محمود خليل :
دعنا نتكلم بهدوء ونسلط بعض الأضواء على واقع المعارضة السورية"العربية" المؤطرة .
كلنا يعلم إن المعارضة السورية بشقيها المجلس السوري وهيئة التنسيق "الداخل والخارج" تشكلتا بعد
الحراك الداخلي بعدة أشهر بعد أن بلغ السيف الزبى كما يقال ,مما يعني بأنهما لم يكن لهما أي رؤية سياسية واضحة لهذا الحراك وقد تشكلتا على عجل دون مقدمات وجاءت بدعوة من بعض الشخصيات السورية "بعضهم في وقت من الأوقات معارضة والبعض الآخر غير موسومة بهذه الصفة".وبعد عدة زيارات "عمرة جماعية "إلى استانبول"عاصمة الخلافة العثمانية"
وبمجرد تشكل نواة لها – تلقفتها الدول الإقليمية كمن يبحث عن ضالته, لقد كانت صنارة الصياد التركي سباقة للفوز بهم, لقربها من الحوض السوري المغري والمخيف"فوبيا الكورد" أولا واشتياق البعض الإخوان "العرب" للخازوق التركي ثانيا ثم تلتها قطر والسعودية "فوبيا زحف إيران الشيعي" وهما دولتان ابعد من أن تكونا ناشرة للديمقراطية و ناصرة لحقوق الإنسان, وتركيا الاردوغانية - التي لا يعلم خبثها السياسي ألا الله ومن ثم الكورد-.
بناء على هذه المعطيات,لا نتوقع من هكذا معارضة – رؤية موضوعية تعبر عن ما يحصل في سوريا وهم ابعد "اليوم" عن كونهم قادة وساسة المرحلة,أنهم صغار وأقزام أمام الدماء التي تسيل في سوريا كل يوم لازالوا حواراتهم "بيزنطية" كما حصل في مؤتمر المعارضة في القاهرة اليوم في جدلية – الكورد شعب أم قومية – إن المعارضة السورية المؤطرة "المجلس السوري دخلت في أخطاء جسام منذ بداياتها ,ولأنها ليست وليدة الحراك الداخلي وإنما هي ولادة خارجية, فأسدلت الستار عن إطارها وأعلنت نفسها بأنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري وبدأت توزع - صكوك الغفران – تلك كانت بداية فوحان الرائحة النتنة منها , وثاني هذه الأخطاء حاولت دائما إقصاء المكونات والكتل الكوردية عن مجالسها- ليس قصورا وجهلا بالواقع والحالة الكوردية في سوريا فقط وإنما هي أرضاء للسياسة التركية, وإلا ما هو السبب وراء امتعاض وانسحاب الساسة الكورد للمرة الرابعة من مؤتمرات المعارضة "العربية" السورية, إلا يحق لنا وضع أربع إشارات استفهام أمام هذا السؤال.
والخطأ الآخر الأساسي والذي كان لابد أن تدخل فيه هذه المعارضة "الخارجية" هو تمرير سياسات السعودية والقطرية والتركية وبمباركة أمريكية معا ذلك بإطفاء الطابع الديني على الحراك السوري الداخلي كي تحذو خطى حكومة العدالة والتنمية في تركيا وقد نجح بذلك.
لقد أساءت المعارضة الخارجية إلى الداخل السوري أكثر مما أفادها.
الشعب الكوردي يعيش على أرضه التاريخية ولم ينزل من احد الكواكب كي يصبح دخيلا على احد, فإنكاره هوكمن يحجب الشمس بالغربال ,ان المدخل الى شرق اوسط مستقرلا يمكن ان يتجاوزالمسألة الكوردية .
محمود خليل
تم النشر في 23,07 08|07|2012