مسامير ومزامير :
قل لي يا أيها الذي تدعي نفسك قيادياً وأحادياً, من خولك أن تكون ممثلاً عني, ألا تفكر مرةٍ واحدةٍ في سنة وتراجع وتعيد اعتباراً بشرياً لنفسك وتعيد الصيانة لعطلك الفني, بأي حجةٍ تعمل وتدور وتلف
يا أيها القيادي المقنع انظر إلى المرآة يوماً واكشف عن وجهك لنفسك, وادرس تضاريسه وأحاسيسه, ودَوِنهُ وراجعه بحسك, وتأكد منه فهل سترى الدم فيه, أم ستراه جمجمة فارغة من كل ما كان يحويه, فأي ضمير تحمله في صندوق هيكلك البشري, وتتعامل مع الآخرين بشكل ٍ حشري, رغم إنك تعرف أن أمثالك غير مرغوبين بهم, وبرغم انك تعرف أن الكل يعرفون بأنك تكذب وتلهيهم, مع ذلك تقبل على ذاتك ما أنت فيه و حسابك لا تساويه, ولذلك بقيت كفيروس ٍ تضر ولا تنفع, تستفيد ولا تفيد, تفسد محيطك وأنت متقصداً لتطول بعمر بقائك, وتتسلق على أكتاف أقرانك, لا يهمك من هاجر ومن فاجر, لا يهمك من سجن ولا من تجنن, هو كل ما يهمك أن تبقى قيادياً اسمياً سياديا ًحتى ولو كان شكلياً, المهم عندك هو أن يراك ناسك واهلك وزوجتك فيك بأنك رجل مهم, أما ما يقال عنك بعيداً عنهم هذا لا يعنيك ولا يهم .
أيها القيادي عد إلى التاريخ وأقرأ صفحاته بتمعنٍ, كم من أمثالك بصق عليهم في الشوارع, وكم واحد ٍ وضع له الموانع, وكم منهم بقوا معزولين عن الناس وعن ذاتهم بعد كفرهم بحق شعوبهم, وكم منهم انتحروا ليغفروا عن ذنوبهم ويغسلوا عيوبهم .
نعم أيها القيادي المريض المصاب بالدونية, اعرف جيداً لا يهمك التاريخ لأنه يحسسك كم أنت صغير وبلا ضمير, واعرف أيضاً بان البصق لا يعيب عند أمثالك, لأن كل السنين والإهانات والعذاب ينهار على شعبك من عدوك, والظلم والفقر و التهجير والتحقير بحقهم لم يؤثر قيد شعرةٍ في عدولك, واعرف أيضاً لا يهمك الموانع ولا العزل لأنك أصلاً مانع عن نفسك ما يجب أن تفعل, ومعزول عن الواجب مهما طلب منك أن تعمل .
أما الانتحار فهذا من المستحيلات أن تفكر فيه, لأنك تنحر شعبك بأفعالك ومواقفك, من اجل بقاء ذاتك وبقاء من يساندونك من أمثالك الذين لم يفكرون بالذنب يوماً, يلهثون ويركضون وراء المناصب والألقاب دوما ً..
فيا كراكوز زمانك, ألا تعدل قليلاً في مكانك, لتترك بصمةً باهتةً في إحدى زوايا حقائبك القيادية, التي هي أصلاً وجاهة اجتماعية. تذكر أيها القيادي بأن الجيل الجديد أحس بألمه, وبدأ يكتب بقلمه, ويضحي بروحه ودمه, لا يراجعك أحداً إلا إن كان من أمثالك ومن كان أنت صانعه, ولا يسمعك أحداً إلا من كان أنت من سدت أذنيه بأكاذيبك وملئت صدره بنياشينك.......
فيا مقنعنا كم من فرقٍ بينك وبين زورو المقنع الذي دافع عن الفقراء والمحرومين وواجه العسكر والظالمين, كان ليله نهاراً للعمل, ونهاره ليلاً للتخطيط والفعل والجمل, قل لي بربك أين أنت منه, وأنا عنك سأرحل وسأقول لك ولا الضالين آمين.
تم النشر في 17,59 12|06|2012