تقرير: أكراد سوريا ينعمون بهدوء كردستان العراق بعيدًا عن العنف والقتل


kl:18,00 19|06|2012 Sawtalkurd


يجد الأكراد السوريون وبينهم جنود رفضوا إطلاق النار على مواطنين، وآخرون هربوا من أعمال العنف، ملاذًا آمنًا في إقليم كردستان العراق بعيدًا عن القتال الدائر في سوريا.

وفي مخيم دوميز في محافظة دهوك الشمالية، ينعم نحو 1500 لاجئ سوري كردي بالهدوء والسكينة، بعدما اضطر معظمهم إلى الدخول متسللين من سوريا، في رحلة متعبة تجنبوا خلالها المرور بمواقع القوات النظامية السورية.

ويقول أبو سمير (56 عامًا) الآتي من القامشلي في شمال شرق سوريا، إنه لجأ إلى إقليم كردستان حماية لابنه، وهو جندي هرب من الجيش. ويوضح لوكالة فرانس برس أن ولده كان مجبرًا على أن “يقتل النساء والصبية والأطفال، أو يقتل هو”، مشيرًا إلى أن ابنه “لم يقتل، فهرب”. ويضيف “كان الخيار إما أن أسلمه إلى السلطات ويقتلونه أمامي، أو أن نهرب معًا”.

واعتمد ابو سمير الخيار الثاني وتوجه في سيارة مع سبعة من أفراد عائلته نحو موقع قريب من الحدود، حيث تسللوا خلال الليل نحو إقليم كردستان العراق متجنبين أعين القوات النظامية السورية. ويؤكد أبو سمير أن “إقليم كردستان رحب بنا ونحن ممتنون لذلك لأنني كردي فضلت إقليم كردستان وأنا مرتاح هنا. لا أعتبر نفسي لاجئًا، أشعر أنني بين أفراد عائلتي، ولا أشعر أني غريب”. ويقول إن “وضع الأكراد في سوريا ميؤوس منه وهناك عنصرية”.

وإلى جانب أبو سمير، يعيش في مخيم دوميز نحو 1500 لاجئ سوري، حسب ما تؤكد ممثلة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العراق كلير بورجوا. وتشير بورجوا إلى أنه من المتوقع أن يزداد عدد هؤلاء في المخيم بعد أن طلبت حكومة الإقليم من اللاجئين المنتشرين خارج المخيم الانتقال إليه.

ويقول محمد عبد الله حمو مسؤول مكتب الهجرة والمهجرين في دهوك التابع لوزارة الداخلية في حكومة الإقليم إن “العائلات ليست مجبرة على البقاء في المخيم، وإنما طلب منها أن تتسجل في مخيم دهوك وبعد التسجيل هي حرة في البقاء فيه أو عند أقربائها أو في مساكن خاصة”.

وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 86 ألف سوري انتقلوا إلى الدول المجاورة لسوريا هربًا من أعمال العنف والقمع الذي تمارسه السلطات ضد الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة، وقد لجأ نحو 5400 منهم فقط إلى العراق. وتقدم منظمات دولية مثل مفوضية شؤون اللاجئين، ومنظمة الهجرة الدولية، ومنظمات غير حكومية محلية إضافة إلى حكومة الأقليم المساعدات إلى اللاجئين في دوميز ومعظمهم من الأكراد.

وتوفر سلطات الأقليم حاليًا الكهرباء والطعام، علمًا أن برنامج الغذاء العالمي سيبدأ يتقديم المساعدة اللازمة الشهر المقبل، وفقًا لبورجوا. وتنتشر القمامة في بعض مواقع المخيم، لكن ظروف المعيشة إجمالاً تبدو جيدة فيه بالنسبة إلى مخيم للاجئين، مقارنة مع المواقع الأخرى التي يعيش فيها معظم العراقيين الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم بسبب العنف الطائفي.

ويتمتع اللاجئون في المخيم بظروف معيشية أفضل من تلك التي كانوا يواجهونها في سوريا، حسب ما يقولون.

ويقول جمال الذي كان برتبة رقيب أول في الجيش في حماة، إن الأوامر كانت “أن نطلق النار على الناس في التظاهرات”، مضيفًا أن أي عسكري يخالف هذه الأوامر “يعدم على الفور أو يعتقل ولن يعلم بعد ذلك أحد بمكانه”. وغادر جمال مدينة حماة في نيسان الماضي في عطلة لكنه لم يعد إليها بعد ذلك. وتوجه بدل ذلك إلى منزله في المالكية قرب الحدود مع إقليم كردستان في رحلة “مخيفة” تحجج خلالها بمرض والديه حتى يجتاز الحاجز تلو الآخر. وقد ساعده هو وتسعة أفراد آخرين مهرب لاجتياز الحدود خلال الليل باتجاه إقليم كردستان.

ويوضح جمال “لا أملك الضمير لأقتل إخواني في الشارع لا أستطيع قتل امراة أو رجل عجوز، لا تستطيع تحمل ذلك، فأتيت إلى هنا”.

من جهته، يقول طالب جامعي يبلغ من العمر 21 سنة إنه شارك في عدة تظاهرات وقد تعرض للاعتقال والضرب أكثر من مرة. ويوضح “ذهبت إلى التظاهرات للمطالبة بالحرية وضد النظام البائس، النظام السوري اعتقلني مرة أو مرتين، وهددوني، تعرضت للضرب عدة مرات”، زاعمًا أن القوات السورية النظامية أطلقت النار على تشييع في القامشلي. ورغم الإجراءات الأمنية المشددة في القامشلي، تمكن الطالب من الهروب حيث دفع مبلغ 400 دولار لمهربين، واجتاز الحدود برفقة 20 لاجئ آخر.

وفي أربيل عاصمة إقليم كردستان، عثر على وظيفة في مقهى، رغم أن الراتب زهيد مقارنة بساعات العمل الطويلة، حسب ما يقول. ويوضح “أريد أن أعيش في بلد ديموقراطي، أريد حقوقًا كأي مواطن سوري آخر. سأبقى في إقليم كردستان حتى يسقط النظام”.

 
المصدر AFP








أخبـــــــار الوطـــــن

بيـــانــــات و تــقــــاريـــــر