المحلل السياسي: زنار علي حسين : قراءة في الوضع السوري



 المحلل السياسي  زنار علي حسين :

بعد الحرب العالمية الاولى والثانية تم تصنيف العالم على درجات وقد اتخذت امريكا واوروبا ومعها ايران وتركيا الدرجة الاولى والمجتمع العربي في الدرجة الثاني في حين بقي المجتمع الكوردي ليس
 مصنفا وانما بقي الانكار والتجزءة من نصيبه وقد كان شيء بديهي ان تحصل مقاومات يرفض هذا الواقع الاليم وقد حصلت عصيانات ومقاومات ولكن بدون جدوي الى ان تغييرت الاوضاع في المنطقة برمتها وبدات الحركة الكوردية بالانتعاش في شمال كوردستان وحصول اكراد الجنوب على بعض مكتسبات الحرب التي جرت في العراق وان الربيع العربي الان ايضا ليس الا نتيجة من الشعوب العربية  .رفضهم واقع العيش في الدرجة الثانية في المجتمعات العالمية
.فالسياسة الامريكية لم تكن جاهزة لما حصل من ثورات ابتداء من تونس  ومرورا باليمن وانتهاء بسورية
ونتيجة الوضع الحساس في المنطقة وان حصول اي تغير غلط في سياسة احدى دول المنطقة قد توءدي الى تغير سياسة المنطقة برمتها وخصوصا بالنسبة لاسرائيل ولهذا كان يجب السيطرة وبكل حذر على تغير انظمة  الحكم بكل دقة وضمن كل هذا وكان حتميا ان يتاءثر سورية ايضا بتطورات وتغيرات المنطقة ولكن وبعد مرور اكثر من 10 اشهر على بداية الثورة في سورية لم يحصل اي تغيير    .ايجابي بين الراي العام  العالمي
فالمجلس الوطني السوري المدعوم من تركيا  ليس لها اية مخطط اخر سوى التدخل الخارجي والدعوة الى التصعيد والتي ان حصل قد تاخذونا الوضع الى حرب اهلية تكون اكثر شراسة من الحرب الاهلية اللبنانية فكثير من اطراف المعارضة العربية وحتى الكوردية ضد التدخل الخارجي المتمثل في التدخل التركي التي تقتل الشعب الكوردي وتشرد وتنكر الوجود الكوردي شعبا وارضا منذ عقود
اما هيئة التنسيق التي يتضمن قدماء وعباقرة المعارضيين السوريين يرفضون التدخل الخارجي الاجنبي بكل انواعه ويدعون الى اسقاط النظام عبر وسائل سلمية قد تطول سقوط النظام الى زمن لا ندري
.   فالحرب مع حزب البعث العراقي بدا عام 1990 ولكن تم اسقاط نظامه في عام 2003 وهذا
لان من سياسة حزب البعث انهم متحكمون في جميع مجالات الحيات السياسية الاقتصادية وحتى الاجتماعية وهذا وان حصل هذا في سورية سوف لن تكون في صالح اسرائيل وليس في صالح العراق    .وحتى ليس في صالح تركيا
فايران التي تتحكم بالممرات المائية وتوءثر في سياسات المنطقة سوف لن يترك الوضع دون اللعب باوراق المنطقة
وكذالك تركيا التي حاولت عن طريق طارق الهاشمي جر العراق الى حرب شيعية كوردية الهدف من ورائها ضرب تجربة كوردستان العراق المدعوم من قبل رئيس الدولة جلال الطلباني والمتفاهم معهم    .قيادة حزب العمال الكوردستاني في ذالك
 .وهنا في المعادلة لا شيئ سوى التقاء المصالح دون التدخل في المساومات او المزايدات
  .فالسياسة هي فن الممكن فالناتو اتفقت في ليبيا مع بعض الشخصيات العسكرية المعروفة
 .من قبل بانتمائهم الى القاعدة وكانوا مصنفيين ضمن قائمة الارهاب اضافة الى امثلة اخرى كثيرة في التاريخ السياسي للعالم
وكون تركيا هنا وفي هذه المرحلة بالضبط تحاول القيام بانشاء منطقة عازلة والتدخل في شئوون سورية والثورة السورية واطلاق شعارات براقة قد تكون مستحيلة في السجل التركي في مجال حقوق   .الانسان وتجاه القضية الكوردية وهذا مما يتناقض مع السياسة الايرانية وقد تعيدنا الى نقطة الصفر ان حصل ذالك
وان الهجوم على هيئة التنسيق من قبل بعض الاطراف المعارضة العربية ومن بعض شخصيات كوردية ليس الا بترويج تركي منظم للنيل ولضرب الحركة الكوردية في الداخل والخارج ففي البداية تم هجوم شرس على جناح حركة حزب العمال الكوردستاني ب ي د ونسمع الان رويدا رويدا الهجمات وحتى تخوين الموئتمر الكوردي وحتى اننا سمعنا او قرانا هجوم جيش الحر على السياسة الكوردية   .واتهامهم بانهم يساندون النظام السوري
فالمعروف في اوساط السياسة بان الدول العظمى تقرر مصير الشعوب وليس كما يدعي البعض بان الشعوب هي التي تقرر مصيرهم فلم تحصل في التاريخ وان حصل ايضا فانها قليلة ومنبوذة وتعيش   .تحت الحصار الى يومنا هذا مثل كوبا وفيتنام والى اخره
وان حصل تغيير ما في سورية فسوف ياخذ بعين الاعتبار حدود اسرائيل وحماية الحدود التركية ومكافحة الارهاب والتوافق مع السياسة الامريكية في المنطقة وهذا ما لايتوافق مع نهج هيئة التنسيق التي قد تكون معدومة اخبارها نتيجة التعتييم الاعلامي عليها فالمعارضة في سورية منقسمة ما بين هيئة التنسيق والمجلس الوطني السوري وفي المنطقة الكوردية منقسمة الى خمسة اقسام   .هيئة التنسيق والمجلس السوري والتنسيقيات والمجلس الكوردي اضافة الى الاحزاب الستة الاخرى
  .فالتنسيقيات يرفضون هيئة التنسيق وكذالك المجلس الكوردي وكذالك الاحزاب الستة
  .والمجلس الكوردي هزيل ولا يعرف حتى الان اين يحط فهو طائر من مكان الى اخر ومنقسم وليس منظم فيما بينهم وقد يتم اقصاء الكورد نتيجة هذا الانقسام
فالثورة السورية قد تكون في البداية وقد تطول الى امد بعيد وقد يتحول الوضع الى مكان صراعات دول عديدة لها مشاكلها الاقتصادية والسياسية والاقليمية وان ندخل في دوامة الحرب الاقليمية وحتى   .الطائفية وخصوصا ان النظام يوجيد المراوغة في خلق الفتن ومن ثم الاقتتال الداخلي
وقد تخرج الثورة من مسارها وتاخذ مجرى اخرى يختلط جميع اوراق المنطقة مع بعضها البعض لا يعرف احدا نتائجها ولكن نتيجة حتمية معروفة في كل الحروب والصراعات بان ارواح بريئة سوف تقتل وقد تعيد سوريا بكل اطيافه قرون الى الوراء .

المحلل السياسي: زنار علي حسين
serecoluciya@hotmail.de








أخبـــــــار الوطـــــن

بيـــانــــات و تــقــــاريـــــر