د.م.درويش :
عندما عاد الخميني من مهجره في فرنسا وبدأ بالتأسيس لدكتاتورية جديدة وبمرجعية دينية مُفلسفة، طفت نفحات هذه الدكتاتورية على الشارع الإيراني مباشرة، وعندها علمت فرنسا أيّ دكتاتور صنعت وبطريقة ديمقراطية وبكل حرية.
إذا كانت فرنسا قد صنعت دكتاتوراً بطريقة ديمقراطية’ فإنّها علّمت غليون دروساً في الديمقراطية ليمارسها في المجلس الوطني السوري كي يصبح دكتاتوراً للمعارضة وبإمتياز، فالرئاسة في المجلس دورية إلاّ أنها قابلة للتجديد، وهنا تكمن ممارسة غليون للديمقراطية فيبدي رغبته في متابعة عمله بشرط أن يُجدّد له مرّة أخرى لرئاسة المجلس، ولقد تكرّر الأمر وهاهي جوقة المجلس تتحضر للتجديد له مرّة أخرى؟ وكأنّما لم يبق أحد في المعارضة أو في المجلس يستطيع أن يرأس المجلس الوطني . وهكذا يساهم المجلس ولاسيما مكتبه التنفيذي وأمانته العامة بالتمهيد لنمو دكتاتورية جديدة بدءاً من معارضة الخارج المتمثلة عشوائياً بالمجلس الوطني السوري.
المجلس الوطني السوري مرؤوساً بالسيد غليون قد عمل ونشط وسعى لدعم الثورة السورية بشكل أو بآخر إلاً أن أخطائهم كانت كثيرة وأقبحها تلك التي إرتكبها غليون بحق المكّون الكوردي في سوريا وهو ثاني أكبر قومية في سوريا، حيث تمادى غليون مُستخدماً ماتعلّمه في فرنسا من ديمقراطية، عندما نفى الوجود الجغرافي والتاريخي لكوردستان سوريا، كما جاء في آخر تفتّقاته الذهنية بمعرض الحديث عن حقوق الكورد في سوريا وعن حقهم في تقرير مصيرهم.
والسؤال اليوم هل ستقوم جوقة المجلس الوطني في روما (مكتباً وأمانة)، بمنح غليون تجديداً آخر؟ ...أتمنى أن يكون الجواب لا؟ لا وبحزم كما يجب أن يُطلب منه الإعتذار للكورد في سوريا لما إرتكبه من حماقات ونقض للوعد والعهد والتهجّم على الكورد من خلال اللعب أو التفلسف في حقوقهم القومية، كما أتمنى من المجلس الوطني السوري أن يقوم بطرد غليون إذا بدأ بالمساومات أوبالتحدّث عن شروط أخرى قديمة أو جديدة، فيجب أن لاتُعطى الفرصة للسيد غليون بأن يُعلن إنسحابه وإنّما يجب أن تُبادروا أوّلاً بأن تُصمتوه وتطردوه، ولاأسف على ذلك أبداً ولاأسف عليه أو على غيره إذا كانوا من نفس الطّينة، فالمعارضة السورية الفعلية أي من هم في الشارع السوري، هي من أتت بالمجلس أوغيره كي يدعم ويتبنى مطالبهم، لذا يجب أن يكون المجلس نظيفاً من الشوفينيين والقومجيين والمتطرفين بكل أنواعهم كما يجب أن يكون نظيفاً ممّن يتجهّزون للقيام بممارسات دكتاتورية ويتستّرون خلف طرقهم الديمقراطية السلبية والغير مقبولة والتي تُمهّد لظهور الخلافات بين المكونات السورية، كما تُأسس لنوى دكتاتورية جديدة. كما أود أن أقول للمجلس السوري بأنّه إذا تم التجديد لغليون هذه المرة أيضاً، فأقول لكم بأن مجلسكم كان يعنيني بشيء ما، أمّا اليوم فلايعنيني بشيء.
أخيرأ بقي أن أدعو كل المعارضة السورية للتفاهم وتوحيد الرؤية السياسية فالأيام القادمة ستكون أصعب من سابقاتها على مستوى الداخل ميدانياً وعلى مستوى الخارج دبلوماسياً، تحيا سوريا إتحادية حرة ولكل السوريين وتحيا كوردستان سوريا.
معارض كوردي مستقل، 13/05/2012
تم النشر في 12,16 13|05|2012





