الغربية) ومركزها مدنية أورمية ، و (كوردستان) ومركزها مدينة سنندج ، و(كرمانشاه) ومركزها باختران ، و(عيلام ) ومركزها مدينة عيلام, ولكن الحكومة الايرانية تطلق اسم كوردستان رسمياً فقط على محافظة كوردستان التى مركزها (سنندج) . يقع موقع تخت سليمان الأثري في كوردستان شمال غرب إيران التابع لاقليم (اذربيجان الغربية) في وادٍ وسط منطقة جبلية بركانية ويوجد فيه المزار الزرادشتي الأساسي الذي يشمل موقد ( آذر كشسب) و(أناهيتا) و يعود إلى عهد الساسانيين الكورد ، وللموقع قدسية و قيمة رمزية هامة , فتصميم معبد النار والقصر والترتيب العام للموقع له تأثير شديد على تطور الهندسة المعمارية في جميع الحضارات الاخرى ومنها الإسلامية.
ان من اهم الخصائص المعمارية لهذا العصر تشييد الأبنية على المنصات الحجرية , وهذه الخصوصية واضحة في اثار تخت سليمان و تخت جمشيد , ويعتبر تخت سليمان بآثاره البارعة واحداً من اهم واشهر مراكز الحضارة الكوردية الايرانية الرائعة والمميزة , و يستحيل الوصول الي هذه المنطقة التاريخية الا عن طريق ( ميان دوآب) شاهين دج نحو قره بولاغ , شمال شرقي تخت سليمان .


تقع مدينة سنندج الكوردية التي يقدر عدد سكانها بنحو 360 الف نسمة على الطريق بين تبريز و كرمانشاه بالقرب من الحدود الايرانية العراقية تحتل وادياً خصباً في جبال زاغروس وتشتهر بالكهوف الجبلية و المياه الساخنة وبحيرات من المياه المعدنية العذبة. و تقع مدينة تبريز اسفل الجبلين المحيطين بهذا البستان ،هنا تجد في كل قرية جدارا رسمت عليه لوحة فولكلورية (للفردوس),على شكل جبل يسيل منه الماء الى بستان ويسقي الحقول التي اسفله.
لقد ذكر آية الله آقا شيخ محمود مردوخ الكوردستاني في كتابه التاريخي الشهير بعض اسماء الأماكن الأثرية لامبراطورية ماد (ميديا), منها العاصمة (اكباتان) همدان,و ذكر اسم (سينغا شير) و تعني باللغة بالكوردية (صدر الأسد), وفي المنطقة الواقعة مابين كرمنشاه وقصر شيرين ورد اسم (دكان داود), وفي لورستان (دوخماديلو) اي ( فتحة ) وفي ( آوشار ) ورد اسم (تخت سليمان) و في سقز قلعة (ماد) , وفي بلنكان اسم ( دخمي سرتاو ) وقلعة (غريفتا )و وقلعة (زريم) و (سروانسر) .
لقد كان تخت سليمان قلعة رائعةً للوعاظ الايرانيين القدامى الذين كانوا يدعون بـ «الموغ» كهنة الكورد المجوس اللذين اعتنقوا فيما بعد الديانة الزرادشتية , واصبحوا من رجال الدين الزرادشتيين و كانت سلطتهم في العهدين الاشكاني والساساني , و المجوس هم سدنة النار المقدسة , و قد شاع عن هذه الطائفة بانها دين مستقل قائم بحد ذاته , ولكن العالم مينورسكي يؤكد بان المجوس او ( الماغا ) إسم قبيلة ميدية كوردية بميديا الشرقية و ليس اسما لمهنة دينية كما يتبادر الى الذهن , ويقول بان رجال هذه القبيلة قد تحولوا باجمعهم الى كهنة للإله الآري ( ميثرا ) ثم تحولوا الى الاله ( آهورامزدا ) فيما بعد وتوارثوا هذه المهنة ابا عن جد و انحصرت هذه الوظيفة الدينية فيهم دون سواهم من القبائل , وقد ايد المؤرخ اليوناني ( هيرودوتس ) بان المجوس هم نفسهم (الماغا ) وان الفرس والميديين كانوا يختارون كهنتهم من بين هذه الاقوام أو القبيلة ويعمل افرادها (بالتنجيم , والكهانة , والعرافة ) .

لقد ظهر النبي الكوردي زرادشت في عصر مشتت من الناحية الدينية وعدم وجود فكرة توحيد الخالق و(زرادشت اول) من دعى الى عبادة الله الواحد, ونقل العالم من عبادة الاصنام والظواهرالطبيعية الى عبادة الاله الواحد( اهورا مزدا).
ذكر الإمام ألجزري في كتابه الكامل في التاريخ الجزء الثاني صفحة / 192 أحدى آيات الافستا ويرجح ورود تلك الآية الى احد الأسباب التي أدت الى الحرب بين المسلمين وبين الساسانيين , حيث يقول زرادشت ( آمنوا بكتابي هذا الى أن يظهر لكم صاحب الجمل الأحمر), ويقصد بذلك النبي ( محمد ص ) وذلك على رأس ( أي بعد ) ألف وستمائة عام.
ان الاله المطلق في الزرادشتية هو ( اهورامزدا ) خالق الكون طيب مقدس أبدع الكون بالفكرة , خالق السموات والارض والافلاك , جسده هو النور والجلالة الملكية , حاضر في كل مكان وهو الخالق الواحد الكبير , هو الذات الذي لا بداية له ولا نهاية هو الروح الرحمانية والقدرة الربانية المسبب الاول لكل الموجودات واحد احد لا يشاركه احد في شيء.
ذكر (أهورا مزدا )الاله الواحد في ايران وأصل كلمة (اهورامزد) ( آهور ) وتعني الكبير وكان اسما لآله من آلهة آريي الهند وإيران أما (مزدا) فتعني الحكيم العاقل.
تأثر التصور القائم عن ( اهور) باله الطقس عند الكورد الهوريين ( يتشوب )واستمد منه الرمز الديني و(القرص المجنح).
أبدأ باسم الذي كان ويكون وسوف يكون دائما – الاله واهب الخير الاحد في العالم الروحي واسمه (آهورا مزدا ) ( الاله الكبير والعارف والعادل والمعلم والحامي والمنير والخير والواهب ) أفستا
والزرادشتية تؤمن , بنبؤة عدة انبياء ومنهم, (جم شيد) اله القمر او نور القمر, وهو من الانبياء المرسلين من اهورامزدا الى الارض .

يؤكد الباحثون ان (الديانة الزردشتية) منبع الديانات التوحيدية اعتمادا على مبدأ الأقدمية باعتبار ان الزرادشتية أقدم من فلسفة الديانات السماوية وتطابق تعاليم زرادشت في كثير من الاشياء مع تعاليم الديانات التي جاءت من بعده لتفسير الوجود .
يحتمل ان النبي الكوردي ( زرادشت) عاش خلال القرن العاشر أو الحادي عشر قبل الميلاد, ويعتقد بعض الباحثين انه عاش في الفترة بين القرن الخامس عشر والقرن السادس قبل الميلاد، اما البارسيون أو الزرادشتيون الساكنين في الهند وباكستان فيعتقدون بأن زرادشت عاش قبل 6000 سنة قبل الميلاد.
ويقول الزرادشتيون : إن الملك الكوردي الساساني (كاشتاسب) أمر بذبح اثنتي عشرة ألف بقرة ، دُبغت جلودها، ورُبطت بخيوط الذهب الخالص، وكُتب عليها بحروف من الذهب جميع تعاليم زرادشت، التي عرفت باسم "الآفستا"، ولكن الإسكندر المقدوني أحرقها عندما اجتاح ايران عام 330 ق.م ، وأن بقايا الأفستا جمعت بعد ذلك ، وتمت ترجمتها إلى اللغة الفارسية ، كما أن أقدم مخطوط لهذا الكتاب يعود إلى سنة 1258 ميلادية.
اتخذ (كوروش) العظيم (اكباتان) الغنية جدا والمتسمة بالترف والفخامة عاصمة له , التي كانت في الأصل عاصمة مادي او (ميديا ) قبل احتلال كورش (ميديا ) وإخضاعها للحكم الفارسي, و كانت هناك مدينتان تحملان نفس الاسم ، الأولى عاصمة شمال مادي ، المدينة التي لها سبعة أسوار، لكل سور لون خاص : (أبيض، وأسود، وقرمزي، وأزرق، وبرتقالي، وفضي، وذهبي)اللتي صارت عاصمة ( كوروش) يعتقد بانها المدينة التي وُجد فيها الدرج الذي يحوي منشور كوروش الخاص بإعادة بناء هيكل (أورشليم),حاليًا وهي خرائب (تخت سليمان).
اما المدينة الثانية التي استولى عليها (كوروش) عام 550 ق.م , كانت (اخمثا) وتبعد300 ميلا شمال مدينة (سوسة) الكوردية , وكانت عاصمة لمقاطعة اكبر, حيث كان (كورش) يلتجا اليها هربا من حرارة صيف مناطق الفرس , وجعلها عاصمته الصيفية , و كان يحتفظ فيها ايضا بالسجلات الملكية.

لقد كانت كوردستان مشهورة بالصناعات النسيجية و البرونزية منذ القدم , ففي لورستان الكوردية , كانت المنسوجات اليدوية الكوردية الايرانية تتمتع بشهرة عالمية , بحسب الشواهد التاريخية والتنقيبات الاثرية في قبور (بازيرك) , تم اكتشاف أقدم سجادة يدوية ذات عقد , تحوي نجوم رباعية الشكل وعليها نقوش فرسان الكورد الميديين بخيول تشبه تماماً خيول النقوش الحجرية في تخت جمشيد والوعول المرقطة ذات القرون العريضة التي كانت تعيش في مناطق كوردستان , من خوزستان حتى اقصى نقطة شمالية في شرق الإمبراطورية الميدية , وتبلغ مساحة السجادة 200× 183 سنتيمتراً, تحوي 000’250’1 عقدة متقارنة وهذه السجادة موجودة حاليا في متحف أرميتاج في سان بطرسبورغ..
يعتبر (تخت سليمان) تجسد التراث الثقافي العظيم للتمدن الكوردي الايراني العريق , ومع الاسف تم تدمير قسم كبير من هذا المعلم التاريخي العظيم , اثر الهجمات المتتالية التي شنها الروم والعرب والمغول عليه . وقد بنيت القلعة حول بحيرة واحيطت بسياج من الصخور. وكانت تمتد بشكلها البيضوي حوالي 400 متر الى الجنوب و200 متر الي الغرب , و شيدت‌ القلعة‌ على‌ أرض‌ ترتفع‌21 مترا عن‌ الأراضي‌ المجاورة‌ , ويوجد في‌ داخل‌ القلعة‌ الأثرية‌ مسبح‌ و معبد و بوابة‌ رئيسية‌ وأعمدة‌ عالية‌ و ايوان‌ و مكان‌ خاص‌ لاستقبال‌ الملوك ، و محل‌ خاص‌ بالمياه‌ المعدنية ، و38 برج‌ مراقبة‌ موزعة على اطراف القلعة , و26 برجاً آخر تتوزع‌ على أطراف‌ المعابد , وبوابتان للمدخل جنوبي وشمالي واعمدة طويلة‌ وصالة ومكاناً لاداء القسم وعيون مياه معدنية حارة . يتميز المسبح بلونه الارجواني والازرق , عرفت ببحيرة تخت سليمان , اللذي يعتبر اعجوبة هذا الموقع التاريخي , ويبلغ عرضه 80 متراً وطوله 120 متراً وبعمق يقدر ب 110 امتار,ولكن المؤرخون‌ اختلفوا حول معرفة عمقه الحقيقي بسبب تغير شكله , بمرور الزمن , و يجري منه ينبوع ماء حار ويضخ حوالي 100 لتر من الماء في كل ثانية., والقلعة من ناحيتها الجنوبية تظهر كبوابة بجدران متهدمة,و ثلاث غرف بلا سقوف, استخدمت كمحل لعبادة الكورد الايرانيين القدماء.
وهناك‌ كتابة‌ تاريخية‌ منقوشة‌ على عمود صخري‌ تقول‌: كان‌ هذا المكان‌ ايواناً للملك الساساني( خسرو برويز) ، وتشير الكتابات‌ الأثرية‌ الموجودة‌ هناك‌, إلى أن هذا الايوان‌ كان‌ قصراً لملوك‌ ايران‌ القديمة.
ويوجد على‌ بُعد 500 متر من‌ القلعة‌ سجن‌ سليمان‌ التاريخي‌ على‌ جبل‌ تعلو قمته‌ فوهة‌ بركانية‌ خامدة, و يزيد ارتفاع‌ السجن‌ عن‌ 100 متر, تنبعث‌ منه‌ رائحة‌ غاز قوية وتروي‌ الأساطير انّه‌ كان‌ محلاً لحبس‌ الشياطين‌ و العفاريت‌ من‌ الجن.‌
لقد قام العالم الاركيولوجي ( دافيد رول) برفقة الصحفي الشهير( بيتر مارتن) برحلة طويلة وشيقة جدا , بحثا عن الجنة واعلن عن عثوره على الفردوس الذي ورد ذكره في الكتاب المقدس مقتفيا فيها اثر خطوات آدم الى ذلك الفردوس , بمسيرة سبعمائة ميل من الاهواز الواقعة جنوبي غرب ايران وصولا الى الحد الشمالي لجبال زاغروس في ولاية اذربايجان (من سومر عبر جبال زاغروس) الى المكان الاول جنات عدن , وكتب عن رحلته بادق التفاصيل الممتعة. 

تحدث فيها عن سهول كوردستان الغنية بكافة انواع الفواكه اللذيذة , بانها كانت الموطن الاول لادم بعد الطوفان ، وعن عثوره , على بعض الشواهد والاحداث و المعتقدات التي تتطابق مع الروايات عن اسطورة آدم وحواء , حيث يقول ان هذا
الطريق هو نفس طريق الرحلة الملكية التي رويت على الواح الطين التي تعود لثلاثة الاف وخمسمائة عام بالخط المسماري , الرحلة التاريخية القديمة التي تشكل اسطورة (انميركار) كاهن مدينة اورك ، الى ملك ( ارتا ) الاسم السومري لجنات عدن , وتحدث ايضا عن جبل الله ، المصنوع بايدي الانسان ، و زقورة (جوغا زنبيل) في كوردستان ( ايلام) التاريخية ، شمال سومر، التي شيدها ملك ايلام (انتاش غال) في الالف الثاني قبل الميلاد.
تحدث ايضا عن روعة بناء ينبوع الماء المنبثق من الجبل بانه يمنح الحياة ,  لذلك كان الانسان القديم يعتبر الاله (انكي) اله المياه , وعن الكتابات المسمارية فيها والسلالم صخرية اللتي تؤدي الى القبة اللتي فيها حجرة مظلمة حيث يتواصل الكاهن مع الاله الكبير(انسويناك) , اله الكورد العيلاميين , مدينة ( سوسة) ، التي شيدت في الالف الثالثة قبل الميلاد , و عن الابواب السبعة اللتي تؤدي الى الجنة (هفت بهشت) , ففي المدونات التاريخية والاساطير والكتاب المقدس ، ان بلوغ الجنة يتطلب اجتياز سبعة ابواب ، او كما يقال سبع خطوات الى الجنة ، ( في الكوردية والفارسية يطلق عليها هفت بهشت اي الجنان السبع ) و ان اولى تلك الابواب هي مدينة سوسة , وعن مدينة كرمانشاه و بيستون الكوردية العريقة ، و مصدر مياه نهر الكرخ ، وعن روعة اللوح المنقوش الموجودة على جبل بيستون الذي نقشت عليه كتابة انجازات( دارا الاول) 521 ق.م امبراطوريته تمتد من تركيا الى مصر ، كتبت انجازاته على صخرة في ثلاث لغات مختلفة بالخط المسماري,اللذي فك رموزها, عالم الاثار (هنري راولنسون)عام1830م. 

لقد زار دافيد رول (عرش سليمان او تخت سليمان) في كوردستان وجبل اللاله (انكي) تعلو قمته بحيرة ، مصدر لنهر الذهب ، وعن مكان الحج اليه اسفل الجبل , و خرائب معبد النار الزرادشتي هناك , وعن نزوله من الجبال عبر الابواب السبعة الى سهول (ميان دو آب) ،واختراقه السهل ثم دخوله قلب أرض عدن ، وسيره بين بحيرة اورمية التي تقع على اليسار وجبل (ساهند) على اليمين , ثم مشاهدته البستان اللذي يطرز الجبل بالوانه المجسمة,وعبرعن دهشته عندما راى ، جدران المدينة العظيمة (اراتا ) التي وصفت في النصوص والمدونات التاريخية القديمة ,وجبل (ساهند) خلف مدينة تبريز، يتوهج باللون الاحمر والذهبي تحت شعاع الشمس, حيث يمثل اصدق تمثيل اسم (آدم) ، الذي يعني الارض الحمراء في العبرية، ومنه في العربية (الادام ، الاديم)، و آدم الذي صنع من طين(جبل ساهند) هو عينه في الاسلام ، آدم الذي خلق من تراب, و على مقربة من جبل ساهند, وادي خصب مليء ببساتين الفاكهة والجوز واللوز, يجري فيها نهر يصب في الوادي, تشرف عليه مدينة صغيرة بيوتها من الطين والاجر, تدعى (اوسكو) تقوم على رابية ملائمة للصيد والقنص مثالية للاستيطان, وعلى بعد اميال قليلة ، قرب قمة الجبل توجد القرية الساحرة (قندوفان) التي تعني قرص العسل ، ويطلق السكان المحليون على قمة الجبل (جام داغ) وتعني باللغة الكوردية (الجبل الزجاجي) ، ماء النهر المقدس نهر (آجي جيا) فيه شفاء لمرض الكلى ، (جيا) جبل بالكوردية والفارسية, يحج الناس الى هذا الجبل ويعدونه مكانا للشفاء والتجديد والبعث ، ويقصده طلاب المدارس والنساء والرجال والسياح.
لجبل (جام داغ) قمتان توأمتان احداهما كانت مكانا للاله (انكي) و الثانية القمة المشرقة للالهة (انانا) , فيقول (دافيد رول) ان كل ما وجدناه هنا من اساطير وشواهد وانهار اربعة وبلاد النود(نوقده) يشير الى ان هذا المكان هو( جنة عدن) التي تحدثت عنها الاديان والاساطير, اللتي كانت في تلك الحقبة التاريخية القديمة تسمى (اراتا) وكذلك (ايدن) عدن,و هذه اللوحة الفنية كانت قبل ستة الاف عام شعارا لمنزل الاله السومري (انكي).
واكد دافيد رول في النهاية ان هذه هي جنة عدن التي تصفها التوراة في الكتاب المقدس فجنة عدن مطوقة باربعة انهار هي نهر الفرات و نهر دجلة ونهر(اراس)جيحون ونهر(اويزون)بيشون.
وهذا ما اكده ايضا الباحث البريطاني (ريجنالد والكر)في دراسته عام 1986 بان قرية(نوقدي)الكوردية هي نفسها التي وردت في التوراة باسم (نود) .

ان اسم الالهة( انانا) هو (نانا) ، وهو اسم كوردي / ايراني بمعنى الام الكبيرة، ومازالت كلمة نانا تطلق في الكوردية والفارسية على الجدة, وهو ما يؤكد ان الالهة انانا سومرية كوردية ، كما نلاحظ في اسم (انميركار) بعض الدلالات اللغوية ، فان كلمة (كار) في السومرية تعني صياد ، وفي الكوردية مازالت كلمة (شكار) تعني الصيد ، اما كلمة كار فتعني العمل او المهنة.
فهناك مفردات مشتركة بين هذه اللغات التي يتكون منها عائلة اللغات الهندو أوربية وخاصة الآرية والبهلوية والسنسكريتية التي موطنها الهند والبلوشية والفارسية القديمة والحديثة والميدية والأفغانية والكوردية والاوردية
ان أقدم نماذج تاريخية باقية تشير إلى اللغة الأم تعتبر اللغة الكوردية وليدتهم الحية,و ان الكتاب الزرادشتي المقدس (الافيستا) الذي يعود تاريخه إلى القرن السابع قبل الميلاد هو أقدم نموذج مدون للمجموعة اللغوية الصغرى المعروفة باللغات الإيرانية التي تنتمي إلى الأسرة اللغوية الكبرى المعروفة باللغات(الهندوـ أوربية) فلغة النبي الكوردي(زرادشت) في(زند افيستا) قريبة جدا من اللهجة المكرية الكوردية, ويعتقد محمد أمين زكي(أنها اللغة المكرية بنفسها) وعن هذه اللهجة الكوردية,و يقول العالم(سون) الخبير باللغة الكوردية والايرانية ولهجاتها,(المكرية هي لهجة منتظمة الشكل وتامة العبارات الصرفية) ويقول ان(المكريين القاطنين في نفس البلاد التي ظهر فيها(زراده شت),و يتكلمون اقرب اللهجات الكوردية إلى لغة((الزند افيستا القديمة)) وهناك مصادر تؤكد بان النبي الكوردي (زراد شت)الميدي, ولد في شمالي مقاطعة(ميديا) في(تخت سليمان) من أعمال موكريان وهو من العشيرة( المكرية) الكوردية, وهاجر إلى غير قومه مبشرا, ولهذا استبقى (الافيستا) , وأصبحت ديانته الدين الرسمي بدولتي(ميديا و فارس),و أرثا مشاعا لكل الشعوب الإيرانية وقاموسا يرجع إليه الجميع.
لقد كانت سدانة بيوت العبادة في الديانة الميثرائية (قبل الديانة الزردشتية) موكلة إلى بعض الأسر الميدية العريقة، وبعد ظهور العقيدة الزرادشتية، وتحوّل الميديين إليها، أصبحت تلك الأسر الميدية تتولّى أمور سدانة بيوت العبادة الزردشتية، تماماً كما كانت بعض الأسر القرشية تتولّى سدانة الكعبة في مكة قبل الإسلام، وظلت تتولى أمورها بعد الاسلام ,وكانت (بَلْخ)في اقليم افغانستان قبل الإسلام تابعة للدولة الميدية، وبما أن بيت (النوبهار) كان من أقدس بيوت العبادة الزرادشتية قبل الإسلام، فمن الطبيعي أن يكون القيمون عليها اجداد الكورد من الميديين.

كاردوخ ميردرويش


صوت الكورد :: ممنوع النسخ و النشر في المواقع أو الصفحات قبل إسبوع من تاريخ نشرنا للدراسة
تم النشر في 01,00 17|05|2012

الفيديو متعلق بالدراسة







أخبـــــــار الوطـــــن

بيـــانــــات و تــقــــاريـــــر