ادريس مهدين أحمد : جمهورية الافغانستورية


ادريس مهدين أحمد :

الجمهورية العربية الإسلامية الأفغاستورية . هل نحن نتجه إلى ثورة خمينية أخرى و لكن بعباءة سنية هذه المرة ؟ أم نحن هناك من يدير بنا إلى باكستنة أو أفغانستنة المشهد السوري ؟ هل هناك
 من أعلن سورية إسلامية سنية دون أن نعلم ؟ . أسئلة كثيرة أصبحت تشكل مصدر قلق لدى الشارع السوري عامة و الاقليات و القوميات الغير العربية أو غير السنية بشكلٍ خاص .
مهما إختلفت الأجوبة و الأسباب و الظروف الموضوعية و السياسية إلا إننا يمكننا القول بأن أطرافاً في المعارضة السورية قادت الشعب السوري عامة إلى فخ الذي نصبه النظام حتى قبل أن تبدأ الثورة في درعا .
شاهدنا في الأيام القليلة الماضية " جرائم " إنتقامية تقشعر لها الأبدان في حمص و حماة و اللاذقية , و حدثت مثل هذه الجرائم منذُ بداية السلطات و لكن المخيف و المفزع في الأمر إن هناك من يرتكب مثل هذه الجرائم بإسم الثورة ! . هناك من أعلن الجهاد و حلل قتل شخص " ليس مع الثورة " و هذا سبب أبادت عائلات بينهم أطفال و نساء و أبرياء , عاشوا تحت مظلة القمع من أجل رغيف الخبز .  
من الواضح إن شعارات و نداءات الثوار في شارع السوري تتحول و تتهاوى كلما طال أمد النظام السوري في بقاءه إلى منحدرٍ نحن بغنى عنه " أو تهيئة لمرحلة ما بعد سقوط النظام السوري حرب طائفية و أهلية " لست أنا من يقول أو يقرر هذا بل الشعارات و هتافات من في الشارع تنبئ بمرحلة لا تقل شراسة ينتظرها السوري . فتحولت شعارات الثورة السورية من الحرية ثم إسقاط النظام و محاكمة رموزه إلى أصواتٍ صارت تنادي بحياة رجالات و رموز دينية و فضائياتهم . حتى أنتشر هذا الفكر بين الطامعين و راكبي موجة الثورة أن يشكلوا جماعات تسمى بمسميات دينية " القاعدة و السلفية " . فمنذُ أيام ليست ببعيدة دعت جماعة تطلق على نفسها " جبهة النصرة لأهل الشام " للجهاد !! , هذه المجموعة تروّج وتؤيد ما تسميه "الجهاد المسلح والتنظيمات المسلحة" مثل تنظيم القاعدة ، سواء في العراق و لبنان ، أو في مناطق مختلفة من منطقة الشرق الأوسط ، وهي مواقع تعارض النظام السوري بشدة ، ومن هذه المواقع التي روّجت للشريط "شبكة حنين" المتواجدة في العراق والمؤيدة لتنظيم القاعدة . أعلام و شعارات تنظيم القاعدة بين المتظاهرين في بعض من شوارع حمص  إدلب و درعا حدث بِلا حرج . هل تحولت مطالب الشعب السوري من الحرية و العيش بكرامة في دولة مدنية تعددية تشاركية إلى إقامة إمارة إسلامية سلفية , جهادية , تكفيرية ؟ .
حتى وصلت بإحدى تنسيقيات التابعة لمحافظة إدلب أن تروّج لأفكارها " التكفيرية " دون حسيبٍ أو رقيب " هيك على عينَك يا تاجر " و تقول في نداءها المزعوم : ندعوكم إلى السير على خطانا في إحياء سنن المهجورة هي سنة صيام يومي الإثنين و الخميس و تضيف هذه التنسيقية الملغومة : لا تنسوا !! سنة قيام الليل تقرباً من الله و يشيدون كلامهم بحديث نبوي !! . 
إلى كل من يحاول العزف على هذا الوتر الحساس عليه أن يفكر مئة مرة قبل أن يخطو أية خطوة , فالسوري " المسلم " يعرف ما هي واجباته تجاه ربه و و طنه فلا داعي أن تمسك بيده و تسحله إلى الجامع إذا أراد الصلاة  . فنداءنا إلى الإخوة في الساحات كل ساحات من أرض وطننا الغالي دون إستثناء أن يتجنبوا هذه الشعارات و يتجنبوا رفع أعلام و هتافات التي تنادي لمذهبٍ واحد و طائفة واحدة و تهين طائفة أخرى فسوريا للجميع دون إقصاء أو تهميش لأي قومية أو طائفة أو مذهب دون الآخر , و إن إستمرت مثل هذه الهتافات التي هي من مصادر معروفة لنا من هم و ما هي مآربهم ستنزلق سوريا الحبيبة إلى ما يحمد عقباه .      


ادريس مهدين أحمد
كاتب كوردي سوري مستقل 

 






أخبـــــــار الوطـــــن

بيـــانــــات و تــقــــاريـــــر