أشرف المقداد :
يعزّ علي عندما يتهمني بعض الأقربون ( وبعضهم أعزهم اليّ ) بالتحامل على "الإسلاميين" لا وبل أستشيط غضبا من بعض الأغبياء وأصحاب النوايا السيئة الذي لا يتوقفون عن اتهامي بتفريق المعارضة بينما .....حمص....باب عمر....القتل....الإجرام.......وكأنني المسؤول عن هذا أو أمرت به شخصيا...
هناك سؤال "أبدي" ومنحوت بالحجر يواجهك كمعارض سوري مزمن (مثلي ومثل الكثير مثلي) ومنذ عشرات السنين عندما نقابل اي مسؤول غربي أو اجنبي وهو:" ما هو البديل"؟؟؟؟ ومن هو البديل؟؟؟
لن ينفع اي جواب (نعتبره منطقي) : "الديموقراطية" ...انتخابات.....مجلس شعب......23 مليون سوري ...يسار.....يمين.....
يستمعون بأدب ثم يسألون السؤال الابدي: ماذا عن الإسلاميون؟!!!!!!
نحلف على القرآن والإنجيل أن سورية "مختلفة" بأقلياتها ...وبوعيي سكانها...وثقافتهم..الخ...الخ...الخ...وأن لا وجود للإسلاميين في مجتمعنا ...أو على الأقل
لا وجود "فعّال" لهم على الأرض...يستمعون لنا بأدب الغير مقتنع ونخرج غاضبين ومستنكرين غرور هؤلاء عن إدعائهم المخفي بمعرفة شعبنا "أكثر منّا"؟!!!!
سيصرخ بعض المجانين ليقولوا أولا : سنقوم بالتغيير بانفسنا!!!! وطز بالغرب ؟؟؟!!!!
طبعا هذا غباء مستطير حتى الإخوان انفسهم والسلفيين يعترفون ان لاتغيير في سورية بدون تدخل خارجي حاسم وشامل
فالأسد الذي يتمتع بدعم مطلق من طائفيي المنطقة ومن دول "عظمى في منطقتنا" فليس بذاهب الى اي مكان بدون "قلع" عسكري دموي هائل لا تستطيع المعارضة السورية أن تقوم به حتى لو وقف كل فرد من شعبنا السوري المنقسم على نفسه إنقساما عميقا ووسيعا (كما اظهرت الثورة اعترفنا ام انكرنا) مع هذا الخيار....فحتى اليوم يقف قسم كبير جدا جدا من شعبنا على الحياد مع كرهم الشديد لبشار وفساده بسبب عدم وضوح الرؤية او اقتناعهم أن البديل الإسلامي الواضح ليس هو مايتطلعون اليه او يرغبون بالعيش تحت ظلاله!!!!!!
ثانيا:يصرخ هؤلاء المجانين أيضا:هذه مؤامرة على ىالإسلام وأهل السنة ...عالمية ..صهيونية...ماسونية....امبريالية...ويتفوقون على النظام بتعداد المتآمرين الدوليين...والكونيين....فمنهم العرب ...والمسلمين...أمريكا..اسرائيل.....الخ ..الخ...الخ من أعداء وياللعجب مشتركين بين النظام ...وبين أعداء الإسلاميين؟؟؟؟؟!!!!!! العمى!!!!!
أبسط جواب أجيب به هؤلاء....الأردن...هذا البلد الصغير والذي هو غير فعّال" أبدا بموازين المنطقة....وهو مسلم "سنّي" وتربطه كل انواع القرابات والمصاهرة ويعيث به الإسلاميون "محبة وتقوى" ...الاردن اذا رفعنا موضوع انه لايرمي اللاجئين السوريين عبر الشريط الشائك لكلاب الاسد فهو واقف وبعناد ضد الثورة السورية ويرفض تنفيذ اي مقاطعة او السماح بالتسليح......بقولون لك "الماسونية" ينسون ان آخر مايريد الاردن هو دولة إسلامية على حدوده الشمالية ...وإسلاميونا بإندفاعهم المجنون لخطف الثورة يعرفون الحساسية التي يخلقونها بكل دول المنطقة ولكن لا يهم..طبعا....ثم يظهرون "مفاجاتهم" عندما لايقف الاردن مع الثورة ؟؟؟؟!!!!!
أضف الى ذالك مخاوف السعودية ولبنان وحتى تركيا والتي حتى اليوم توعد وتكذب ولانتفذ وعودها حتى للإسلاميين الاشقاء انفسهم...هل سأل هؤلاء انفسهم لماذا؟ ام تركيا ماسونية هي الأخرى؟؟؟!!!!!
السياسة هو تطبيق الممكن...والتخطيط لما لايمكن.....الإسلاميون هم سرطان ثورتنا فهم بأنانيتهم المطلقة بالسيطرة على الثورة ووسائلها ..أخافوا الشعب السوري أولا ثم الجيران ثم العالم...ويقف ثورانا وحدهم يواجهون آلة القتل الاسدية......المصيبة ايضا يقف ثوارنا اليوم متشرذمون....مشردون
بدون اي مساعدة فعلية من المتاسلمون...غير من هم كانو من المختارين فقط.....فالمتأسلمون هم ألف فرقة وفرقة من إخوان وسلفيين والله يستر.
واذا لم تقتنع بعد؟؟!!! ففي مصر لكل مشكك أعمى صورة لمن يريد ان يرى!!!!أم هذا ماسونية أخرى وتآمر على الإسلام؟؟!!!
ما أسمعه يوميا هو يشيب الاطفال من إنتهازية وغدر وسرقات وعمالة ونصب واحتيال..اتجنب ذكره وخاصة في صفوف الجيش "الحر" والكتائب "المسلحة"
فقط للحفاظ على ماتبقى من روح ثورية...في ثوارنا الحقيقين الذين وللشهر الرابع العاشر على التوالي يخرجون لميادين الشرف غير عابئين بهؤلاء الإنتهازيين....
أترككم مع إجابة سياسي غربي قابلته منذ أسابيع عندما "عيّبت" عليه وقفة بلده المخزية من عدم تقديم العون للثورة السورية:"الثورة السورية ثورة نبيلة بلا شك....والشعب السوري شعب انحني لشجاعته وتصميمه.....ولكن الخيار المعروض اليوم هو أن نغير ديكتاتورا فاسدا ظلم "بعض" شعبه بنظام ليس فقط سيظلم اكثر من هذا النظام!!!!! ولكنه سيكون وباء وبؤرة عدم استقرار في المنطقة كاملة.....في منطقة تبعد 200 كم عن سواحل اوروبا....وليس منطقة نائية كافغانستان والصومال؟؟؟!!!!!
وأتسائل : ماذا لو صمت الإسلاموين...وتركوا الثورة التي لاناقة لها بهم او جمل...تستمر....وتركوا مجلسا عقلاني منفتح غير إسلامي ليتشكل...فهل كنا اليوم بالشهر الرابع عشر؟؟؟؟؟
أشرف المقداد






