المحلل زنار علي حسين : كواليس الثورة السورية



المحلل السياسي : زنار علي حسين .

لقد توضحت معالم الثورة السورية بعد ثمانية اشهر من الحراك السياسي في المنطقة
ورغم كل محالات السيطرة على اجواء التظاهر من قبل النظام الا ان الحراك تدوم الى يومنا هذا ورغم القتل اليومي لكن لم يتم حسم الموقف من الطرفين,وبقي اطراف كثيرة مجهولة الموقف من الثورة وحتى بقيت مجهولة من قبل بعض الاطراف او مخفية في اظهار موقف محدد.

اما وراء الكواليس فقد كانت تجري مناقشات وحوارات مع جميع الاطراف من اجل احتواء الوضع السياسي السوري وطرح حل ما من اجل الحفاظ على الخارطة السياسية في المنطقة مع تغيرات طفيفة قد يساعد في دفع المنطقة في الوقت الحالي الى نوع من الاستقرار ولو كان ذالك مؤقتا.

فالمعادلة السورية تكمن في عدة نقاط:

الاولى الحفاظ على امن العراق وامن اسرائيل اضافة الى عدم التعرض للمشروع الامريكي في المنطقة ولوا حتى كان قبول ذالك وقتيا,

وكل هذا يوئثر في وضع المنطقة بشكل عام وبالوضع الكوردي بشكل خاص وذالك كوننا في قلب الحدث ومن الطبيعي ان يتاثر الوضع الكوردي بهذه التطورات وياخذ مجالا اخر ومن ثم قد يستفيد منها وقد يكونوا طرفا اساسيا في المعادلة السورية.

فقد بادر الاتراك ومنذ البداية بايواء قسم من اطراف المعارضة العربية السورية من اجل السيطرة على الوضع السوري وصبغه طابعا تركيا بحت وذالك حرصهم على مصالحهم في المنطقة وللاعتبار سورية بوابة تركية الى الوطن العربي وجميع دول الشرق الاوسط اطافة وهي الاهم اقصاء دور الكورد من اي تطور يحصل في المنطقة,لكن يبدوا بان جميع الاوراق قد تغير وان الاطراف الكوردية طرف اساسي في المعادلة رغم كل العوائق.



فهجوم القوات الايرانية ضد قواعد بجاك على حدود كوردستان ايران قد كان هذا تهديدا مباشرا للحكومة العراقية ومن ورائها الحكومة الامريكية بحد ذاتها موئشرا الى ان اي تحرك ضد سورية قد يوئثر على امن عراق الذي كلف الامريكين الكثير من الارواح في سبيل حفظ مصالحهم في المنطقة ولم تكن بجاك الا حجة لتمرير الهدف الاساسي رغم تكبد الايرانيين خسائر كثيرة في ذالك الهجوم.

فمفاوضات ايران وبجاك تم تحت اعين حكومة اقليم كوردستان العراق وابدى كل من الطرفين الايراني والكوردي سعادتهم بذالك وقد اتضح من موقف حكومة كوردستان بانهم خطوا خطوة ايجابية وابدوا استعدادهم في استمرار المواقف الى تطور ايجابي قد يفيد الكورد السوريين في كسب مكتسبات في المستقبل ولم تكن زيارة رئيس اقليم كوردستان لايران وفي هذه الحظة بالذات الا لتثبيت ذالك ويبدوا بانهم قد حصلوا على بعض ضمانات عن الشاءن الكوردي في سوريا اضافة الى دفع الحوار السياسي من اجل الكورد الايرانيين.

وقد اطمن الجانب الكوردي الايرانيين بان الحدود ستبقى امنة في الستقبل.

وقد كان هذا انتصارا للموقف الكوردي في معادلة المنطقة والثورة السورية عامة وضربة للموقف التركي خاصة والتي تحاول بكل قوتها الدبلوماسية في السيطرة على المنطقة وافشال المخطط الكوردي ولهذا فقد قام ايضا بالهجوم على حدود اقليم كوردستان وكانت الغاية في ذالك الضغط على حكومة اقليم كوردستان وجرها الى حرب اخوية اضافة الى ذالك كانت بمثابة تهديد مباسر لاقليم كوردستان بعدم التقرب من الوضع السوري والابتعاد عن اية محاولة في دعم الطرف الكوردي في سوريا وذالك للوضع الحرج الذي يعيشه سياسة اردوغان في المسالة الكوردية في داخل تركيا ولكن لم تكن بمقدور حكومة اقليم كوردستان عمل اي شيئ في ذالك نتيجة المواقف المتعنته من الحكومة التركية في سياستها في المنطقة فما كان على الامريكيين بحسم الموقف والتدخل ما وراء الكواليس ملخصة بعدم اي تدخل في الشان العراقي مكتفية قبول تكثيف الهجمات التركية على مواقع حزب العمال داخل تركيا بكافة انواع الاسلحة منها حتى المحرمة دوليا وقد استعملوا اسلحة كيماوية في هجماتهم الاخيرة ضد قوات الحزب وكان هذا ايضا بمثابة تهديد مباشر للقيادة في قنديل بعدم التحرش في الشاءن السوري وعدم دعم الكورد هناك.

رغم ان الاتراك على قناعة تامة بعدم قدرتهم في السيطرة على الوضع عامة وعلى الوضع الكوردي خاصة ولكن يحاولون الخروج من المعادلة باقل الخسائر .


فالحوار الذي دعى اليه الجامعة العربية بين اطراف المعارضة والنظام لم تاتي الا بعد تفهم الموقف الايراني ودول الخليج مع بعضهم البعض ويبدوا بان الايرانيين قد اعطوا بعض من الضامانات لدول الخليج في المستقبل اضافة الى امن العراق واسرائيل قبل كل شيئ.

ومن اجل ان ينجح الحوار مع النظام في دمشق فالطرف الكوردي شيئ اساسي في المعادلة وكان لابد من الايرانيين طلب المساعدة من الطرف الكوردي وقد توضح جليا في مواقف قنديل وهولير في الفترة الاخيرة وتوافقهم في السياسة الحالية تجاه المنطقة وان استدعاء السيد جلال طلاباني لرئيس الحزب التقدمي الكوردي في سورية بطلب رسمي ليس الا من اجل دعم هذا الموقف فالقيادات الكوردية الثلاثة في المنطقة متفقون فيما بينهم من اجل ان يكون الكورد طرفا اساسيا في الحوار وخصوصا ان حزب الاتحاد الديموقراطي لها موقع اساسي في لجنة التنسيق ولها وزن سياسي بين المعارضة في الداخل رغم كل محاولات الدولة التركية على اظهارهم بانهم عملاء للنظام وحاول مع بعض اطراف المعارضة العربية فرض العزلة على هذا الجناح الذي يتبع فكر اوجالان فهم ومنذوا البداية انخرطوا في العمل مع لجنة التنسيق في الداخل وفرضوا انفسهم على كل اطراف المعارضة العربية الى جانب ثلاثة احزاب كوردية اخرى ورفضوا كل موءتمرات واجتماعات الخارج وخصوصا التي جرت في تركيا لان كل هذه الموءتمرات كانت تحت وصاية تركية بامتياز ولهذا تم رفضها من قبل الاطراف الكوردية جميعا ولم يحضرها الا بعض شخصيات كوردية ليس لهم تاءثير في الشارع الكوردي وقد تبين كل نوايا المعارضة العربية في الفترة الاخيرة المتمثلة في المجلس السوري الانتقالي التي لم يحظى باي دعم من اي طرف سوى تركيا وقد بقيت هكذا بدون تقديم اي حل يذكر الى يومنا هذا.

فالمعادلة قد تكون على النحو التالي في سوريا المستقبل.

لقد قبل النظام بمبادرة الجامعة العربية وقبول التحاور مع المعارضة السورية بكل اطيافها اضافة الى وقف العنف وسحب القوات من المدن واطلاق صراح جميع المعتقلين السياسين وسيجري موئتمر وطني يضم جميع اطراف المعارضة وقد توضحت مباشرة مواقف المعارضة ففي الداخل التي يمثلها لجنة التسيق ومن بينها اربعة احزاب كوردية قبلوا بالمبادرة العربية ودعوا الاطراف الاخرى الى دعم هذه المبادرة في حين تشكك اطراف المعارضة العربية في الخارج بالمبادرة وان دل على شيئ انما يدل على موقف تركيا في ذالك وان نجحت الحوارات مع النظام سوف تخسر تركيا الرهان في المنطقة وستكون بمثابة ضربة صاعقة للسياسة التركية في المنطقة برمتها ولهذا سيحاول قدر الامكان افشال وفراغ هذه الحوارات او على الاقل اخراج الكورد بوسيلة ما من الحوار وهذا ما لا يستطيع القيام به ضمن المعارضة في الداخل.

وقد يطرأ تغيير في الموقف السوري حيال القضية الكوردية كناية بالموقف التركي من المعارضة وقد يخطي خطوات في هذا المضمار واظهار الورقة الكوردية اصلاح في سورية امام الراي العام ولكن على الطرف الكوردي وفي هذا الاثناء ان يكون كل شيئ مثبت في الدستور السوري حتى ولو رحل بشار الاسد بعدها باسبوع.

فالنظام مازال على قوته في المراوغة والحيل السياسية, وعلينا عدم الانجرار وراء الوعود...

وعلى الطرف الكوردي ان يكون عمليا بكل معنى الكلمة في هذه الفترة المصيرية التي قد تؤثر في مصير الكورد في سوريا.


المحلل السياسي : زنار علي حسين
serecoluciya@hotmail.de





أخبـــــــار الوطـــــن

بيـــانــــات و تــقــــاريـــــر