بختيار كوباني : عقدة القادة


بختيار كوباني : 

أحيانا كثيرة أشفق على ثورتنا البريئة التي هي بمثابة طفلة تم اغتصابها عنوة يحضر إلى مخيلتي هذا المثال دائما لأنني أرى تشبيهاً فيها لحالة ثورة الكرامة في بلدي .

هناك من يحاول امتطاء مكتسبات هذه التضحيات الجسيمة التي قدمها ويقدمها شعبنا العظيم في سوريا ، وما يخيفني أنهم يفلحون في بعض الأوان رغم معرفتي بالحالة المؤقتة ريثما تكشف عوراتهم كما كشفهم مؤتمر القاهرة الأخير المصادف 2 ـ3 /تموز2012 .
المتاجرون بالثورة ونزاهتها يتصارعون ويلهثون، ناسين مؤخراتهم المكشوفة على أرصفة الذاكرة لدى الثوار بمختلف انتماءاتهم .
يراودني الاشمئزاز والقرف حين أواجه وجوه مكفهرة ذي لحى مزورة ويتحدثون باسم أبطالنا ويفرضون وصايتهم عنوة  علينا ويسبق كل جملة حسراتٍ كاذبة ودموع التماسيح تسبقهم وهم مختبئون خلف لحاهم وعباءة الاسلام .
كم يتيمة هذه الثورة ؟ وأبناء العاهرة يتسابقون عليها مسعورون بقهقهاتهم وكأنها وليمة قبلية لـ(حاتم) كأنهم  ورثة تفتقد الوريث الصالح ، الوطنية ,الوحدة ,التمثيل ,الثورة ,الشرعية ,الحقيقة , الزيف, مصطلحاتٌ تشعرني بالقرف, وأقنعة يجمّلون بها تجارتهم الخبيثة ، فهذا راعٍ لم يرعى الأغنام فقط ,بل يرعى هيمنة المجرمين على سوريتي ويتسلح لقمعي قبل أن يجتاز حدود الوطن كما أجتاز تاريخه المبين ويتربع على عرش ثورتي شيخاً لعشائرها والأخر أيضا شيخٌ ولكنه للحقوقيين ,وليست القبيلة التي كلفته لعقد مؤتمرٍ فاشل سمي بالإنقاذ (لإنقاذ النظام ومجرميه ) .
والحصة الأكبر والأعظم في المؤامرة عفواً المؤتمر كان لسكرتاريا الأحزاب الكردية استنجدت بالانترنيت والصفحات الوكالات من بياناتهم التخوينية لنا حين نمثل صدىً لثوارنا وهم يمرحون ويسرحون ، وعندما حان الأوان ( دق الكوز بالجرة )وأخيراً تكحلت أعيننا بطلتهم البهية ذي طقوم الرسمية الفاخرة والكرافتات البالية ، كم هو مهين منظرهم عبر شاشات الفضائيات ينقلون صراخهم وعويلهم وكأنهم فلاحي مزارع الجزيرة أو رعاة الغنم يقاتلون على مساحات يرعون فيها .
أليس الأجدى بهم أن يكونوا على قدر من المسؤولية الملقاة على عاتقهم وأن يرتقوا إلى حجم التضحيات المبذولة من قبل شعبنا وتليق بالقضية الكردية والثورة السورية ..؟



بختيار كوباني
تم النشر في 04,08 13|07|2012




أخبـــــــار الوطـــــن

بيـــانــــات و تــقــــاريـــــر