أحمــــــد قاســــــــم : الأسد لن يرحل


 أحمــــــد قاســــــم :
 
 الأسد لن يرحل، هكذا قال لافروف وزير خارجية روسيا في لقائه مع وفد المنبرالديقراطي السوري بقيادة ميشيل كيلو. أنا أوافق على هذا الكلام مائة بالمائة، ولكن، لابد من وقف المأساة في سوريا، كيف؟ هذا ما يبحث عنه في كل اللقاءات والمشاورات الدبلوماسية بين الدول المعنية من جهة، وبين كافة أطياف المعارضة السورية من جهة أخرى.

 منذ سنة ونصف، الشعب السوري يقتل. حيث بلغت القتلى بعشرات الآلاف، والجرحى أضعاف أضعافهم، والمهجرين في الداخل وإلى خارج الحدود بالإجمال تجاوز المليونين هرباً من البطش والتنكيل وتدمير المنازل على رؤوس أصحابها، والمجتمع الدولي، والمعارضات السورية تبحث عن سبيل لوقف العنف ورحيل الأسد.. العنف لم يتوقف بل يزداد يوماً بعد يوم ، والأسد اكثر تصميماً لبقائه ولو دمرت سوريا على رأس شعبها.
منذ سنة ونصف الشارع السوري يطالب باسقاط بشار الأسد، والمجتمع الدولي يريد حلا سياسياً يرضي جميع الأطراف. أعتقد أنها سخرية القدر مقابل التضحيات التي يقدمها الشعب السوري لنيل حرياته..سخرية القدر أن يتكبل المجتمع الدولي لعدم تمكنه من تقديم المساعدات الى الشعب السوري والمنكوبين منهم في المناطق الساخنة، حيث اصبحت سوريا بمساحتها ال(185الف كلم مربع)كلها مناطق ساخنة. الأسد لن يرحل، والعنف لن يتوقف، وأمام الشعب السوري المزيد المزيد من المجازر والويلات والأهوال. لأن روسيا تؤكد وبمنتهى الصراحة أنها لن ترضى بتدخل دولي عسكري، وجامعة الدول العربية تطالب تدخلاً دولياً تحت الفصل السابع في بندها ال 41 ويعني هذا عدم التدخل العسكري، ودول الجوار مكبلون أيضاً خوفاٌ من أن تطالهم اللهيب السوري للتداخل الاجتماعي فيما بينهم، ومصالح الدول لن تتحقق إلا في دائرة التفاهم بين النظام والمعارضة وهذا غير ممكن. إذاً كل الدلائل والمؤشرات تدل وتشير على أن الأزمة ستطول، وأن إطالة عمر الأزمة لا تطول عمر النظام فقط، بل إنما تفرض على أن يكون النظام شريكاً لحل ينسج على منول روسي بتأني وبمهارة غاية في الدقة والتصميم. وإن ما يحكى على أن امريكا مشغولة بالإنتخابات، وأوروبا متخوفة من حروب أهلية وما إلى هنالك من مبررات، يقرأها النظام السوري كل الأوراق المطروحة فوق وتحت طاولات التباحث الدولي، ويتصرف بموجبها ببرودة أعصاب من الجانب السياسي والدبلوماسي معتمداً في ذلك على الدبلوماسية الروسية، وفي المقابل يزيد من سخونة عنفه على الأرض ضد المحتجين والمتظاهرين، والذي بات حجمهم يغطي كل الأراضي السورية.
أمام هذا المشهد المأساوي ماذا سيحل بالشعب السوري وبسوريا كوطن؟ أكرر وأقول وأئكد، على أن أما الشعب السوري خيارين لاثالث لهما:
1ـ القبول بفتح الحوار مع النظام السوري وبقيادة بشار الأسد للتفاهم على صيغة المرحلة الإنتقالية للبلاد، هذا إن قبل بشار الأسد بذلك. وحسب قول لافروف وأنا أئكد عليه بأن رحيل بشار الأسد أمر مستحيل، ولا يقبل نظام بشار أن يسمعه حتى من روسيا.
2ـ إن استحال فتح الحوار قبل رحيل الأسد، فعلى السوريين أن يهيئوا نفسهم لقبول تقسيم سوريا إلى كانتونات كونفدرالية وأقاليم تفرضها الواقع الجديد الذي ستنتجه الأزمة لاحقاً.
بين هذا وذاك لا تنتهي الأزمة بحال من الأحوال، ولا تنتج كل المحاولات الدولية خارج هذين الخيارين، خيارات أخرى. ومن يراهن على أن الأسد سيسقط بحرب وبالقوة فهو واهم. يستطيع الأسد أن يقاوم في جبل العلويين عشرات السنين ولن يستسلم، وسيعلن إقليمه في آخر المطاف، والذي نشاهده على ديموغرافية مختلطة بين العلويين والسنة مؤشر واضح. لا أحد يذهب الى أبعد من ذلك، ففيه مزيداً من الويلات المدمرة، ومزيداً من سفك للدماء.


 أحمــــــد قاســــــــم
الكاتب والسياسي الكوردي السوري      11\7\2012
    
تم النشر في 10,00 11|07|2012 








أخبـــــــار الوطـــــن

بيـــانــــات و تــقــــاريـــــر