محمود خليل :
إن تعيين"وتسمين" عبد الباسط سيدا رئيسا للمجلس المذكور في هذه الظروف له مدلولاته السياسية المرحلية, ليس إلا.فهو باعتقادي رسالة إلى الشعب الكوردي من أطراف فاعلة ومستترة ونافذة بنفس الوقت ومعروفة في المجلس السوري ,وهي دعوة ورشوة للكورد, وابتزاز لمشاعرهم .
إن وجود شخصيات مُنتقاةٍ من الشعب الكوردي دون رأيه وإجماعه وجَعلهِ مادةً دعائية في المحافل الدولية أصبحت لعبة كلاسيكية قديمة ويتم كشفها بسهولة ويُسر بفضل الوعي الشعبوي لدى الشارع الكوردي وكذلك لدى الرأي العام ؟
أيها ألإخوة الاكارم يا شركائنا في والوطن والمصير لا تقفزوا على الوقائع وسنن الكون .
الشعب الكوردي والقضية الكوردية والمجتمع الكوردي في سوريا ليست "ضيعة ضايعة" كما تتصورون وتخططون وتبتزون ,الكورد لهم خصوصيتهم كشعب له مقومات ..لغة مشتركة..ارض مشتركة.. تاريخ مشترك..وشعور مشترك,يمتلك في هذه المرحلة الحد الأدنى من القوى السياسية المرحلية مثلكم تماما مرحليين" أي ترحلون فيما بعد إنشاء الله " تستطيعون أن تتفاوضوا معهم وتصلوا إلى مبادئ مشتركة. وإلا سيبقى مجلسكم كماهو ومجالسهم كما هي. اعترفوا بكامل الحقوق المشروعة للشعب الكوردي في سوريا بشكل واضح وصريح , اركنوا إلى الحق والعدل, وفق منطق الشرعة الدولية للشعوب الأصلية .وكما تطالبون ,الآن , العالم بإيجاد حل للمسألة السورية "وفق مبادئ حقوق الإنسان" وحماية السوريين المدنيين ليل نهار ,عندها سيكون هناك من يمثل الشعب الكوردي في مجلسكم والى جانبكم كأخوة وشركاء في الوطن الواحد.
الشعب الكوردي والشعب العربي بشكل خاص, وضعهما يشبه الماء والزيت في وعاء, لا يمتزجان مهما حاولت تحريكه, هذين الشعبين مجبران على التعايش سويا وسلميا "
ومن منا ينسى عندما انسحب زملاء سيدا "الكورد المُختارين" مرتين عبر مؤتمراتكم في استانبول, اسألوا أنفسكم عن السبب...؟
يقول المثل الشعبي "الطائر الذي يصبح خارج سربه يقع في شبكة الصياد بسهولة" ينطبق هذا المثل على السيد (سيدا) الذي أصبح نجماً لامعاً خلال يومين. لكن ماذا ورائ الأكمة؟
عندما تطلب من دجاجة أن تلد عجلا سيصاب الناس بالذهول وكذلك عندما تطرح عبد الباسط سيدا "الكوردي" رئيسا وواجهة كي توحي للأخر بأن المجلس الوطني السوري في أوج ديمقراطيته , وها هو" يدمقرط" مع الكورد , - الذين مورس بحقهم سياسة التعريب والامحاء طيلة عمر الجمهورية – ويقدمهم "الكورد" على رأس مجلسهم عبر شخص من بني جلدتهم. لهو شبيه بالمثل المذكور.
وأخيرا
إذا كانت دجاجتنا ستلد عجلا...!!! فأن المدن الكوردية ستخرج غدا عن بكرة أبيها فرحا وابتهالا.. بتعيين" كورديهم" رئيسا لمجلسهم.!!!
محمود خليل
تم النشر في 13,45 11|06|2012