مصطفى آني : بين الأخ الكوردي والأخ العربي ؟؟ !!


مصطفى آني :


بين الآخ الكوردي والأخ العربي ؟؟ !!
هذا المصطلح يردده الفرد في أصعب الظروف التي يمر بها في حياته اليومية سواء توجع من شيء او ضُرب لشيء ألمه او خانه أحد المهم هذه الكلمة لا تغيب عن لسان حال المفجوع ، يكررها دون ان يعرف معناها لربما ؟
لكن المعنى المتفق عليه هو لفظ ألم و استنجاد.
آخ الكوردي يتردد بين فجر الصبح وعسق الليل سواء على أفواه المقاتلين الذين لا يلين قلوبهم على عدو عاث في الارض وفسد و قتل الاهل وشرد فاضطر الاهل الى التمرد .
أو بين شفاه أم ثكلى فقدت وليدها البكر جراء الاجتياحات التي يقودها جحافل الجيش الصديق لطرد الغزاة الذين محو هوية الامة ونكروا لغة أجدادهم وساهموا لبناء الذات الانسانية محصنا بأهداف الوطنية البحتة لا يزحزحه عن ضلالتهم الا تمرد الطبيعة المؤيد بوحدة الاهل .
او آخ بين صراخات طفل وليد الذي ولد ولا يعرف بأن أهله في مذلة من الحياة وان حياته التي وهبها له أبواه لهي رشوة غريزية دفعه الثمن فأضطر أن يتمرد على الطبيعة الاستبداد الذي يقود أصحاب السلطة الفاقدة لشرعية او الذي لا يملك الشرعية حتى تفقده .
او آخ في ذاكرة طالب جامعي طُرد من الجامعة لأسباب تعسفية طُرد لأنه عبر عن فكره الذي يراوده على شتات أمته وضياع هويته
أو قرأ كتاباً لأسلافه يغني أزيز الأسلحة المستعملة لقضاء على آمالهم والكم الهائل المصفوف على حدود الجبال لان الجبل أصبح عدواً بنظرهم وكل من يسكن الجبال ولا يعلن ولائه للسلطة الحاكمة فهو خائن يستحق السحق !!!
أو أعُتقل وبحوزته منشورات حزبه الذي أعلن ولائه له ووزعه على أناس قد سكن الهوى قلبهم وأستحكم الغل على عقولهم أو مشتاقٌ لأفكار قائده قد مضى زمناً ولم يقرأ ما كتبه على أرض السلام الذي سكنه الشر والجبال الهادئة الذي يفوح منهم رائحة الموتى بدل  الياسمين الحر او حوار الطيور لبناء أعشاشهم .
او عاشقة كتبت بين سطور مذكراتها آخ أسمعت الارجاء المعمورة لارتكاب العدو الصديق مجزرة لا يغتفر لهم الا من لا يملك ذاكرة  ولا يوجد في العالم العدو الصديق الا لنا فلنتحمل مآسينا ولنضمد جراحنا ولا نحمل العالم سبب تخلفنا لان من خان قريبه فلا احد يأمن له وسهل له ان يخون غريمه .
فلآخ الكوردي هو أرض الحنين والعشق اللانهائي والحبيبة المغتصبة كوردستان AX) أي الارض( .
أما الأخ العربي فذاك قصة أخرى من المأساة الكوني
فلآخ الكوردي والاخ العربي وجهان لعملة وحدة يختلفان في النطق والكتابة ولكن يشتركان بمأساة الشعوب جلبهما الهائل للدموع والويلات .
فقالوا أن العرب يسكنون الصحراء او السهول فلا خوف عليهم وهم ليسوا متمردون كطبيعة الكوردي الجبلي وليسوا خونة .
لكن حصل شيء لا يخطر على البال المرء عندما أعتقل الاطفال لفض حقدهم على أبرياء لم يذوقوا من الحياة سوى السلام والحرية الابدية لكن حكامنا الميامين أعتقلهم وحرقوا أجسادهم وسلمهم الى أهاليهم هدية ثمينة وهي حرية أمة قد جثمت الذل على صدورنا عقود .
فتظاهر الاهل على العملية الهمجية التي تمارسها المستحكمة على رقاب الامة السورية فخرج بائع الابتسامات ومأجوري التصفيق في المجلس التعب الامة ومغربلي الحزب ومؤيدي الفجرة .
توسعت رقعة الاحتجاج الى محافظات عدة لعدم مبالاة الحكومة وطالبوا بالحرية واعادة الكرامة المسلوبة منذ قدوم حزب البعث الفاجر فأقال الحكومة وعينوا حكومة أكثر شراسة وبترا زادوا من حدة القمع فأزداد معه المظاهرات المنددة بالمجازر ومطالبين بالحرية فلم يستطع الحكومة الجديدة من مخزن النتنة النظام .
فأمر الجيش باقتحام المدن والبلدات ولم يسلم العسكريين أنفسهم من التصفية بأيدي قياداتهم المرتبطين بجهات خارجية
فقالوا أخ وارتفع صداه إلا ان الاخ هنا ليس أخا لكن عدوا بهيئة أخ فقتل وشرد ودمر حتى دور العبادة لم يسلم من بطش نظام العفلقي المقيت ففي المعتقلات أرتفع الاخ وزاد مع كل اخ تعذيب .
الا ان سمعه بعض ضباط الاحرار صوت أخهم وتمرد على ظلم عدوهم فتحدوا جبروتهم بإرادتهم وأخهم المعتقل او مسجدهم المنهار على رؤوس المصلين فما هذا الاخ الذي لا يميز بين كبير وصغير بين رجل و إمراه .
كيف لأخ ان يدمر اقتصاد بلاد والعباد من أجل حكمه كيف لأخ ان يقتل ان يقتل الالاف من أجل سماع صوت تعادي حكومتهم الوطنية ، الوطنية  التي يبيع أرض أخيه لإسرائيل ويشرد أخوه الغير شقيق من أرضه بزعم القرى النموذجية كيف لأخ يجرد أخاه من الجنسية
كيف لأخ  ملتزم بشرع الله ان يقتحم مساجد الله ويدمر مناراته كيف لأخ ملتحي ان يغتصب بنات أخيه ؟
ام اصبح كل شيء جائز مع الفاسد الذي حكمه بدأ يترنح على القاعدة الخرسانية السميكة المشيدة على الغل والكره والانتقام .
كثر المصطلحات والمعنى واحد أننا ابناء أمة واحدة ولو كثر أعدائنا فلكوردي يتحمل بقدر نفسه من المأساة التي يتحمله العربي في جميع المحافظات السورية
فآخ الكوردي دليل ارتباط الم الانسان بالأرض وعندما ارتبط إخواننا العرب على أشباه اخوانهم القادمين من ما وراء الجبال وعرفوا من أهالي سوريا الامن والامان فطغى جبروتهم على انسانيتهم المعدومة فخان أخاه ومبادئه حتى أضطر لان يخون حليبه الذي أرُضع من ثدي ذاك الارض الطاهر كطهارة دموع طفل معتقل في سجون حزب المقيت الزائل حكمه الى لا رجعة انشاء الله
والثورة التي يقودها الشباب في ساحات الوطن ويشعلونها بدمائهم الزكية لهي ثورة آخ وليست أخ لان الاخ الذي طغى مصالح الطائفة على مصلحة الوطن والامة لهو خائن يستحق السحق ، وان ما يفعله ثوار في ميادين التحدي لهو إصرار على بناء ذات الانسانية وغرس بذور الوحدة لإنهاض أمة لا يتزلزل من عدو ولا يهاب الا من الله ويزلزل العدو متى شاء ..............
والحمد لله رب العالمين

مصطفى آني 2012/1/30 سور الغزلان البويرة الجزائر








أخبـــــــار الوطـــــن

بيـــانــــات و تــقــــاريـــــر