د.م.درويش :
من فترة لأخرى يطل علينا غليون أو أحد الأخوان أو القوميين من الشوفينيين ليُطلعوننا على تفتّقاتهم البهلوانية بخصوص الكورد فتارةً يقزّمونهم وتارة يهمّشونهم وتارة يُهجرونهم وتارة يُعرّبونهم وتارة
وتارة وتارة... وكأنّ لاهمّ لهم إلاّ الشعب الكوردي، وهؤلاء يشبهون جداً من سبقهم من القومجيين العرب ومن البعثيين وأحفاد المنغول أيضاً، أمّا الغريب هو عليوننا الذي يتكلّم بالديمقراطية ويكتب عنها ولكن لاأراه قد فهمها وخاصةً عندما يكون الحديث عن حقوق الشعوب وحقوق القوميات ولاسيما الأصيلة منها ولاأراه قد عرف أنّ الكورد يعيشون منذ آلاف السنين على أرضهم التاريخية ويتكلمون لغتهم ويتصفون بعاداتهم وتقاليدهم المميزة ويرتبطون بأرضهم كما الأم بجنينها ولايوجد على الأرض من يستطيع أن يفرّقهم ’ ولاأراه يعرف أن الشعوب التي تقاوم الإنقراض أو الإضمحلال عبر التاريخ هي شعوب لاتفنى وصامدة عبر كل تقلّبات التاريخ وتناحرات الأمم والإمبراطوريات.
يامعشر الترك والعرب والفرس وياغليوننا إنّ عصر الإستبداد والدكتاتوريات ماض في طريق الفناء ولقد شهد العالم منذ عقود سقوط الكثير منها، واليوم قد بدأت الدائرة عليكم. أمّا أن يأتي غليون ويريد أن يتسلّق سلّم الدكتاتورية والإنتهازية في نهاية عصر الدكتاتوريات فهو غباء وسخرية أمام الديمقراطيات الناشئة والشعوب الثائرة من أجل حريّتها وكرامتها وتحقيق مصيرها. فياسيد غليون الكورد شعب ووطنه كوردستان (اي بالعربية وطن الكورد) وهذا الوطن كان تجمعاً لعدة إمارات كوردية لاحدود بينها، والحدود الحالية هي مُصطنعة بحكم التقسيم الظالم والطاغي، حيث قُسّم هذا الوطن عبر التاريخ مرّتين، مرّة على يد اللعثمانيين والصفويين في 1514 بُعيد معركة تشالديران والمرّة الثانية بين الترك والعرب على يد الفرنسيين والإنكليز وفق معاهدة سايكس ـ بيكو في 1916.
فياسيّد غليون كفاك قفزاً وتخبطاً هنا وهناك فتصريحاتك اللامدروسة واللامُنقّحة لاتنفعك بشيء لأنّك تريد أن تتعلم أن ترقص رقصةُ ما فلاتجيدها والسبب إمّا بلاهتك أو سوء طريقة تلقينك؟ ولكن مع ذلك إذا أردت فعلاً أن تتعلّم الرقص فتعال لنعلّمك ومن معك رقصاً أو رقصاتاً كوردية كل واحدة فيها لها معنى ومقام، فهناك رقصة الحصاد ورقصة الثلج ورقصة الربيع ورقصة النصر ورقصة الحرب ورقصات الزواج وووو....والآن نرقص رقصة الثورة رقصة الحرية والكرامة وقريباً رقصة التخلّص من الدكتاتور ومن يشابهه.
السيد غليون، إنّ الكورد شعب له الحق بتقرير مصيره وإختيار شكل ونظام الحكم بما يناسبهم، والفيدرالية هي إحدى الخيارات بل أبسطها وأنسبها في الحالة الكوردية السورية، أي سوريا إتحادية فيها قوميتين أساسيتين وغالبتين، واسم كوردستان سوريا هو أنسب تسمية للمناطق الكوردية في سوريا، وهذه المناطق هي متصلة وذات طبيعة سكانية كوردستانية أي فيها الكورد كأغلبية ساحقة وأقوام أخرى، أما القلة العرب الموجودين بين الكوردستانيين فلق فجاؤوا غازين منذ أقل من 1500 سنة، وتبعهم العرب البدو المجلوبين من البادية السورية وأطرافها لكي يُسكنهم القومجيين والبعثيين في المناطق الكوردية وإزاحة الكورد عن مناطقهم ومصادرة أراضيهم (الحزام العربي العنصري). إذاً ياسيد غليون هاهي كوردستان سوريا قادمة وهاهو مصير الكورد سيتحقق ككل شعب وهاهي الثورة السورية تتقدّم لتنتصر على الطاغية الدكتاتور ونظامه الإستبدادي وسيحقق السوريون جميعهم مصيرهم وسيختارون شكل ونظام حكمهم وفق إختيارهم المناسب لهم في الحياة وبحرية وكرامة وبدون دكتاتوريات.
أتمنى أن يتقبّل كل من يريد أن يكتب أو يتكلّم بحرية وديمقراطية أن يتعلم كيف يكتب أولاً وكيف يتكلّم مع كل إحترام للآخرين وتقبّل آرائهم وتاريخهم وشرعية مطالبهم وحقوقهم. تحيا سوريا حرّة إتحادية وتحيا كوردستان سوريا
معارض كوردي مستقل، 16/04/2012
تم النشر في 15,44 17|04|2012