أحمد سعدو : قصتي مع العلم الكوردي‏


أحمد سعدو :

منذ نعومة أظافرنا نحن الأطفال كنا نقوم بوضع خيوط وأشرطة تحمل الألوان الكوردية بأيدينا أو برقبتنا ونتفنن بطريقة وضعها ، فكنا نتزين بهذه الألوان في منازلنا ونرتبها ونضعها بأيدينا وقلبنا يخفق من

  الفرح بهذه الألوان ، فبعد جهد طويل وعمل شاق بالنسبة لنا كأطفال حتى نقوم بربط هذه الألوان بأيدنا نخرج في صباح اليوم التالي للمدرسة فنرى الأستاذ والمدير والموجه يبدؤون بحملة تمشيطية واسعة على طلاب المدرسة لملاحقة من يضع بيده هذه الألوان التي تدل على العلم الكوردي.
أما في عيد النوروز كنا نجهز العلم الكوردي قبل كل شيء فنقوم بكيّه وترتيبه من أجل رفعه في هذا العيد الجميل وبينما نحن متوجهين نحو مكان الاحتفال كنا نرفعه عاليا ونحن نسير ونتبارز والشباب الآخرون بعلو علمنا وعندما نصل لحاجز أمني نقوم بإخفاء هذا العلم خوفا من منعنا من الاحتفال أو من مصادرة العلم وتمزيقه
وفي المرحلة الثانوية والإعدادية وفي مادة الحاسوب تحديدا في الدرس العملي كنا نقوم بتشكيل مجموعة طلابية أثناء الدرس طالب من أجل مراقبة الأستاذ وطالب جالس أما الحاسوب وطالبين من أجل إخفاء الطالب الجالس أمام الحاسوب لكي يقوم بفتح برنامج الرسام ويبدأ عمله برسم العلم الكوردي وعند انتهائه من الرسم نطير فرحا بهذا العمل وكأننا قمنا بتحرير دولتنا
كل هذه الأمثلة وأمثلة أخرى كان يقوم بها الأطفال والشباب الكوردي من أجل تحقيق جزء من حلمهم وهو رفع وإظهار ونشر العلم الكوردي هذا العلم الذي تعددت أشكاله ولكنها جميعها تحمل الألوان الثلاثة الأخضر والأحمر والأصفر
بينما كنت جالسا في القطار متوجها نحو مدينتي قامشلو قادما من حلب كنت أفكر بمدينة قامشلو كيف أصبحت هل طرأ عليها أي تغير، حتى أصبحت الساعة تشير إلى موعد وصل القطار إلى مدينة قامشلو الساعة السادسة صباحا ، توجهت نحو المنزل مباشرة وفور وصولي المنزل قمت بتسخين كوب من الشاي لأشربه على شرفة المنزل لأمتع نظري بقامشلو بعد غياب طال شهورا عدة ، وبينما اقلب نظري بين المنازل والأشجار لمحت ألوان العلم الكوردي فوق خزان المياه في حي العنترية...توقف عقلي عن العمل وقفت مليّا وقلت لنفسي هل بالفعل هو العلم الكوردي أم أنني احلم..بعدها قلت لنفسي بعد 9 ساعات سفر وتعب وإرهاق يبدو أنني أتخيل العلم الكوردي أمامي طالما كنت أفكر به طوال سنين عمري..وقررت التوجه للفراش من أجل الخلود للنوم..
لم تمر ساعات قليلة من نومي حتى بدأ أخي يوقظني وهو يقول: أستيقظ حان موعد تحية العلم فقمت معه وأنا لا أعلم عن ماذا يتحدث خرجنا نحو الشرفة وقام بتشغيل النشيد الكوردي (آي رقيب) على هاتفه الخلوي ووجهنا أنظارنا نحو العلم وعيوني تنظر وتراقب العلم كيف يرفرف وكأنه يقول لي : ذاك لم يكن حلم إنه حقيقة وها أنا مرفوع ، نعم لم يكن حلم ذاك العلم لم يكن تخيل إنه مرفوع . وبعد ذلك اليوم وفي كل صباح كنت أقف أنظر نحو العلم وأراقبه وأتحدث إليه ،و آخر ما أخبرني به هو أنه سيرفع فوق كل مكان على أرجاء بلاد الكورد
مهما كان شكل العلم هذا فهو يحمل الألوان الكوردية الثلاثة ومن واجبنا أن نحافظ عليه ونتنافس في رفعه لأنه يمثلنا ويمثل تاريخ طويل أسمه الكورد
أقبل تلك الأيادي التي وضعت هذا العلم فوق خزان المياه وأدعو جميع الشباب أن يقوموا برفع العلم الكوردي بجميع أشكاله فوق المباني في المدينة ويضعونه على صدروهم وفي أيديهم وأعناقهم وأدعو الطلبة الكورد أن يثابروا في علمهم من اجل رفع هذا العلم ووضعه على سطح القمر.
ودمتم برعاية الله وحفظ الله علمنا مرفرفا زاهيا بألوانه الثلاث.

أحمد سعدو
تم النشر في 11,56 04|07|2012





أخبـــــــار الوطـــــن

بيـــانــــات و تــقــــاريـــــر