خالد ديريك :
من المعروف ان حركة التحرر الكوردستانية غنية عن التعريف وحزب العمال الكوردستاني منذ نشوئه قدم ألاف الشهداء والجرحى والأسرى في سبيل حرية كورد وكوردستان وزعيمها السيد
عبدالله أوجلان نجمها الساطع بمشروعه وفلسفته وأفكاره النيرة بّذلك رسم هذه الحركة أو التنظيم لوحة كوردية متكاملة في الأجزاء الأربعة في تاريخ الكورد المعاصر والحديث ,أما ما نراه اليوم في غربي كوردستان لا يطمئن ولا يبعث بخير على يد أنصار حزب بي ي د وكأنهم تخلوا عن مشروعهم وأفكارهم النضالية الوطنية وفلسفة زعيمهم اللذي هو من أكثر رموز اللذي ينادي إلى المجتمع والأمة الديمقراطية لا بل إلى درجة يبدو أنهم نسيوا بأن في غربي كوردستان هناك قوى كوردية أخرى فاعلة وذات شعبية في الساحة وبدأو يطبقون مشروعهم في الإدارة الذاتية لوحدهم دون مشاركة أو رجوع إلى باقي القوى الكوردية والشعب الكوردي إلا مع أنصارهم وكأن الأخرين لا رأي لهم في شكل الإدارة , يريدون من ذلك فقط فرض مشروعهم على الناس في الواقع العملي وبكل الوسائل المتاحة لديهم وما على الناس إلا الخضوع والأتيان لأمرهم وديمقراطيتهم المزعومة بل يهدد كل من سول له نفسه أن ينتقد هذا الحزب وهذا المشروع بالحساب العسير ,بدأو بتشكيل مجلس الشعب لغربي كوردستان وأنبثق منها المجالس المحلية في معظم المدن والقرى والأحياء الكوردية وثم شكلوا اللجان الحماية الشعبية , هذا أمر جيد ولسنا ضده مبدئيا لا بل حتى نحن مع دستورهم لأنه أكثر حضاريا من غيرهم وأنما عمليا نحن ضد بعض تصرفاتهم أو لمجموعات منهم اللتي يمارس التهديد والوعيد ضد بني جلدتهم المخالفين معهم في الرأي وما حدث في باسوطة وبعض قرى عفرين يؤكد ما كان يتداوله معظم الناس والقوى الداخلية والخارجية بأنهم أرتبطوا مصيرهم مع مصير النظام الأيل للسقوط الحتمي , النظام الداخلي للحزب بي ي د من أحسن الدساتير العصرية وأكثرها ديمقراطية وفيها فصل الواسع حتى لا يعود الديكتاتورية أو لا يمكن أبدا أن يقيم فيها أي نوع من التسلط وفي مختلف الصعد لكن مهما يكون هذا دستور ثريا فلا معنى له إذا لا يستطيع أن يرى النور إلا ضمن ديمقراطيتهم وضمن حزبهم واحد الأحد , كان الدساتير الأنظمة الديكتاتورية غنية بمواد والشعارات اللتي تدعو إلى الحرية وحقوق البشرية وما لبث أن تسلموا السلطة حتى تحولو إلى أكبر الطغاة ,هنا لا نشبه دستور هذا الحزب بدساتير تلك الأنظمة فقط للتنويه والتنبيه لأن الأنظمة الأستبدادية عندما ملك الثروة والسلطة سخر كل تلك الأمكانات في كيفية أستمراريته في الحكم وإلى أبد الأبدين , ونقول للحزب بي ي د لديه مشروع ودستور حضاري , لكن الخوف يكمن من أن يتحول مشروعهم إلى ما لا يحمد عقباه بسبب تصرفات مجموعات منهم وخاصة تصريحات مسؤولينهم إن لكل تنظيم ضمن حركتهم لهم صلاحية خاصة أو مطلقة وهكذا ينخلط الأوراق , خاصة أنهم بدأوا عمليا في سيطرة على بعض المناطق الكوردية ولا يسمح لأحد أن يقول لهم هناك خطأ بسيط حتى , فهم حسب ديمقراطيتهم هم الأصح دائما وأقصد مجموعات وليس الجميع ولكن هذه المجموعات يمكن أن يؤثر في المستقبل على صفوة علاقات الكوردية الكوردية , وهنا نناشدهم بروح الأخوة الوطنية اللتي هي معروفة عندهم بلا شك أن يسخروا تلك الأمكانات الضخمة اللتي يملكونها في خدمة وحدة الكورد لا تفرقتهم فأنتم تملكون ألات أعلامية الضخمة من الصحف والمجلات والتلفزيون والمواقع الألكترونية ولكم شعبية كبيرة في الوطن والمهجر فإذا ما أردتم تحقيق الوحدة الكوردية وتشكيل رؤية سياسية كوردية موحدة وإبعاد الكورد عن شبح الأقتتال الداخلي تستطيعون فعلها بسبب تلك الأمكانات كبيرة وإذا ما طبقتم دستوركم الغني الثري وأن لا تسمحوا لمجموعات أن يجر الكورد إلى أتون حرب الداخلية ,,,,,,,,,,, , للتنويه كنت قد مدحت رجال اللجان الحماية الشعبية في بطولاتهم في أحداث حيي الأشرفية وشيخ المقصود ضد الشبيحة في مقالتي السابقة ونأمل أن يسيروا على ذلك النهج
خالد ديريك :
تم النشر في 16,34 10|06|2012