المحلل السياسي زنار علي حسين : تخبطات المعارضة السورية


 المحلل السياسي : زنار علي حسين

لقد مضت على الثورة السورية شهور ولم يطراء اي تغير جدي في وضع تغيرات جذرية للمرحلة في سورية لا داخليا ولا خارجيا وان حصلت توقيع اتفاقيات ومواثيق بين اطراف المعارضة لم تكن
 مجدية في وضع حد للقتل والتدمير وانما كان سببا في تخبط المعارضة اكثر واكثر ورغم المسيرة البطوطية للمجلس السوري انطلاقا من اسطنبول ومرورا بكثير من الدول الاوربية والدول العربية وخصوصا القاهرة وصلت الى طريق مسدود وعدم الجدوى من كل المحاولات هذا من طرف .
ومن طرف اخر يزداد تئازم الوضع الاقليمي سوءا في كل من ايران والعراق وتركيا مع تدخل امريكي واوروبي بالضغط على ايران من اجل تمرير مشروع الشرق الاوسط الكبير المخطط له منذ قرون ويزداد الوضع سوءا اكثر بسبب التدخلات التركية في شئوون العراق وتهديدهم المباشر لحكومة المالكي ولحكومة اقليم كوردستان العراق بشكل خاص .
فتركيا التي كثرت في الاونة الاخيرة من هجماتها على حزب العمال الكوردستاني ومحاولة تصفية كل كوردي او كل ديموقراطي محاولة منها لمنع ربيع كوردي قد يحرق الاخضر واليابس معا يخلط جميع اوراق المنطقة في المستقبل وان حملة الحكومة التركية الاخيرة في القبض
على خيرة من الصحافيين والمحاميين وحتى نواب برلمانيين لهو دليل قاطع على ذالك ومن منظور اخر قد تكون تصفية المعارضين من الداخل استعدادا للتدخل في سورية وانشاء المنطقة العازلة في المستقبل  .
فسوريه التي اصبحت ساحة صراعات بين قوى المنطقة سيسوء الوضع اكثر في المستقبل
فبقاء النظام على حاله وعدم اتخاذ اجراءات قد يجعل وضع الحلول ليس ممكنا فالمسالة السورية مسالة معقدة وسوف لن تنتهي كما يدعي البعض فمن جهة سيطرة قوى المنطقة
على تطور الاحداث ومن جهة تشتت المعارضة اضافة الى تحرك المعارضة العربية وحصوصا المجلس الوطني السوري حسب رغبات ومطامع تركيا التي تهجم يمينا ويسارا دول الجوار
تعيق تطور في احداث مجريات جدية .
فتركيا التي تحاول ومنذ سنوات جر حكومة اقليم كوردستان العراق الى حرب ضد قواعد حزب العمال الكوردستاني كما نجحت في جر ايران ولولا مهندس العلاقات الكوردية الايرانية والكوردية التركية السيد نيجيرفان البرزاني لكان الوضع الان مختلفا في الاقليم ولكن تحاول تركيا مرة اخرى وبطريقة اخرى جر حكومة اقليم كوردستان الى الصراع السوري عن طريق المجلس الوطني السوري ومحاولة كسب الاطراف الكوردية الى جانب المجلس الوطني السوري  ومن ثم محاولة شرعية دخول تركيا وانشاء المنطقة العازلة التي قد تكون فخا وكمينا لاقليم كوردستان في المستقبل وهذا ما رفضه الاقليم تماما وقد تبين من كلمات داوود اغلو بعد ثلاثة ايام من انتهاء زيارة المجلس الوطني السوري لكوردستان العراق وان تهديده وتهجمه على سياسة الاقليم لهو دليل صاطع على عدم توافق سياسة الاقليم مع رغبات تركيا في المنطقة  .
فتركيا التي تحاول ان تعيد الصلطنة العثمانية تصطدم بعوائق كثيرة منها تناقضها مع سياسات دول الجوار وكذالك تارجحها ما بين الشرق والغرب اضافة الى مسالة قبرص والمسالة التي قد تكون مصيرية لتركيا الا وهو مسالة الكورد تعيق كل مخططاتها في المنطقة  .
اما اسرائيل التي تحاول عودة المياه الى مجاريها مع تركيا تريد الدخول الى سورية من بوابة غرف مظلمة تخطط سياستها مع دعمها للاتراك ولحمايتها لعناصر جيش الحر على الحدود وتبادل المعلومات الاستخباراتية بين الاطراف الثلاثة  .
فالنظام السوري الذي وصل بالبلاد الى هذه الحالة لم يعد باستطاعته الرجوع الى ما قبل الثورة وان اصراره على المضي في القتل والتدمير دون اطلاق الحريات في البلاد ودون تغيير جذري ودون الاعتراف بحقوق الاقليات في سورية قد جعل من سورية ساحة صراعات اقليمية وحتى عالمية تعيد الى اذهاننا الحرب الاهلية في لبنان  .
فسيطرة المصالح على الثورة السورية قد قسمت اطراف المعارضة العربية ما بين الداخل والخارج وان دخول اطراف عديدة مثل دول الخليج والدول الاوروبية اضافة الى امريكا شتتت المعارضة اكثر .
واستغلال الاتراك لظروف المعارضة التي تركت مصيرها هي ايضا بيد الحكومة التركية قد عقدت الامور اكثر وان احتواءها للجيش الحر في معسكراتها وتدريبهم قد زاد من الطين بلة
اما المجلس الوطني الكوردي الذي يعتبر انجاز نصف قرن للحركة السياسية الكوردية لفاية الحظة لم يتمكن سوى اصدار اربع بيانات وان انعدامها لمشروع وخارطة طريق واضح لدى الحركة السياسية الكوردية التقليدية في الداخل السوري تجعل هذه الحركة السياسية اضعف من ان تكون في المعادلة السياسية السورية خاصة والاقليمية عامة .
وان زيارة المجلس الكوردي لبعض الدول الاوروبية لم تاتي الا بضعط خارجي محاولة قد ترجح كفة المجلس السوري اكثر وان بقاء او اقصاء حزب الاتحاد الديمقراطي خارج المجلس الكوردي السوري قد يبقى الحال على ما هو عليه الان فالاطراف الكوردية ومعها حزب الاتحاد الديمقراطي عليهم الوصول الى صيغة من اجل احتواء الوضع وخصوصا ان حزب الاتحاد الديمقراطي لها قاعدة واسعة في المجتمع الكوردي السوري ودون هذا قد نعود الى نقطة البداية التي ستكون بمثابة ضربة صاعقة في المطاليب الكوردية وضرب كل اوراق المعادلة عرض الحائط .
  وحتى ولوا انضمت اطراف المجلس الكوردي السوري الى المجلس الوطني السوري فسوف لن تغيير من المعادلة شيئ وسوف تبقى الوضع السوري على ما هو عليه الان .

بقلم المحلل السياسي : زنار علي حسين
serecoluciya@hotmail.de





أخبـــــــار الوطـــــن

بيـــانــــات و تــقــــاريـــــر