ماضينا مؤلم ومستقبلنا مظلم,نعيش في سجون مفتوحة لا نستطيع الخروج منها ولا العيش فيها.
الناشط والشاعر ارام عامودة
الناشط والشاعر ارام عامودة
س-هل لك ان تحدثنا عن سبب اضرابك عن الطعام
ج-عامين و اكثر ونحن نعيش في سجون مفتوحة,لا نستطيع الخروج منها ولا العيش فيها ,نعيش فيها بأجسادنا و ارواحنا ميتة,لا فرق بيننا وبني اي حيوان أليف يعيش في زريبة,الفرق الوحيد بيننا هو ان صاحب الزريبة يعطي العلف لتلك الحيوانات بينما نحن نأخذ المال من صاحب الزريبة ونشتري العلف بأنفسنا
في كل يوم نرى موت أهلنا عبر شاشات التلفاز والانترنت ,نراهم كيف يروون تراب الوطن بدمائهم ويخرجون تحت السماء الممطرة بالرصاص والقنابل يطالبون بحريتهم,وبينما نحن نموت سريرياً في سجون الغربة ,أنسدت كل الطرق في وجهنا ولم نجد سوى طريق الاضراب لعلنا نموت او ننال القليل من الحقوق كبشر
س-دخلت المشفى لمرات عديدة ورغم ذلك لم تتوقف عن الاضراب .
ج-نعم في المرة الاولى كنت فاقد الوعي لم أرى نفسي الا في و أنا على سرير في المشفى والسيروم معلق في كلتا يدي ,نزعت السيروم من يدي فأعادوني الى الكامب وفي المرة الثانية أخذوني الى المشفى لأن حالتي كانت سيئة جداً
رغم ذلك رفضت ان يعلقو السيروم في يدي ,بقيت يوم في المشفى ,قال لي الطبيب ماذا تريد لماذا هذا الاضراب ؟فقلت له اريد منك ان تضربني ابرة الرحمة,فقال :هذه الابرة تعطى للحيوان ولا تعطى للبشر وقلت له جميل انكم تعرفون بانني بشر ولست بحيوان ,فأذا لماذا انا اعيش في زريبة الحيوان لمدة عامين كانت حالتي في سواء أعاني الم شديد في الكلاوي والمعدة لانني كنت مضرب عن الماء ايضاً
أخرجوني من المشفى و أخبرو مدير الكمب بان حالتي اقتربت من الموت
س-وماذا حصل بعد ذلك؟
ج-كنت في حالة فقدان وعي و ألام شديدة كدت أن أفقد نفسي
لكن سماعي بأن هناك شباب من كامب سيسلو خرجو للأضراب تضامناً معي ونيل حقوقهم ,هون علي وقدوم مدير الكمب مع الدكتورة الي وضع كل شيئ امامي ,وجعلني اشرب الماء و اتناول الدواء
س-ماذا عرضو عليك؟
ج-قبل ان يعرضوا علي اي شيئ ,فأنا ارفض اي حل فردي,القضية ليست قضية أرام عامودة وحده بل هي قضية عشرات الشباب الذين يعانون ما يعانيه أرام عامودةبل هي قضية شعب مضهد منذ ان خلق على وجه الارض
س-بعيدا عن الاضراب يلقبوك بشاعر الفقراء على الفيسبوك والمواقع الاجتماعية وانك تكتب الكثير للفقراء
ج-انا منهم فمن الطبيعي ان اكتب لهم ثم لا يشعر بالالم الا صاحبه ,ان انحني لكسرة الخبز أفضل من الوقوف لأموال اللصوص وناهب الشعب
س-هل لك ان تحدثنا عن اخر كتاباتك ؟
كتبت قصيدتان سأقوم بنشرهما حالما انتهي من هذا الوضع
الاولى بعنون -حمص-تتحدث عن الحالة المأساوية التي تمر بها مدينة حمص
والثانية بعنوان -انا كوردي ألا تعرفني -تتحدث عن تاريخ الكورد وبطولاتهم ومأسيهم كما انني بدأت بكتابة رواية طويلة بعنوان (من الموت الى الموت)
هذه الرواية تتحدث عن قصة شاب منذ طفولته في القرى الكوردية المهمشة في سوريا الى ان خرج خارج حدود سوريا و استضم بجدار الكمبات في اوربا هي رواية تتحدث عن معاناة الشعب الكوردي بشكل عام
س-ماهي مطالبك؟
كما قلت سابقا انا لست بمفردي مطالبي هي مطالب بقية الشباب في الكمبات ,نحن لا نطلب المستحيل نحن نطلب منهم ان ينظرو الينا كبشر ويطبقون المعاهدات والمواثيق الدولية بشأن اللاجئين السوريين
س-كلمة اخيرة ماذا تقول فيها؟
ج-اولاً الرحمة على شهداء الثورة السورية الذين ضحو بأغلى ما لديهم لأجل تحرير الوطن
ثانيا-كنت أشعر في بداية الاضراب بأنني وحيد في الدانمارك لم اكن اعرف بأن لي الكثير من الاخوة هنا في الدانمارك و الوطن
وفي مقدمتهم شباب كامب سيسلو الذين تحدثو معي فرداً فرداً وكمب بوغوس الذين تضامنو مع ومع قضيتهم وكامب هولميغود وكامب يلنك وباقي الكمبات و اقول لهم نحن معأ حتى الموت بأجسادنا متفرقة في الكمبات وروح واحدة تجمعنا
كما انني اشكر كل من اتصل معي من المستقلين والناشطين والصحافيين والاحزاب والحقوقين
كما انني اشكر جميع الموظفين في كامب هانستهولهم والاطباء الذين وقفو الى جانبي والمنظمات الحقوقية في الدانمارك والصليب الاحمر ومنظمات حقوق الانسان ,فمشكلتنا مع دائرة الهجرة الدانماركية لا غير
واشكر شباب قامشلو وعامودة والحسكة الذين تضامنو معنا وهم تحت القصف والرصاص
و اخير اشكر الاخ جوان مراد على اللقاء و اشكر الاعلام الكوردي الحر
جوان مراد -الدانمارك
21-5-2012






