الرسام العالمي علي فرزات للرأي العربي: من يكون حزب الله؟!… هناك معارضون مخترقون.



kl:14,00 23|05|2012 Sawtalkurd

من يكون حزب الله؟!… هذا الرجل (حسن نصر الله) هو عبارة عن شاشة يظهر عليها ما يكبس على الريموت كنترول في طهران.
هناك معارضون مخترقون.
لم ولن نرى أو نسمع عن نظام له ممارسات قذرة كهذا النظام.
إذا استطاع النظام الكشف عن القاعدة بهذه السرعة فهذا يعني أن هناك اتفاق سابق بينهما.
قطيعية مؤيدي النظام موجودة فقط عند أصحاب الأذناب وأنا ليس لي ذنب.
الثورة انتصرت عندما كسرت حاجز الخوف.
وأنا اعتبر الشهيد وأم الشهيد إكليل غار أضعه على جبيني وأفتخر وأمشي باعتزاز.
رسام الكاريكتير العالمي علي فرزات تميز بموقفه المناصر لشعبه في ثورته ضد النظام السوري فدفع لقاء ذلك ثمنا باهضا حيث تعرض للاعتداء من قبل عناصر تابعة للنظام. تفضل مشكورا بإجراء هذا الحوار مع موقع الرأي العربي في باريس.


ـ جرت عدة تفجيرات في سوريا وبعد فترة وجيزة من كل تفجير كان النظام السوري يحدد الجهة المنفذة والطريقة والهدف. ولكن النظام بعد شهور طويلة من الاعتداء عليكم شخصيا ووعده بأنه سوف يجري تحقيق لم تظهر أي نتيجة لهذا التحقيق…. ما تعليقكم؟
ـ هذه المسألة ليست جديدة على النظام، هذا الأسلوب يستخدمه النظام منذ أن اغتصب السلطة في العام 1963. في هذا النظام مثلا ينجح المرشحون ثم بعد ذلك يخوضوا الانتخابات، فالقاعدة عند هذا النظام مقلوبة دائما. بالنسبة للاعتداء علي فهو جزء من هذه الممارسات، قناة الدنيا قبل أن يعرف أحد بالاعتداء علي، أذاعت خبرا عاجلا بمقتل الفنان علي فرزات، يبدو أن الشبيحة قد اتصلوا بهم وأخبروهم بأنهم تخلصوا مني، عندما ظهرت على الشاشة أوقفوا الخبر. فهذه الممارسات أصبحت معروفة من قبل النظام ولا ضرورة للاستغراب، فالنظام دائما يتميز بسوء التقدير. بالمناسبة، في التاريخ كله، قديما وحديثا ومستقبلا، لم ولن نسمع أو نرى نظام له ممارسات قذرة كهذا النظام.

ـ  القاعدة موجودة في سوريا ـ من يجابه النظام جماعات سلفية تكفيرية ـ هناك عملاء للغرب يريدون أن يقضوا على تيار الممانعة والمقاومة …. هذه هي الصورة التي يحاول النظام أن يرسمها عن الثورة السورية. والسؤال: هل نجح النظام في تشويه الثورة؟ وهل هذه الادعاءات لها نصيب على أرض الواقع خصوصا وجود تنظيم القاعدة. وهل الثورة أصبحت طائفية؟
ـ من يتابع إعلام النظام منذ بدأت الثورة إلى الآن، لا يستغرب إلصاق الاتهامات بفلان وعلان أو بهذه الجهة أو تلك. إلى الآن أنا سمعت أكثر من خمسة وعشرين مصطلحا من المتهمين: بندري، حريري، مسلحين، أتباع حمد، عصابات قطرية، مندسين وعرعوريين…… فليقولوا لنا أي واحد من هذه المصطلحات. إلى الآن لم أعرف ما هو الهدف من وراء هذا التضليل. إذا كانت القضية قاعدة واكتشفوها بهذه السرعة مع ان الولايات المتحدة أستغرقت وقت أطول بعد هجمات سبتمبر مع امتلاكهم لأجهزة كالسي أي إي والإف بي أي! فإذا استطاع النظام الكشف عن القاعدة بهذه السرعة فهذا يعني أن هناك اتفاق سابق وفقط أعلنوا الإسم لأن الأوراق جاهزة لديهم. الجهات الإسلامية المتشددة أو القاعدة التي يدعي النظام أنها وراء هذه التفجيرات، هذه الجهات كان النظام نفسه بعد احتلال العراق يرسلهم عن طريق البوكمال. أنا أعرف أحد هؤلاء الإسلاميين المتشددين كان يعمل في بقالية في حارتنا ذهب هو أخيه، رجع هو هربان وفقد أخيه هناك. وقال بأنه تم الضحك عليهم وكانوا يقنعونهم بالجنة والحواري. إذا القاعدة مسبقة الصنع من قبل النظام. إذا كان هناك سلفيين فالنظام هو الذي اخترعهم عندما كان يرسلهم إلى العراق. وهناك مثل يقول (من يطبخ السم يذوقه). أنا أشك ان هناك جهات مجهولة، أعتقد أن هذه الجهات متفقة مع النظام. لكي يقولوا للخارج أن من حقنا ان نقتل الشعب لمحاربة الإرهاب. الجهات الخارجية ليست غبية وتعرف هذه القضية ولكنها تسكت بسبب مصالح مافيوية.

ـ هل الثورة أصبحت طائفية؟ لأن النظام يحذر دائما من الفتنة.
ـ (يكاد المريب أن يقول خذوني) من يذكر الطائفية سوى النظام؟! في بداية الثورة ظهرت بثينة شعبان وتحدثت عن الطائفية، ثم بخطاب الأسد في البرلمان، ثم وليد المعلم.

ـ ولكن هناك بعض المعارضين يقولون أن هناك صراع طائفي.
ـ يا أخي هناك معارضين مخترقين، هناك الكثير منهم واكتشفناهم أخير في قضية الحوار السياسي. بعد سنة وعدة أشهر والنظام يحاور بالدبابات والمدافع وهؤلاء يريدون أن يحاوروه بالبيانات والخطابات، يعني عملية إطالة وقت وقتل. هناك الكثير من الأشخاص الذين دخلوا في عباءة المعارضة ويريدون ان يجعلوا منها حصان طروادة. هذا النظام لديه الكثير من المسميات والهيئات والمعارضين والمثقفين والفنانين و… إلخ وهم مخترقين. بالمناسبة نوري المالكي المعروف لدى الجميع بأنه الطائفي الأول في المنطقة الذي زرعته أمريكا بعد احتلالها العراق ومعروف كيف إيران وأمريكا نصباه بعد الاتفاق بينهما. بالتالي الطائفية الموجودة في المنطقة تسببت بها إيران والتي نراها اليوم ممارسة على الأرض. أمريكا وإيران أرادا اشعال المنطقة طائفيا، ولكن الثورة السورية عندما جاءت قلبت الطاولة على المخطط الأمريكي الإيراني، والدليل على ذلك فشل الفتنة الطائفية التي يراد جرها إلى لبنان. الشعب واعي، الثورة السورية ثورة حضارية بامتياز. يعني بعد الثورة السورية الأولى، ثورة الأبجدية قبل عشرة آلاف سنة، لا توجد ثورة مثيلة إلا هذه الثورة الثانية في سوريا، التي تصحح كل المسارات وتلغي كل الصراعات والطائفية والمذهبية.

ـ  في أعمالك الفنية ورسوماتك الكاريكاتيرية طالما وقفت إلى جانب القضايا العربية وإلى جانب المقاومة اللبنانية ….. ما هو شعوركم وحزب الله يقف إلى جانب النظام السوري بلا حدود؟
ـ من يكون حزب الله؟ أنا أعرف إيران ولا أعرف حزب الله. حزب الله أداة تنفيذية. يجب أن لا نمسك المسائل من طرفها بل نمسكها من أساسها. حزب الله يعمل بالريموت كنترول. كيف يمكن أن تناقش روبوت، يجب أن ترى الصانع، وهم في حالة حزب الله الصفويين في إيران. هذا الرجل (حسن نصر الله) هو عبارة عن شاشة يظهر عليها ما يكبس على الريموت كنترول في طهران.

ـ يتحدث الكثير من مؤيدي النظام السوري وآخرها كان في برنامج الاتجاه المعاكس الذي يقدمه الدكتور فيصل القاسم بأنك ناكر للجميل لأن الرئيس الأسد كان له علاقة شخصية معك وأنه زارك في بيتك …. ما ردكم؟
ـ كيف أكون ناكر للجميل! هل كان علي أن اتعرض لاعتداءين بدل اعتداء واحد. هل هذا هو نكران الجميل؟! هل أنا من قمت بالاعتداء. من قام بفعل الضرب في ساحة الأمويين، في أكثر ساحة أمنا في سوريا، كان فيها عشرين دورية أمن لم يقترب أحد. هل نكران الجميل انني لم أمت؟! ما هذه القضية الكبيرة لكي يعتبروا أن أحدهم إذا سلم عليك سواء كان رئيس أو غيره فهذه مكرمة!! ويجب أن تكون ممسحة ويجب أن تسجد له. هذه القطيعية ليست موجودة عند الفنانين أو المواطنين الشرفاء او الناس الذين يعتبرون الوطن أكبر من الجميع. صداقة شخص لا تعني الانبطاح. الصداقة انبنت في البداية على أساس فني فكري وطني إصلاحي ولم تنبني لكي يحدث بيننا شوربة ومناسف. عندما رأينا أن المشروع الإصلاحي غير حقيقي وكلها شعارات للتصدير كان من واجبنا الوطني والأخلاقي أن نقول لا. هم يعتبرونه ربا فإذا رأيته عليك أن تكون خاضع وخنوع، وبتبوس محل ما بيدوس. هذه القطيعية موجودة فقط عند أصحاب الأذناب وأنا ليس لي ذنب.

ـ في محافظة همشت إعلاميا واقتصاديا على مدى عقود كمحافظة دير الزور، عندما يخرج فنان بقامة علي فرزات ليتحدث عنها بحميمية كالتي كتبتها على صفحتك على الفيس بوك، وأنت تمثل الضمير السوري، يشعر أبناؤها بالفخر. ماذا يمكن أن توجه لأبناء هذه المحافظة وهم يتعرضون لهجمة شرسة من قبل قوات النظام؟
 ـ هذه المدينة تحمل ملامح حضارة سوريا بالكامل وجسدت بأفضل صورة المقولة التي رفعها الشعب السوري منذ البداية (الشعب السوري ما بينذل) انظر ما اجمل هذه العبارة وكم هي غنية بالمضمون. ودير الزور تعتبر بسلوك أبنائها وكلامهم الصراحة المتناهية التي تصل إلى حد الجرح ولكنه الجرح الذي يداوي كمثال الكي في الطب. هذه المدينة التي تتميز بهذه الصراحة المطلقة وعدم التنازل لأحد. أنا عشت في هذه المدينة وعشت هذه الثقافة وأحببتها، وأنا شعرت ان هذه الثقافة تريحك. لذلك كان لابد من دفع ثمن هذه الصراحة على مستوى الضمير الشعبي العام. أنا أعتقد أن الحميمية التي عشتها في دير الزور لم تكن حميمية من شخص إلى شخص ولكن تحولت إلى ضمير وإلى وجدان، وإلى تعاطف الشعب مع بعضه ومع بقية الجماهير على مستوى سوريا. وتحولت الحميمية حتى أصبحت سوريا أسرة واحدة. الشعور الذي رأيته عند الناس سواء في دير الزور أو حلب أو حماة أو غيرها، والله شعرت بأنهم يعرفون بعضهم ويعيشون في أسرة واحدة. هذه الثورة وحدت الشعب السوري إلى درجة العشق اللا متناهي فقد ألغت المجاملات وذوبت الفروق وألغت كل المسافات. اليوم بالرغم من قطع الكهرباء والنت والفيس بوك والهواتف النقالة تجد الشعب السوري متفق على ساعة وتوقيت معين يخرجون فيه ويتقاسمون السلوك فيما بينهم… رهيب، والله في بعض الأحيان أنا أشعر بالرهبة من هذا الوجدان المتوحد. صار هناك رسائل بين الناس بدون رسائل، صار في تخاطر…. صار في مشاعر. أنا قلت أن في الكون هناك قاعدتين لا أحد يستطيع تجاوزهما، قانون الطبيعة حيث تنتقم لنفسها عندما يتم الاعتداء عليها بتلويث البحار والجو فهذه الطبيعة تتحول إلى كوارث وتسونامي وعواصف وقانون البشر عندما يتم الإعتداء على حرية وكرامة البشر تتحول الشعوب إلى تسونامي ليس له مرد على الإطلاق، إلا بالرجوع إلى الحقيقة وستشرق الشمس من جديد.

ـ تم التجديد للدكتور برهان غليون كرئيس للمجلس الوطني مرة أخرى وشهد ذلك جدلا ومعارضة من قبل أطراف كثيرة … ما رأيك بهذا التجديد؟
ـ ما أعرفه أن برهان ليس بيده أن يفرض هذا الشيء. أعتقد أنه لا يجب تقزيم المسألة إلى حد التشخيص. في المجلس الوطني وفي غيره، سواء جاء برهان أم لم يأت، الثورة لا تنظر إلى المعارضة ولا إلى العالم. العالم كله والمعارضة والأمم المتحدة والمراقبين وحتى المنظرين، كل هؤلاء يسيرون خلف الثورة بأشواط بعيدة. لذلك الثورة لا ترتبط ولا ترتهن بهذه المسائل. بالنسبة للمعارضة يعطيهم العافية، شو ما طلع منن إذا كانت تصب في صالح الثورة أما إذا لم تكن تصب فلن تقدم أو تؤخر ولن توقف هذه المسيرة العظيمة.

ـ هل ستنتصر الثورة السورية مع كل هذا العنف الذي تواجه به؟ وأخيرا ماذا يمكن أن تقول لأم الشهيد التي تعاني ما تعاني؟
ـ هل يمكن السؤال هل ستنتصر الثورة؟ الثورة انتصرت عندما كسرت حاجز الخوف. هذا هو المقياس الحقيقي. اليوم لن يعود أحد إلى الخلف ليقول لك (إلى الأبد) أو (وحدة حرية اشتراكية) لن نعود إلى هذا (العلاك). ما نراه اليوم على الأرض فهو مجرد ترتيبات عادية للمستقبل. اليوم كأنك تدخل على بيت مهجور لمدة خمسين سنة منذ أن أتت الكارثة (حزب البعث) في العام 1963، من الطبيعي أن تجد غبار وزجاج مكسور ووسخ، يوجد حنفية ماء عندما تفتحها هل سيخرج ماء صاف، سوف يخرج بقايا وأشياء ومخلفات ولكن إذا تركتها فترة سوف تخرج المياه الصافية، وهذه هي قوانين الثورات. لذلك هذا المخاض الذي نراه ليس هو من يحدد إذا انتصرت الثورة أو لا. الثورة انتصرت قبل ذلك عندما انكسر حاجز الخوف وبس. ما أقوله لأم الشهيد، لا شك بأن العين تدمع ولكن من داخلها تفتخر وتعتز وأنا أفتخر وأعتز بها وبما انجبته من زهرة سوف تنبت في هذا الربيع القادم، لقد كان الشهيد عبارة عن بذرة خصبة وجدت في أرض صالحة مهجورة من 50 سنة. اليوم تنبت شقائق النعمان لتشكل ربيعا مع الأزهار الأخرى، لأنها ليست وحيدة فهناك شهداء آخرين. كلهم سيشكلون بستان من الأزهار وسيكون هناك شمس جديدة، وأدعو الله أن يكرمها بالمراتب الاولى في السماء. الشهادة اليوم في سوريا أصبحت مطلبا يتمناه الناس جميعا. أنا رأيت مشاهد، والله العظيم لم أعرف هل أبكي أم هل أفرح، مثلا عندما ترى الناس تلبس الكفن وتخرج، كله في سبيل هذا الوطن، في سبيل هذه المشاعر العظيمة التي هي من تبني التاريخ. من خلال هؤلاء الشهداء استمرت سوريا عشرة آلاف سنة. فالفخر والعزة والكرامة لأم الشهيد وأنا اعتبر الشهيد وأم الشهيد إكليل غار أضعه على جبيني وأفتخر وأمشي باعتزاز.




المصدر الرأي العربي 







أخبـــــــار الوطـــــن

بيـــانــــات و تــقــــاريـــــر