القامشلي بيان تأسيسي لحركة الدعوة و البناء

kl:18,14 28|04|2012 Sawtalkurd

بسم الله الرحمن الرحيم
البيان التأسيسي لحركة الدعوة و البناء
  
الحمد لله ، و الصلاة و السلام على رسول الله ، و على آله و صحبه و من والاه ، أما بعد : يعيش العالم الاسلامي أوضاعا صعبة بسبب بُعد الناس عن منهج الله ، و ظلم الفئات الحاكمة المتتابعة على الشعوب المسلمة المقهورة ، و تمر سورية بشكل أخص بظروف عصيبة منذ انطلاق الثورة السورية قبل أكثر من عام ضد هذا النظام الإجرامي الحاكم الذي جثم على صدر الشعب السوري نصف قرن من الزمن و الذي نشر أجواء القمع و الإرهاب و كتم الأنفاس ضد كل فئات المجتمع بما فيهم الكرد الذين نالهم من الظلم الشيء الكثير.
   و لقد خلقت ممارسات هذا النظام ، و سياسات الأحزاب السياسية الكردية سوء فهم و تفاهم و حساسيات و فتن بين الشعبين الكردي و العربي . إلا أن شعبنا الكردي واكب الثورة السورية منذ البداية و لم ينأى بنفسه عن المشاركة مع إخوانه فيها ، و شارك شبابنا المسلم الملتزم – دون الإعلان عن نفسه في إطار معين – في الثورة ضد هذا النظام المجرم الذي جعل العمل في أي وجه من أوجه النشاط العام و خاصة الإسلامي منها ممنوعاً بل و محارَباً .
 و من الحقائق الغائبة عن أذهان الكثيرين أن الكرد بالإضافة إلى كونهم ضحية هذا النظام و أمثاله كانوا قبل ذلك ضحية لأعدائهم من الدول الاستعمارية الغربية التي مزقتهم إلى خمسة أقسام في اتفاقية ( سايكس – بيكو ) و صاروا بعد ذلك ضحية لأفكار و تيارات علمانية غريبة عن هذا الشعب المسلم مما جعل معظم الكرد يكرهون الإسلام و يخوّفون أبناءهم من التجمعات الإسلامية سواء منها الكردية أو العربية .
 و لأن الاسلام كان على الدوام ضمير الأمة المتيقظ و قلبها النابض و روحها الأبية على الظلم و الاستبداد و قوتها المحركة الدافعة لإحداث التغيير في المجتمعات ، و نظرا للظروف العصيبة التي يمر بها الشعب السوري الذي يتعرض لعمليات الإبادة و التشريد تمهيدا لقيام المنجل الشيعي في المنطقة ، و انطلاقا من الشعور بالمسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقنا أمام الله ( عزّ و جل ) ثم تجاه شعبنا و التاريخ ، و استجابة لاستحقاقات المرحلة الحالية و القادمة و التي تلقي علينا تبعات و واجبات كثيرة تجاه أنفسنا و شعبنا . فقد قرر مجلس الشورى في حركتنا الإسلامية –التي شاركت في الثورة منذ البداية بل و عملت للإسلام قبل الثورة بعدّة سنوات – أن يزفّ بشرى الإعلان عن تأسسيس ( حركة الدعوة و البناء ) إلى أبناء شعبنا و خاصة الشباب المسلم الملتزم .
إن ( حركة الدعوة و البناء ) و كما يدل اسمها هي دعوة إلى منهج الله ( عزّ و جل ) ثم بناء الفرد و المجتمع وفق هذا المنهج في كل نواحي الحياة . هي دعوة إلى الفكر الإسلامي الصحيح ، و نشر الثقافة الإسلامية و بناء الشخصية الإسلامية و الارتقاء بها إيمانيا و أخلاقيا و فكريا و علميا و جسديا، و بناء مجتمع مؤمن بالله تعالى و القيم الإسلامية، و هي دعوة إلى الشباب المسلم إلى العمل الإسلامي و إلى الانضمام إليها.
و يأتي الإعلان عن هذه الحركة لإزالة ما خلّفته الأحزاب و الحركات السياسية العلمانية و القومية خلال عقود من الزمن من مفاهيم و أفكار مغلوطة عن الإسلام و فكره و قيَمه و مبادئه .
كما تُعلن الحركة التزامها العمل على ضمان حقوق كافة مكونات المجتمع السوري ضمن إطار الشريعة الإسلامية ، آملين أن نكون عوناً على إسقاط نظام العصابات المجرم بكل أركانه ، و حربا عليه و على كل من أعانه ، و ردءاً لنصرة قضية الإسلام و أهله إن شاء الله .
و ستتبع هذا البيان بيانات لاحقة بإذن الله .و الله وليّ التوفيق .
                                                                                    القامشلي
الجمعة  6 / جمادى الثاني / 1433
 الموافق لـــ 27 / نيسان / 2012








أخبـــــــار الوطـــــن

بيـــانــــات و تــقــــاريـــــر