مسامير ومزامير :
الإكسسوار السياسي في الحديث قد تغطي على بعض من النواقص أو تغش القليلين أثناء الحوار والنقاش في موضوعٍ ما للبحث, أما أن تمرق بسهولة على الكل فهذا صعب, لأن الحقيقة بالنهاية
الإكسسوار السياسي في الحديث قد تغطي على بعض من النواقص أو تغش القليلين أثناء الحوار والنقاش في موضوعٍ ما للبحث, أما أن تمرق بسهولة على الكل فهذا صعب, لأن الحقيقة بالنهاية
فلإكسسوار في الحديث السياسي تختلف عن الإكسسوار الظاهري والمطلي بها شخصية الفرد أو القيادي عند ممارسة أي فعلٍ سياسيٍ أو اجتماعيٍ أو فكريٍ, سرعان ما تكشف عن صاحبها وتتساقط عنه ويزال اللون التجميلي ليظهر لونه الحقيقي وتنكشف قدراته عند تعاطيه مع الآخرين في الحديث .
نرى هذا بوضوحٍ عند قيادات أحزابنا الكردية المنسوخة عن مضطهدها, كيف تسلك وتتعامل وتتصرف مع محيطها وجماهيرها, وكيف تفكر وتنظر إلى مؤيديها وأعضاءها بعين التهميش والاستعلاء والتقزم, وتتهرب من جميع الحلول التي تأخذها إلى الوحدة والوفاق, لأن بعضها تعتبر الحلول نفسها هي المصيبة الكبرى لديها, لأن الوحدة وقوامها الفعلي والسياسي والتنظيمي تفرض شروطاً لا يملكها الكثيرين منها, كونها جاءت وملئت فراغاً حزبياً أثناء الانشقاق أو تجمعت على شكلٍ تكتلي دون أخذ المستوى الفكري والمكانة الاجتماعية بعين الاعتبار, أو جاءت كالعادة بالمحسوبية الأهلية أو النفعية, لذا نرى الصعوبات والعوائق التي تمنع فكرة الوحدة بينها, وبهذا المفهوم تنساق القيادة إلى التأقلم مع روح الوجاهة أكثر مما تنساق إلى روح قيادة سياسية فعلية التي تتطلب منها مهمات وواجبات كبيرة وكثيرة لتعمل بين جماهيرها وتواجه معارضها والمعارضة للسلطة والسلطة, لأنها تفتقر لإمكانياتٍ سياسية جدية وروح الدبلوماسية في التعامل مع الطرف الآخر, وعدم ثقتها بنفسها لأنها تعرف كيف جاءت وكيف انتخبت وما هي إمكانياتها التنظيمية والفكرية الحقيقية, نتيجة قدراتها والإهمال والاتكال على الغير, وعدم المبالاة للبنية الفكرية والتنظيمية, وعدم تقوية الروابط بين الناشطين الحزبيين وتشجيعهم ليكون حماة الغد والمستقبل, فبدلاً من أن تناقش هذه القيادات أوضاعها التنظيمية والسياسية والاجتماعية الداخلية, وتوحد قواها وحل خلافاتها مع بعضها البعض, وتوحد خطابها السياسي في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها سورية نحو تغيراتٍ مؤكدةٍ, نرى بأنها تتهرب نحوى الخارج وتلفت النظر إلى نشاطاتها ولقاءاتها التي هي أصلاً تحصل بفضل الآخرين وليست بفضلها ونشاطها, فلولا الدعم المادي والمعنوي والإعلامي من بعض الأخوة الغيورين على مصلحة شعبنا لما كانت هذه القيادات تستطيع قيام بذلك, فتنفش الريش ونفخ الصدر وتجميع الصور في الألبومات الذكرى ما هي إلا الدونية والضعف في الشخصية التي هي سبب في كل العوائق منذ السنوات طويلة.
إذاً عليها أن ندرك جيداً بأن التاريخ سيحاسب الكل, وعهد الإكسسوارات قد انتهت, والوضع لم يعد يساعد الانتظار, والوعي السياسي والاجتماعي لدى المجتمع قد تغير, وذهنية الفرد لم تعد تلك الذهنية القديمة العاطفية التي كانت تشعل فيها عواطف ومشاعر الجماهير, فالجمهور يعي ما هو المطلوب, وبدأ يسبقهم في النضال والفكر والتكاتف, فعليها أن تعيد النظر في حساباتها القومية والوطنية قبل فوات الأوان ...لأن صفحات التاريخ ميزان للمحاسبة .
تم النشر في 01,33 18|06|2012