د . بافي رامان : النظام الاسدي يعمل حسب مبدأ فرق تسد




د . بافي رامان :  

ان المتتبع للاحداث التي تجري في سوريا بشكل عام و المناطق الكوردية بشكل خاص يرى ان النظام الاسدي و اجهزته المخابراتية متوغلة و تعمل ليلا و نهارا لتفرقة الشعب الكردي
  من خلال دعم المتسلقين و الانتهازيين للسيطرة و فرض امر الواقع ، و هذه الاجهزة الامنية تحاول خلق شبيحة هنا و هناك لضرب الشعوب السورية بين بعضها و قد تصل الى حرب اهلية في  سورية اذا لم نكون واعيا للمرحلة ،كل ذلك حتى لا تخسر المؤسسات الامنية الاستخباراتية الاسدية كل شي ، لذا فان شباب الحراك الثوري الكردي و المثقفين و المستقليين السياسيين و لجان المجتمع المدني و بعض الشخصيات السياسية الكوردية توجه نداء الاغاثة و من روح الوطني و القومي الى كافة الاحزاب و المنظمات الكردية في هذه المرحلة العصيبة و الحساسة من تاريخ سوريا و المجتمع الكردي ان تتخلى ان المهاترات و التسلق و الانتهازية و ان تستفيد من الظروف التي تحصل من خلال الثورة السورية عامة ، حتى لا يندمون بعد حين و يقولون لنستفيد من التجارب الماضية ، فانهم لم يستفيدوا من الانتفاضة الكردية في عام 2004 ، و لم يستفيدوا من اختطاف و اغتيال شهيد الشيوخ الشيخ معشوق الخزنوي و حتى الان فان الحركة الكردية و حسب المعادلة الرياضية بالنسبة للوضع المتصاعد في سورية خارج التاريخ على الرغم اننا نحترم نضالهم و تضحياتهم و لكن الوضع لا يحتمل التشرذم و التشتت و مع العلم ان تربية اغلب القيادات لا تخرج عن تربية النظام الاسدي – العفلقي بالتخوين و التشكيك و لكن في هذه اللحظة فان الوضع اختلف و نرى حتى الآن حركة احزابنا مثل حركة سلحفاة بالنسبة للآخرين ، و كما هو معلوم انه توجد عدة تنظيمات و احزاب كردية تمتلك برامج سياسية الى حد ما متشابهة و لكن للاسف الشديد لم تستطيع ان تتوحد معا من اجل رفع الغبن و الظلم و الاضطهاد عن كاهل الشعب الكردي ، بل كانت تضيع وقتها في التشكيك و التخوين بعضها البعض نتيجة كسب ثقافة التخوين من النظام البعثي العفلقي الاستبدادي ، و على مجمل الكلام ليس المطلوب هو بناء وحدة ترتكز على مصالح الاحزاب و التنظيمات الخاصة بقدر ما نهدف الى وحدة مبنية على اسس صلبة تتمحور على الفكر المشترك و تراعي المصالح العامة لمستقبل الشعب الكردي في سوريا . و لدينا ايمانا راسخا بان التعددية السياسية هي الطريقة الوحيدة التي تكفل نجاح الديمقراطية في بلدنا و لنكون مختلفين في الاراء و لكن لا نكون مخالفين للبعض ؟ لان التشتت و التشرذم بالنسبة لشعبنا الكردي تضرنا و تضر اهدافنا النبيلة في تقرير مصيرنا بما فيها حقنا في الفيدرالية ، لان الفيدرالية هي الحل السليم و الصحيح في الوقت الراهن و خاصة بعد اسقاط النظام الطاغي الاسدي لحل مشاكل سورية لانه في ظلها تصان الحقوق الاساسية للانسان و المواطن السوري لانها مبدأ متكامل لمفهوم العلمي في العصر الحديث ، لان شعبنا السوري يعلم جيدا ان النظام الاستبدادي و اذياله و شبيحته من احزاب الجبهة و المنظمات الارهابية لا يفكرون الا في مصالحهم و كيفية تدبير عملية نهب ثروات الشعب السوري من خلال القمع و الظلم من خلال الاجهزة الاستخباراتية ، لان هذا النظام حول سورية منذوا عقود الى دولة المخابرات و صرفت الملايين من الدولارات لتخريب نفسية الانسان السوري قبل ان تخرب البنية التحتية الاقتصادية و الثقافية و القانونية و الاجتماعية .
      لذا فان الفيدرالية هي شكل من اشكال الانظمة السياسية الحديثة و تختلف من دولة الى اخرى ، حسب الظروف لانها تصون الحريات العامة و كما تصون العدل و المساواة بين جميع المواطنين ، لانها تعني المشاركة الفاعلة و الحقيقية في الحياة السياسية بصورة ديمقراطية و عادلة بعيدا عن التفرد في الحكم و حكر السلطات بيد شخص او كتلة تنتهك القانون و الدستور و تهدر حقوق المواطنين و الشعوب و الاقليات القومية ، بينما الفيدرالية التي توحد بين جميع مكونات المختلفة في دولة واحدة من خلال رابطة طوعية بين اقوام و شعوب او تكوينات بشرية من اصول قومية و عرقية مختلفة او لغات و اديان او ثقافات مختلفة ، لان هدفنا من الفيدرالية هو الصراع مع قوى الظلم و الطغاة و المركزية المطلقة و خاصة لان مكونات المجتمع السوري و تنوعها الاثني و الديني يتحتم علينا الوصول الى صيغة قانونية و دستورية لبناء الدولة الجديدة من خلال اعطاء الشعب الكردي حقه في تقرير مصيره و تطبيق مبدأ الفيدرالية القومية حتى نقضي على المركزية المطلقة ، و الذي يتطلب منا كحركة كوردية و الحراك الشباب و لجان المجتمع المدني ان نركز في هذه المرحلة الحالية حتى اسقاط النظام و بعدها :
1 – التاكيد على اسقاط النظام البعثي الاستبدادي بكل رموزه و مؤسساته ، و عودة السيادة الوطنية للبلاد و لا يمكن تحقيق ذلك الا اذا تكاتفنا و تضامننا و ان تعترف المعارضة بشكل عام بالنظام الفيدرالي لسورية الذي يضمن حقوق السوريين دون استثناء و يحررهم من العنف و الارهاب و يمكنهم من انهاء هذه العصابة السلطوية و تحقيق الاستقلال الناجز من براثن مخططات الاسرائيلية – الايرانية – الروسية ، و ان سيادة الشعب تعني : تمتع المواطنين بحقوقهم السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية ، و هذا هو المفهوم الحقيقي للسيادة ، حيث لا سيادة حقيقية اذا استعبد الشعب من حكامه او من قبل نخبة معينة كما كان يحدث خلال فترات السلطات الدكتاتورية – الاستبدادية .
2 – التركيز على شكل الحكم في السورية الحديثة ، حيث علينا التركيز على الشكل الفيدرالي للحكم ، بغض النظر ان ندخل في تفاصيل الشكل الذي قد يتخذه هذا الشكل – قوميا على مستوى المناطق الكردية (( كردستان سورية )) و اداريا بالنسبة للمناطق السورية الاخرى ، و علينا التركيز على حقوق الاقليات القومية الاخرى من الاشوريين و السريان و الارمن و الدروز و الاخرين ، لاننا نؤكد على هذا الشكل من الحكم من خلال دراسة التجربة المريرة للحكم المركزي الذي ادى و قد يؤدي الى حكم استبدادي شمولي لا يمكن منع قيامه مرة آخرى الا عن طريق الحكم الفيدرالي .
3 – ان اقامة نظام ديمقراطي يقوم على مؤسسات دستورية ، يتطلب من (( التأكيد على احترام استقلال القضاء و تحقيق اصلاح قانوني ديمقراطي . و كل ذلك علينا الاتفاق عليه مع المعارضة السورية و بشكل وثائق رسمية .
4 – يشكل الشعب الكردي احد المكونات الرئيسية للشعب السوري و جزء حيوي من تركيبة المجتمع ، و هو شعب اصيل يمتد جذوره في التاريخ و يعيش على ارضه التاريخية ، و قضيته القومية الديمقراطية جزء هام من قضية الديمقراطية في سورية بشكل عام و هو شريك اساسي ووطني الى جانب الشعب العربي و بقية المكونات السورية .
5 – التوزيع العادل للثروات على الشعب حسب الظروف الاقتصادية في الاقاليم و المناطق .
6 – انتهاء من عصر الظلم و الاستبداد و الارهاب السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي و انهاء احتكار فئة على فئات اخرى و ان تكون نهاية حالة الاستبداد و الدكتاتورية من اجل عدم عودة الانظمة الفاشية و العنصرية و الشوفينية و للقضاء على الصراعات و النزاعات القومية و الاثنية المصطنعة من قبل الانظمة المتعاقبة على سد الحكم في سوريا منذ العقود
7 – نشر ثقافة التسامح بين الاقليات و القوميات للقضاء على الفتنة الطائفية و القومية التي تسعى اليها النظام المستبد منذ امد بعيد و للقضاء على نبذ التفرقة العنصرية و القومية و الطائفية .
8 – تخليص الشعب من الفقر و المرض و العوز لتوفير الرفاهية و الازدهار الشامل .
9 – احلال الأمن و الاستقرار في عموم البلاد .







أخبـــــــار الوطـــــن

بيـــانــــات و تــقــــاريـــــر