أحمـــــــد قاســـــــــــــم :
سرمعي أيها القدر، سافرمعي الى ربوعنا الحبيب(ربوع كوردستان)الى شعب ابى ان يفنى، لأنه يعشق الحياة. شعب واجه القدربأقسى صوره،وتمردعلى الموت، تمردعلى نواميس الطبيعة في
وجهها الشريري، واعتنق نواميس الخيرلنفسه وليخدم بها البشرية وأخيه الإنسان، ويحافظ على جمال تاطبيعة ونظام الكون من أجل سلامة الإنسان، لأنه اسمى هدف من أجل استمرارية الحياة بأروع صورها..
كوردستان، كانت ومازالت محل أطماع لدول وقوى متعددة. جزؤوها، وحاولو تشتيت شعبها بأبشع صور لم يراها شعوب من قبل. والذاكرة حية في محطة من محطات الإبادة العرقية ضد الكورد، فلنتصور من ذاق عملية الأنفال على وجه الأرض؟ أرادو أن يدفنوا شعباً بأكمله وهو حي يتنفس، وقلبه يخفق لترابه الطاهر. إنها اقسى أشكال البشاعة في مواجهة أجمل صور الحياة.
كان عام 1975 واعداً لولادة جديدة من رحم ينزف جراء نكسة اشتركت فيها كافة قوى الشرعلى وجه الأرض. نكسة تعيش في ذاكرتنا الى اليوم ـــ 6\3\1975 ــ كانت اتفاقية آذار المشؤوم لتتكالب قوى الشر على شعب ونضالاته المشروعة من أجل الحرية والحياة، ولتنهي الحياة على بسيطة وطننا الحبيب في جزئه الجنوبي( كوردستان العراق ). وكانت الهجرة الجماعية باتجاه الحدود المجاورة، من أحضان مدنه وقراه الى الإستسلام للنظام الايراني والتركي اللذين كانا لايقلان شراسة من النظام العراقي تجاه الكورد. هكذا كان حياة الكورد. من ظلم نظام، يهرب ليخضع لظلم آخر قد يكون هو الأقسى.
وسط فقدان الأمل، وحزن الأمهات على ابنائها الذين استشهدوا لتو..وباشتياق تراب الوطن لأبنائه الذين كانو يقبلونه عند كل شروق وكل غروب. تهيج الحنين من جديد وتحركت الدماء لتفور، واتحدت الإرادات لدى باقة من أبناء هذا الوطن العاشق لأبنائه. فكان الرحم ينألم ووقع في مخاض عسير. إلا أن الحكيم كان أقوى من الجرح وأبى أن يستسلم للقدر. حيث اشتد الصراع بين أن نكون أو لانكون..فكانت إرادة الطليعة من شبابنا تجيب من دون تردد( سنكون..ونحن النتصرون) ومعاً الى الولادة الجديدة، بشكل جديد لنتجدد مع كل اشراقة شمس على تراب بلدنا. فكان 1\6\1975 ساعة واعدة لولادة واعدة وبداية نضال واعد في وجه الظلم والطغيان. شباب لايقبلون الهزيمة وقيادة لاتعرف الإنتكاس وحكيم دوخ العالم في إدارته للدبلوماسية لم يتعود عليه أحد، لأنها كانت من صنعه، يجهلها مهندسوا الدبلوماسية العالمية. نعم أراد هذا الحكيم أن يقود مرحلة جديدة من النضالات الشاقة ومتعددة الأشكال، إنه مام جلال، اسم كان يجول في كل عوصم العالم لتعريف الكورد وقضيته العادلة للعالم أجمع من دون أن يشعر ولو للحظة واحدة باليأس. إنه حكيم في كل شيء..لا أسميه القائد..لأن أسم القائد في قواميس شعوب شرقنا لدى وجدان الإنسانية ترافق بصفة الظالم. وأن مام جلال أبى أن يكون ظالماً لكنه مارس الحكمة في كافة تعاملاته مع رفاقه ومع أعدائه أيضاً، رأى في الحكمة طريقاً الى الإنتصار وانتصر، لينتقل من مقاتل معارض من أجل حقوق الكورد إلى رئيس يعدل بين الكورد وباقي مكونات الشعب العراقي..هكذا كان مام جلال منذ بلوغ سن الرشد الى أن تشرف ليكون رئيساً للعراق..على رأس حزب كان طموح شعب لاينتهي من أجل حياة اروع وأجمل، إنه الإتحاد الوطني الكوردستاني..حزب يتجدد ويتجدد مع تجدد دماء ابناء شعبنا في عروقه، لقيادة مرحلة بعد مرحلة ويتعاظم عند كل مفترق وتحول تاريخي..
أهنيء شعب كوردستان في ميلاد حزبه وإتحاده وفكره وعقيدته السابع والثلاثين، ميلاد اتحاد الوطني الكوردستاني.
أقف إجلالاً واكباراً لتلك الأرواح التي صعدت الى السماء قرباناً لجمال الحياة وحرية شعبنا. وأحي تلك الإرادة التي صمدت أمام كل العواصف والقساوات..واقبل الرفاق الذين لم ييأسوا من النضال ولم تخمد جزوة عنفوانه نحو خدمة هذا الشعب الذي يستحق كل التضحيات..وأحيي قيادة هذا الحزب الذي طمح شعبنا به من أجل الحياة بأبدع وأروع صورها. وأقدر ذلك الروح الذي كلما تقدم من العمر شب من أجل خدمة شعبه، روح سكن في قلوب كل شعبنا، روح حكيمنا ومعلمنا الرفيق مام جلال طالباني.
ومعاً الى تحقيق إنجازات أكثر تقدماً من أجل حياة حرة كريمة..
أحمـــــــد قاســـــــــــــم
الكاتب والسياسي الكوردي السوري 31\5\2012
الكاتب والسياسي الكوردي السوري 31\5\2012
تم النشر في 10,58 31|05|2012