دلشاد ديركي .
لقد بات واضحاً للقاصي والداني عدم الانسجام في قيادة ( المجلس الوطني السوري ), كما أصبح جلياً انفراد (جماعة الأخوان المسلمين ) بإصدار البيانات والتدحدث باسم (المجلس الوطني السوري ) ,
وليس بخاف على أحد انبهار (الجماعة ) بالنموذج التركي (الاسلامي ), والتبجح بدمقراطيتها الفريدة من نوعها في المنطقة , وذلك حسب ما ورد على لسان الكثير من قادتهم داخل ( المجلس الوطني السوري ), وكذلك تبعيتها الكاملة لسياسة تركيا الداخلية والخارجية , ووصفهم أكثر من مرة وفي مناسبات عديدة موقفهم المخزي من القضية الكوردية في تركيا , ونعتهم ( حزب العمال الكردستاني ) بالإرهابي .
ولعل بيان (المجلس الوطني السوري ) الأخير الذي وصف الهجمات التي شنها عناصر (حزب العمال الكردستاني ) على مواقع الجيش التركي في منطقة (جلة ) بالعمل الإرهابي الغادر , والتي كانت رداً على استشهاد سبعة من عناصر الحزب من بينهم قائد بارز ( رستم عثمان ),وهو خير دليل على عدم الانسجام والارتباك داخل الامانة العامة للمجلس , ومما يعزز هذا القول , البيان الذي أصدره أعضاء الكتلة الكردية في (المجلس الوطني السوري ) الذين أبدوا فيه استغرابهم وعدم مشاورتهم في مضمون البيان (العتيد ).
كما كشف مضمون بيان المجلس الوطني ( الغير المتفق عليه ) تهافت بعض الأعضاء في الأمانة العامة للمجلس (وهم معروفون كما أسلفنا ) فيها لكسب رضا القيادة التركية, وتقديم قرابين الولاء والطاعة للدولة التركية العثمانية (الإسلامية ؟؟؟) التي لم تعترف حتى الآن (بالمجلس الوطني السوري ) , وعلى ضوء ذلك يمكننا تلخيص تداعيات إصدار بيان من (المجلس الوطني السوري ) بهذه الصيغة كالتالي :
1_ استهان البيان بعواطف أكثر من 25 مليون كردي في كردستان تركيا بدعمه الحل الأمني العسكري لحل القضية الكردية من خلال الحرب التي يخوضها الجيش التركي في كردستان منذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً .
2- أظهر البيان ازدواجية المواقف للأعضاء الذين أصدروه , فهم في الوقت الذي ينتقدون الحل الأمني الذي تمارسه العصابة الحاكمة في سورية ضد الشعب السوري , يربتون في الوقت ذاته على كتف السيد (عبدالله غول) لتنفيذ انتقامه ضد ( حزب العمال الكردستاني ) .
3- إن إصدار البيان خلق إرباكاً داخل (المجلس الوطني السوري ) , وامتعاضاً من جانب الكتلة الكردية فيه , والتي تبرأت من البيان ومضمونه بالكامل , وهددت بإجراءات حازمة في حال تكرار الخطأ.
4- أدى هذا البيان إلى تصدع مصداقية ( المجلس الوطني السوري) في الشارع الكردي بشكل عام والشارع الكردي السوري بشكل خاص , فقد كان متسرعاً في رأي البعض ,واستفزازاً لمشاعر الكورد في رأي آخرين .
5- التسرع في إصدار البيان نتيجة جهل ( الذين أصدروه ) بتداعيات القضية الكردية في تركيا بشكل خاص , وفي الدول الأخرى التي تقتسم كردستان ومنها سوريا بشكل عام .
6- أظهر البيان سيطرة قادة الأخوان المسلمين على الأمانة العامة للمجلس , وذلك من خلال ما ظهر من مضمونه , وإصداره بهذه السرعة , في الوقت الذي لم يتحرك المجلس حتى الآن على المستوى الدولي والإقليمي لحشد الدعم ,ولمحاصرة النظام السوري سياسياً.
7- عكس إصدار البيان رؤية بعض الأعضاء في (المجلس الوطني السوري ) لحل القضية الكوردية في سوريا , مما يؤثر سلباً على زخم الثورة في المناطق الكوردية .
8- كما كشف البيان عدم التزام ( المجلس الوطني السوري ) بمهمته الأساسية , وهي حشد كل الجهود والطاقات الداخلية والإقليمية والدولية لإسقاط التظام الحاكم في دمشق , فليس المطلوب منه إصدار (بيان ) , والوقوف في وجه أصحاب قضية شائكة في المنطقة كالقضية الكوردية .
إنني أدعو الأخوة في (المجلس الوطني السوري ) إلى توخي الحذر, والحيطة وعدم الوقوع في الأخطاء , وتحمل المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم من قبل الشعب السوري البطل الثائر الذي يقدم الدماء, والقرابين على مذبح الحرية في كل يوم , وأدعوكم أيها الأخوة لتكونوا بحجم قامة الثورة السورية والثوار الذين رفعوا رايات الدعم والمساندة لكم في كل المدن , والميادين على الأرض السورية , فكونوا أهلاً للثقة والقيادة للثورة السائرة إلى النصر لامحالة .
دلشاد ديركي
25/10/2011