محمود خليل‏ : صلاح بدر الدين " الأيوبي"


محمود خليل‏ :

طرح السيد صلاح بدرا لدين موضوعا حساسا وخطيرا للنقاش عبر مقالته القصيرة والقاصرة, ذات العنوان العريض المفخخ "أيهم يشاركني المصير راهنا ؟ الجيش السوري الحر أم البيشمه ركة أم الكريلا - قضية للنقاش " المنشور في موقع " ولاتي مه"  الكوردية.
 طبعا الموضوع سيأخذ أكثر من نقاش وصدى ولا يمر مرور الكرام.
بداية النافلة نستطيع القول بأن المستفيد الوحيد من طرح هذا الموضوع والبعيد عن الواقع سيكون طارحه ..هو.. فقط , وبالتأكيد القارئ الكريم و ليس مستفيدا ,كون الشعب الكوردي الاّن قائم على أرضه التاريخية في سوريا  , أمر واقعي وملموس ,والذي يبحث له عن مكانٍِِ ما في الوليمة القادمة من وراء الحدود ولو على حساب المزيد من القتل من بني جلدته"قاتلا أو مقتولا"  
الم يسأل الأستاذ بدرا لدين نفسه وهو المنظر من وراء الحدود , مبررات عدم مواكبة المناطق الكوردية وجبل العرب  "الدروز" والمسيحيين بالانخراط المسلح وليس السلمي وتشكيل ميلشيات مسلحة ضد النظام ..!؟ ألم يعرف إن معظم تشكيلات" الجيش السوري الحر" تبنى أسماء وشعارات دينية صرفة منذ البداية وهو"بدرالدين " مدعِ العلمانية ..!.
"كتيبة الفاروق ...الرسول ...حمزة...علي بن أبي طالب ...صلاح الدين الأيوبي وعثمان ..الخ " مع تقديرنا لكل تلك السماء.
 يقول المثل الكوردي:
 ma me deveh ne dîne..  ma  me pşkul jî ne dîne...!.
والذي يعني حرفيا:" نحن لم نرى البعير.. الم نرى  البعرور أيضا ".
 ألا يوجد أسماء أخرى يصطلح أاغلبية السوريين عليها أم أنها إعادة للفتوحات الاسلامية والعودة بالسوريين إلى القرون الوسطى..!


الكورد السوريون مسالمون بطبعهم وحضاريون ولا يؤمنون بالعنف المسلح لتغير الأنظمة ولديهم حقوق يعلنوها جهارا نهارا ومنذ عشرات السنيين  ويطالبون بها بالطرق السلمية عبر المظاهرات والاعتصامات وغيرها من الأساليب الحضارية السلمية.
الذي يجري الآن في سوريا - معظم مناطقه- حرب طائفية وأهلية بشهادة كبار المحللين السياسيين العالميين
الشعب الكوردي بطبيعته ليس له بعد طائفي أو ديني ولا يمكنه الانخراط في الصراعات ذات البعد الديني أو المذهبي.
الرسالة الأخرى الذي يريدها السيد... بدرا لدين... إيصالها إلى بني جلدته هي نفس رسالة الإخوان المسلمين وغيرهم من البعثيين" العبثيين" الجدد وهو " المواطنة فقط للكورد" ولكن هذه المرة ليس من صدرا لدين البيانوني"الاخوانجي" بل جاءت هذه المرة من صلاح بدرا لدين "المنسلخجي" .
الكورد في سوريا يعيشون في مناطقهم التاريخية وهم شعب لهم خصوصيتهم ولغتهم وعاداتهم ولا يمكن حل قضيتهم عبر حلول مجتزأة  تشتم منها رائحة العنصرية والالتفاف حول المصطلحات المبهمة "الدولة المدنية التعددية...".
وهل الآن نعيش في ظل دولة "قروية" حتى نطالب بدولة مدنية...انه لمصطلح محشور حديثا في علم السياسة ومن انجازات التحول الاخواني العصري"modern"
كيف للكوردي ممارسة ثقافته والتعلم بلغته عبر مفهوم "المواطنة" والدولة المدنية المزعومة...!
كيف سنقنع ملايين الكورد وهم في مناطقهم ... أن يتولى أمورهم من ليس منهم ولا يَعلََم لغتهم بدءا من... شرطي المرور... وانتهاءً  بالقضاء والتعليم ودوائر الصحة وغيرها .

الشعب الكوردي ليس مجبراًَ ومكرهاَ التّعلُم بلُغةٍ غير لغتهِ .
الدول التي تتمتع بنظم حديثة  "اللامركزية "   كالإمارات العربية المتحدة ...وألمانيا الاتحادية...وايطاليا.. وفرنسا .. وكثيرٌ من الدول تطورت هذه الدول بشكل مذهل وخلال فترة وجيزة, عكس الدول الشمولية  ذات الصبغة العقائدية سواء كانت دينية أو اشتراكية لأنهما  بالمحصلة تحمل في طياتها "الدوغما الفكرية" الكابحة لتطور المجتمعات.
إن الفيدرالية والإتحادات الحرة ليست حلا للدول المتعددة القوميات والطوائف فحسب "سوريا ولبنان والعراق أمثلة" بل هي حلاًََ مجدياً للتطور الاقتصادي والتنموي للدول ذات القومية الواحدة أيضا "  الإمارات العربية مثالا"
القضية الكوردية في سوريا هي مسألة سورية محضة قبل أن تكون مسألة كوردية صرفة.
إننا نطمح أن تصبح حل القضية الكوردية "حلا جذرياً وعادلاَ في سورية " وهمّاَ للوطنيين السوريين أكثر مما هو همٌ للكورد وَحدهم ,وأن لا تبقى هذه القضية محل تجاذبات إقليمية ومهنة رابحةَ لبعض الشخصيات المارقة....

 
محمود خليل
تم النشر في  22,18 21|06|2012






أخبـــــــار الوطـــــن

بيـــانــــات و تــقــــاريـــــر