دلشاد ديركي : سوريا 2012


دلشاد ديركي

هنا دمشق : أعلنت إحدى كتائب الجيش السوري الحر إلقاء القبض على (بشار الأسد) متخفياً بزي امرأة ,مع عدد من مرافقيه , وأركان نظامه المقبور, على الحدود العراقية السورية في عمق
 الصحراء, وهم يحاولون الهرب عبر الحدود إلى العراق، هذا وقد خرج عشرات الآلاف من السوريين إلى مختلف الساحات في المدن والقرى, من ساحة الأمويين في دمشق, إلى ساحة سعدالله الجابري في حلب , مروراً بساحة الساعة (الشهداء) في حمص , رافعين شعارات تدعو إلى محاكمتهم محاكمة عادلة في دمشق، وفي حمص دعت الجماهير عبرالهتافات أن (بشار الأسد ) من نصيب (محكمة حمص).
 ومن ناحية أخرى صرح رئيس الحكومة الانتقالية: أن سوريا الآن تبدأ مرحلة جديدة في بناء دولة المؤسسات تكون فيه الكلمة للشعب، كما أكد أن (بشار الأسد) وأعوانه سيقدمون لمحاكمة عادلة , وسيحاسبون على كل الجرائم التي اقترفوها، كما دعى السيد رئيس الحكومة الشعب السوري إلى التسامح , وطي صفحة الماضي , والتركيز على المستقبل لبناء سوريا جديدة , ديمقراطية , تعددية ، سوريا للجميع ، سوريا عدم الإقصاء، سوريا الدولة المدنية.
وعلى صعيد آخر أكد السيد رئيس الكتلة الكوردية في المجلس التأسيسي الانتقالي , أنه تم إصدار قرار يقضي بإعادة الجنسية إلى الكورد,التي حرموا منها منذ عام 1962, نتيجة للإحصاء الإستثنائي السيء السيط التي قامت به الحكومة الشوفينية آنذاك , وكذلك تعويضهم تعويضاً عادلاً عن سنوات الحرمان والتمييز، كما نال قرار إلغاء آثار مشروع الحزام العربي في المناطق الكوردية الثقة، وكذلك إعادة الأراضي إلى الفلاحين التي سلبت منهم منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وأيضاُ نال قرار آخر الثقة من قبل المجلس التأسيسي الإنتقالي , وهو إعادة الأسماء الكوردية الأصلية إلى القرى والمدن التي عربت إبان حكم النظام البائد, كما منحت وزارة الإعلام في الحكومة الإنتقالية الترخيص لعدة جرائد يومية كوردية , وتوزع في كافة المدن السورية ، كما بدأت القناة الفضائية الكوردية بالبث من دمشق.
من جهة أخرى أعلن وزير الداخلية في الحكومة الإنتقالية أنه تم حتى الآن إلقاء القبض على أكثر من ألفي (2000) عنصر ممن كانوا يسمون بـ(الشبيحة) المتهمين بقتل الناس والمتظاهرين السلميين , وهتك الأعراض, إبان الثورة الظافرة, وأكد  في معرض حديثه أنهم سيقدمون إلى المحاكم, وسوف ينالون جزائهم العادل.
هذا وقد تناقلت وكالات الأنباء خبر تقديم كل من (وليد المعلم) وزير الخارجية في النظام السابق, و( بشار الجعفري) مندوب النظام السابق في هيئة الأمم المتحدة , ويوسف الأحمد المندوب السابق لدى الجامعة العربية طلب اللجوء السياسي لدى إيران , وفي نفس السياق طالب السيد وزير الإعلام في الحكومة الانتقالية السورية الحكومة الإيرانية تسليمهم إلى سوريا بغرض محاكمتهم , وذلك لمشاركتهم في حملة الكذب , والتضليل التي شنها النظام البائد في المحافل الدولية على الثورة السورية , والنيل من سمعة الشعب السوري على المستوى الدولي.
وفي لقاء سابق مع السيد رئيس المجلس التأسيسي : أكد أن مسودة الدستور أصبحت جاهزة , وسوف يعرض على الاستفتاء العام في غضون عشرة أيام, ويذكر أن الدستور الجديد تطرق إلى مسائل جوهرية كان من بينها:
1-    نظام الدولة برلماني تعددي , يقوم مبدأ فصل السلطات (القضائية والتشريعية والتنفيذية ) ويحترم جميع مكونات الشعب السوري , وخصوصية الفرد, وعدم التمييز على أساس العرق أو المذهب أو الجنس.
2-    يعيش على أرض سوريا قوميتان رئيسيتان هما العرب والكورد , والقوميات الأخرى من سريان وأرمن وشركس وهم جميعاً متساوون في الحقوق والواجبات.
3-    اللغتان الرسميتان في الدولة هما اللغة العربية واللغة الكوردية , بالإضافة إلى منح كافة الحقوق اللغوية والثقافية والاجتماعية للقوميات الأخرى.
4-    في المناطق ذات الأغلبية الكوردية للشعب الكوردي الحق في إدارة هذه المناطق , وذلك في صيغة (الإدارة الذاتية السياسية ).
5-    تنظيم القوى السياسية والإجتماعية والإقتصادية في أحزاب أو تنظيمات أو جمعيات أو نوادي تحت مسميات وطنية, حيث يمنع كافة المسميات القومية او السياسية أو الدينية أو المذهبية , وينظم ذلك بقانون.
6-    يبقى علم الاستقلال علم سوريا الرسمي لحين اعتماد علم جديد يرمز إلى جميع مكونات الشعب السوري, وذلك  في أول برلمان منتخب, بعد إقرار الدستور من قبل الشعب في إستفتاء عام.
7-    يعدل أسم الدولة إلى (جمهورية سوريا) لدلالتها التاريخية الموغلة في القدم, ولتكون مظلة وطنية لجميع السوريين.
8-    بناء جيش وطني بعيد عن الأطر الحزبية مهمته الدفاع عن الوطن والمواطن وتحرير .......

فتحت عيناي وإذا بولدي الصغير يتراقص أمامي على السرير , ليقول لي ( يللا بابا الفطور جاهز) , انتابني نشوة لا مثيل لها , وأنا أشد على مقود السيارة في طريقي إلى العمل, فالحلم بات قريباً وعام 2012  يلوح في الأفق , والحلم يتحقق بفضل نضالات الشعب السوري البطل بكل اطيافه ومكوناته , وهو يقدم قوافل الشهداء على طريق الحرية والكرامة.

دلشاد ديركي
22-11-2011

كتبت هذه المقالة خصيصاً لنشرة (آزادي) الصادرة عن (اتحاد تنسيقيات الشباب الكورد في سوريا).






أخبـــــــار الوطـــــن

بيـــانــــات و تــقــــاريـــــر