د عابدين سليمان :
هذا السؤال مطروح من كل مواطن سوري بغض النظر عن إنتمائه القومي او الديني او الطبقي , وللإجابة عليه ,لابد من مراجعة موضوعية للمعطيات الموجودة على الأرض ,
هذا السؤال مطروح من كل مواطن سوري بغض النظر عن إنتمائه القومي او الديني او الطبقي , وللإجابة عليه ,لابد من مراجعة موضوعية للمعطيات الموجودة على الأرض ,
فكانت سوريا من نصيب فرنسا وظهرت على الوجود عام 1921-1922 وبقيت تحت الإحتلال الفرنسي لحين إندلاع الحرب العالمية الثانية والتي بموجبه اصبحت فرنسا أيضاً محتلة من قبل المانيا النازية , وعند انتهاء الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء فتحررت فرنسا من الاحتلال النازي منهمكة ومدمرة من آثار الحرب فكانت بحاجة الى البناء والتعمير لإعادة دورها العالمي ولذلك تخلت عن مستعمراتها في العالم وخاصة المضطربة التي اصبحت عبئاً عليها ومن ضمنها سوريا التي حصلت على الاستقلال عام 1946.
إن الثورات ضد الاحتلال الفرنسي في سوريا اندلعت من قبل الاقليات الدينية والقومية( صالح العلي في جبل العلويين وسلطان الأطرش في جبل الدروز وابراهيم هنانو في جبل الزاوية) وبقيت الاغلبية صامتة.
هذا البلد الحديث المنشأ ذات التركيبة الغير المتجانس قوميا ولا دينيا و لا طائفياً وتباين في العلاقات الاجتماعية والاقتصادية , اتحدت في هذه الدولة بإرادة استعمارية وليس بإرادة ذاتية وطوعية ولم تسن لها دستور سياسي تراعي هذه الخصوصية وتحترم وتراعي خصوصية كل مكون , فأتت بالإنقلابات العسكرية لإدارة البلد بمباركة خارجية عام 1949 وتتالت الواحدة تلو الاخرى لتنفيذ الأجندة الاستعمارية في المنطقة وحكم البلد من قبل الأجهزة الأمنية القمعية وعبر مؤسسات قومجية عنصرية وبذلك انعدمت كل أشكال المؤسسات الديمقراطية و إستقلالية السلطة القضائية والتشريعية والتنفيذية فأصبحت السلطة بيد العسكر والأجهزة الأمنية فهذا أدى بالبلد الى ما نعانيه اليوم من فساد إداري لا مثيل له في العالم و إنعدام الديمقراطية وإنعدام مؤسسات الدولة وإنهيار المنظومة الاقتصادية والعلمية والأخلاقية في هذا البلد المحافظ.. فتراكمت المشاكل الاساسية والبنيوية في جوهر الدولة وتفاقمت و بدون حلول .
ان المجتمع السوري امام الخيارات التاريخية التالية:
1-إما العودة لنظام شمولي امني استبدادي وذلك عبر انقلاب عسكري وهذا الإحتمال ترفضه المعادلة الدولية الحديثة والتطور السياسي العالمي والإقليمي.
2-إما الدخول في حرب طائفية والأرضية على الواقع ومع الاسف جاهزة ومهيئة لهذا الاحتمال بسبب التراكمات التاريخية السلبية بين مكونات المجتمع السوري والمعطيات على الارض تشير السير نحو هذا المنزلق الخطير فتؤدي بالبلد نحو التفتيت والتقسيم مثل الصومال والعراق وافغانستان.
3-إما التحكم الى العقل والحكمة والتقبل بالمعطيات الموجودة على الارض كما هي والبحث عن حل يرضي الجميع ويشارك الجميع في اختيار النظام السياسي المناسب لهم, اعتقد هذا هو المخرج من الازمة الحالية ولكن هل الشعب المقهور يستطيع اختيار هذا الحل الموضوعي والعقلاني؟
د عابدين سليمان
20-5-2012
تم النشر في 00,15 22|05|2012





