د.م.درويش : تبسيط المطالب الكوردية في سورية أجدى من تفصيلها


د.م.درويش : 

ذهبت عدة فصائل حزبية كوردية لتوضيح مطالب الكورد في سوريا وبوجهات نظر مختلفة نسبياً أو كلياً، كما قامت بشرح مفصّل وطويل لبرامجها المرحليّة وكأنّها متيقنة من المرحلة المستقبلية، وكل ذلك فتح باباً كبيراً لتساؤلات البعض عن مدى مصداقية وقناعة هذه الفصائل الكوردية بما يطرحونه من برامج أو آمال مرحلية ومستقبلية.
في الحقيقة إنّ كشف الأوراق ونشرها ليس في صالح صاحبها دوماً، ولاسيما في المجالات السياسية ذات الصبغة الإستراتيجية والمستقبلية، فكل الأنداد العاملين في نفس الميدان سيستفيدون من صراحة ووضوح الكاشفين عن أوراقهم.
فالكورد في سوريا يبدون وكأنّهم لايلاحظون بأن بعض أو كل المكونات السورية الأخرى يتربصون بهم ويحاولون أن يهمشونهم ويقصونهم وكما يحاولون أن يستطلعوا مقاصد الكورد وخطواتهم واحدة بواحدة، وبهذا الشكل يصبح الكورد في مرمى بقية المكونات وحتى في مرمى الكورد الآخرين اللامتفاهمين مع بعض الفصائل الكوردية.
لذا أعتقد أن طرح المطالب الكوردية بشكل مبسّط ومُختصر ومُوحّد هو أفضل بكثير من طروحات مختلفة معقّدة ومفصلّة، فبدلاً من الخوض بوضع عدة نقاط أو مطالب متعددة وتوضيحها بالتفصيل وبالتالي جعلها سبباً مُحفّزاً لمواقف المكونات السورية الأخرى وبعض الكورد اللامتفاهمين أيضاً. ولهذا يكفي للفصائل الكوردية السورية في هذه المرحلة الحساسة المواكبة للثورة السورية، أن تعتمد مطلبين عريضين ومبسّطين دون الخوض فيهما مًفصّلاً، نظراً للتطور المتسارع للأحداث وإحتمالية ولادة تمايز في منحى الثورة ونشوء مسارات جديدة يصعب على الجميع التكهّن بها منذ الآن، والمطلبين الأساسيين المبسطين الواجبين على الكورد طرحهما هما: السعي لإسقاط النظام الإستبدادي والتأكيد على حق الكورد السوريين بتقرير مصيرهم على أرضهم التاريخية. هذين المطلبين الشبه مُجمع عليهما بين الكورد السوريين هما جوهر المطالب الكوردية، وأي نقاش حولهما دون المساس بجوهرهما، ممكن دوماً وفق المرحلة الموافقة وما وصلت إليه أحداث الثورة وما رست عليه المؤثرات الإقليمية والدولية.
تحيا سوريا حرة ولكل السوريين وتحيا كوردستان سوريا.
معارض كوردي مستقل، 11/05/2012



تم النشر في  23,37 11|05|2012 






أخبـــــــار الوطـــــن

بيـــانــــات و تــقــــاريـــــر