ادريس مهدين أحمد : مجزرة في شرناخ و مجزرة في حمص و على بغداد و بيروت أن يستعدوا


ادريس مهدين أحمد :

فقط للنظام السوري تقام المجازر و ليالي دموية و المناوشات السياسية " في و بين " دول جوار سوريا من أجل بقاء الأسد . مجزرة التي قام بها الجيش التركي يوم 29|12|2011 بحق القرويين


 الكورد العزل في شرناخ ما أتت إلا لتخفيف من وطئة الهجوم الإعلامي العالمي على ما يقوم به النظام السوري المستشرس تجاه أبناء حمص و أبناء سوريا بشكلٍ عام و أظنه نجح نوعاً ما . هذه المجزرة الشنيعة التي قام بها النظام الفاشي التركي لقرويين لم تأتي كما إدعت الحكومة التركية بأنها أخطأت الهدف بين مواقع حزب العمال الكوردستاني و بين بيوت للمدنيين لاء بل أتت و أصابت هدفها الصحيح كي يحمل أردوغان كتفاً عن شقيقه بشار نظراً من إرتعاد أردوغان من سقوط القريب و الوشيك لنظام الأسد و جميعنا يعلم ما ستؤول إليه الأمور في سقوط بشار الأسد بالنسبة للأمن القومي و الخريطة الجغرافية للدولة التركية .
 
 ما دار و ما يدور و ما سيدور في العراق ما هي إلا للفت أنظار العالم و تغاضي النظر عن ما يجري في سورية من مجازر و إعتقالات , و إلا أين كان سيد نوري المالكي قبل كل هذا الوقت كي يتهم طارق الهاشمي بتورطه بعمليات إرهابية ؟ " بعض أصدقائي العراقيين المؤيدين للمالكي يقولون بأن المالكي الآن و بعد إنسحاب الأمريكي من العراق أخذ حريته و سلطته الكاملة و على إثرها  تحرك " , و يتناسون بأن المالكي كان بضيافة أوباما قبيل إصداره مذكرة توقيف بحق الهاشمي .   لماذا أستنجد الهاشمي بالأكراد و بقي في ضيافتهم " حسب إدعاءات مام جلال " ؟ , و هل ستبقى الأزمة السياسية العراقية قائمة ؟ و إلى متى ؟ . هذه البروبكندا بل هذه  المسرحية الهزلية سئمنا نحن السوريون منها لرداءة تأليفها و إخراجها و حتى تمثيلها و تشبه لحد كبير المسرحية التي قام بها النظام الأسدي في تفجيري دمشق يوم الجمعة . و الأزمة العراقية باقية و ستتطور بشكل أوسع و سيشمل ملاسنات بين حكومة الإقليم و المالكي و لا ضرر أن تتضمن بعض رشقات ناري في بعض مناطق العراقية على خلفية طائفية التي ستيقظها من غفوتها  حركات متطرفة يتحكم بها أيادي خفية عراقية و خارجية  ... إلى أن يطمئن المالكي و إيران على كرسي بشار الأسد في بقاء الأسد أو بشبلٍ يشبه مستقبله كـ الأسد في علاقته مع الإيران و حزب الله .

 
ليس بغريب أن تجرم الحكومة الفرنسية إنكار الإبادة الجماعية للأرمن على يد الاتراك , سيما إن نواب فرنسيون قد ناقشوا مراراً في البرلمان الفرنسي منذُ عدة سنوات , لكن الغرابة أن تخطو فرنسا مثل هذه الخطوة في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ الثورة السورية !! . لأننا نحن السوريون نستمد قوتنا من تعاطف الحكومة الفرنسية و الشعب التركي " و لا أقول الحكومة التركية لأننا نعرف جميعاً بأن الحكومة التركية ليس لها صاحب " . و تلقائياً تتوجه أصابع الإتهام إلى كلا الحكومتين الفرنسية و التركية في خلق مثل هذه البلبلة بين البلدين و الضحية هو الشعب السوري لأنهم  " الحكومة التركية و الحكومة الفرنسية " إلى الآن مشغولون بتوجيه التهم لبعضهما البعض في من إقترف مجازر أكثر من الآخر بحق الشعوب , و وضع الملف السوري على الرف .

 
الوضع لبناني ليس بأفضل من غيره من الدول جوار سوريا , و تحريك المياه الراكدة في مستنقع جنوب لبنان و تحديداً في قوات اليونيفل هو دليل قاطع على حسن نوايا حزب الله و زعيمها حسن نصر الله تجاه نظام الأسد و إنها على أهب الإستعداد في توصيل رسائل تحذرية مباشرة دون حياء إلى الغرب تنبهها بعدم التدخل في شأن السوري و ما يقوم به النظام السوري تجاه شعبه الأعزل . كما لا ينبغي أن ننسى دور حزب الله و إعلامه في تجيش إخواننا من أبناء الطائفة الشيعية في مملكة البحرين و السعودية و هذه بحد ذاتها رسائل وقحة و من عيار الثقيل لكلا المملكتين في عدم التدخل في الشأن الداخلي السوري .

 
الشأن الداخلي في سوريا و أعني المعارضة بكل ألوانها فموقفها و وضعها أسوء بكثير من كل الدول التي ذكرتها آنفاً . فمازل المعارض السوري ينظر إلى زميله المعارض بغرابة و كأنه أتى من المريخ , و أغلبهم يريد المسك بقبضة السكين و يدعي إنه هو الأخبر في قطع قالب الحلوة بينما السوري المسكين يقتل في قامشلو و هو ينادي بحياة حمص و الدرعاوي ينزف و هو ينادي بآزادي لعامودا و كوباني و و إلخ و بين كل هذه المعمعة و الجعجعة نرى البعض ما يزال نائماً في العسل يحمل علم التركي و صور أردوغان و آخرون رافعين صور العرعور ,  دعونا نستيقظ من هذا الكابوس يا إخواني أولم تعرفوا بعد ما هي مطالب أردوغان من السوريين ؟ و ما هي مطالب عرعور من أهله السوريين ؟ . 

 
و أخيراً و " منذُ لحظات قليلة " أستطعنا أن نشحذ بياناً تنديدياً من " الكتلة الكوردية في المجلس الوطني السوري "  بخصوص المجزرة التركية بحق الكورد بعد مرور أكثر من 48 ساعة من حصول تلك المجزرة الشنيعة بحق القرويين الكورد العزل . هل نشكر تلك الكتلة الموقرة على بيانها ؟ ام نسألهم قبل الشكر أين باقي أعضاء المجلس الوطني الموقر ؟ و لماذا هم لم ينددوا ؟ " ولا خايفين من عمو أردوغان يزعل منهن ؟ " , في حين بعث المجلس الوطني السوري  الأمانة العامة بكامل أعضاءه و حتى تضامن معهم المستخدم " البوفجي " ببرقية تعزية لأحمد داود أوغلو و أدانوا حينذاك مقاتلي الكوردستاني و وصفهم بـ الإرهابي الغادر . علينا أن نتحد و نضع إسقاط النظام من أولوياتنا               

عاشت سوريا حرة أبية

ادريس مهدين أحمد
كاتب كوردي سوري مستقل 

 
        


أخبـــــــار الوطـــــن

بيـــانــــات و تــقــــاريـــــر