خالد ديريك : و ماذا بعد ياالمعارضة ( الغليون )‏


 خالد ديريك  :

بعد أندلاع ثورة الحرية والكرامة اللتي أشعل نارها الشباب التواق للحرية , ظهر بعض القوى والأحزاب والكتل الداخلية والخارجية لتشكيل ما يسمى قوى المعارضة (المعارضات) الوليدة الجديدة
  المتشرذمة المنقسمة على نفسها , نعم تشكلت المجالس والقوى المعارضة (المعارضات)الضعيفة والمبعثرة في أفكارها وأيديولوجياتها وحتى تنظيميا ,أي أصبح معظم أجتماعاتهم الخاصة هو كيفية توزيع الغنيمة بينهم وهذا أولوياتهم وبعدها يناقشون كيف يمكن أحتواء هذا المجلس أو القوى الباقي معارضات تحت أجن
حتهم وبأقل الأثمان ’ وعندما يشاء الصدفة وبضغط الدولي إقامة المؤتمرات يكون الأولوية للجميع هو فرض مطالبه وبعض تلك المطالب يكون محفوفة بأجندات الأقليمية أي تصفية الحسابات أما المعاناة السورييين فيأتي في نهاية المؤتمرات وعندها يكون الأتفاق على الاشيء ونتيجة المزيد من الدماء في جميع الساحات سورية . بعض المعارضات وخاصة الخارجية لم يكن لهم أي دور سياسي يذكر من قبل, أي الشخصيات المنضوية تحت قبة تلك المجالس وهذه الشخصيات لم يكن أيضا لهم أي بصمة في تخفيف أو الدفاع عن المعاناة السوريين برغم مراكزهم الحساسة في النادي العالمي (الغليون)مثالا أي لم
يكن يهمهم مأسي السوريين طيلة العقود المنصرمة ,عند بدء شرارة الثورة رأوا ضالتهم المنشودة وركبوا الموج لعل وعسى يلقون موقع القدم في أحد زوايا الأسطول الحرية ,الأن يظهرون كالمدافعون الأوائل عن قضية الشعب السوري ومعاناتهم بل وكأن هم من أشعلو النار الثورة وخاصة بعد نجاح الوهمي لبعض منهم وتسلمهم المواقع الكبيرة في تلك المعارضات وبدعم من الدول الأقليمية لتنفيذ أجنداتها , وبالمقابل هناك شخصيات والأحزاب يناضلون من أجل حقوق شعبهم طيلة خمسون عاما والكثير من الشخصيات والقيادات والأعضاء تعرضوا للأعتقال والتعذيب والنفي والقتل ومصير بعضهم مازال م
جهولا في الوقت اللذي كان يستطيع هؤلاء أن يفعلو الكثير في المغترب بدل من قضاء معظم أوقاتهم في الفنادق السياحية , رغم هذا أسلمنا قلنا فليكن , الأهم هو كيفية مساعدة الشباب المنتفض وتخفيف عنف الدموي بحق شعبنا تمهيدا للنصر المنشود ,المجلس الوطني السوري تحديدا بأعتباره معترف من معظم الدول صاحب القرار , وعلى أعتباره يمثل كافة الأطياف الشعب السوري , رأينا الغليون في رئاسة المجلس في دورتين المتتاليتين ودائما أنتخب بأغلبية الأصوات وبنزاهة التامة حسب قوانين الديمقراطية للمجلس اللذي يسيطر عليها أغلبية من الأخوان المسلمين ولا يخفى على الأحد بأن ال
غليون ليس سوى قناع أو واجهة الحضارية للأخوان ومن ورائهم الأردوغانيون ,رغم بعض الأنشقاقات اللتي حصلت سابقا في المجلس وأتـهام تلك الأعضاء الغليون بالتفرد بقي مجلس مستمرا في هيكليته , وهاهو ينتخب للمرة الثالثة على التوالي وبشكل الديمقراطي ودائما حسب مجلسهم , لكن بعد تعرض المجلس إلى سيل من الأنتقادات من كافة الأطراف والتهديدات من التنسيقيات المتحالفة معها , بدأالسيد الغليون يصرح بشكل الديمقراطي بأنه سيترك المنصب عندما يجد المجلس خلفا له , فهذا ليس إلا نسخة عن عقلية النظام , نقول للسيد الغليون تستطيع تقديم أستقالتك فورا إذا لا يهمك المنصب و
كان من الأحرى ألا تقدم على ترشيح نفسك للدورة الثالثة , لكن نعلم نياتك اللتي لا تختلف عن النظام في التفرد وممارسة الديكتاتورية ,أنت لم تفعل شيئا في مساعدة الشعب السوري لا في المجال الأنساني والإغاثي أو توفير الحماية لهم بالعكس تماما في عهدك المعارضة زادت تشرذما والشعب السوري أنهال عليه الويلات إذا أنت عائق كبير في طريق وحدة المعارضة وتخفيف المعاناة عن الشعب السوري


خالد ديريك 

تم النشر في  02,07 21|05|2012






أخبـــــــار الوطـــــن

بيـــانــــات و تــقــــاريـــــر